الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يطرق الشباب جدران خزان الانتخابات البلدية.....؟؟؟؟

نشر بتاريخ: 05/08/2016 ( آخر تحديث: 05/08/2016 الساعة: 11:07 )

الكاتب: عبد الرحمن القاسم

الشباب عماد أي مجتمع ومخزونه نحو غد أفضل. ويعول عليهم التغيير والتطوير وتجاوز عثرات البعض او تسلط وتفشي جمود أفكار وممارسات وسلطة ونفوذ المرجعيات السياسية الدينية او الاجتماعية, وليس بالضرورة ان يكون ذلك الجمود وتحجر الأفكار وتوقف الرؤيا الاستشرافية, ناجم عن حب التسلط ودكتاتورية ونرجسية الانا, ففي المجتمع الأبوي والسلطوي يعتقد الكثير من الاباء ومن لديهم السلطة الدينية او المرجعية الاجتماعية, انهم الاوصياء وهم من تعب وجد وكد واجتهد, وان الابناء حتى لو وصلوا سن الستين او السبعين يبقوا "اولاد" يفتقدوا لخبرة وحكمة الآباء, ومن يحتكرون المرجعية السياسية او الدينية او الاجتماعية او يجمعون بين تلك المرجعيات في سلة واحدة. ويحرصون ان يكون الشباب مستنسخين عنهم, رغم ان النعجة "دوللي" ناتج اول عملية استنساخ ماتت مؤخرا , ورغم اختلاف العصر ومتطلباته العملية وأدواته التكنولوجية, وحتى مع تغير منظومة القيم المجتمعية والنظم السياسية وتوسع باب الاجتهاد الديني ليواكب مستحدثات الامور.

وليس بالضرورة التغيير والتخلص من وطء القيم والعادات التي ثبت تخلفها او قصورها في فهم الحاضر او مواكبة التطور نحو غد افضل, يكون بالإقصاء والاستخفاف بما سبق, لإدراكنا أنهم اجتهدوا وحاولوا لأجلنا بأدواتهم وفهمهم بأقصى إمكانياتهم. فالأب العامل "بالفاعل" اجتهد بتامين مستقبل أفضل لابناءه وخرج المهندس والطبيب والمحامي و..., والسياسي ناضل واعتقل في فترات او استشهد او جرح. فعلى الطبيب او المهندس او.... ان يبني وفق أسس علمية ورؤيا جديدة مع إقراره بفضل وجميل العامل البسيط, وكذلك السياسي يواصل معركة التحرر والبناء مع عدم تنكره أو تنصله لتضحيات من سبقه.

ويسجل على الشباب عزوفهم أو عدم مبادرتهم لاقتحام وتصدر قيادة المشهد في العمل العام نحو التغيير الايجابي ومحاولة تسلل أفكارهم ورؤياهم المستقبلية, لبناء المجتمع وتكريس الافكار الايجابية واستثناء الأفكار والممارسات التي يرون فيها تكريسا لجمود الواقع الحالي, ربما لاسباب موضوعية منها سطوة الجيل الحالي وتشبثه بالمناصب, وتصدير خوفه من الإقصاء والتهميش والتشكيك بقدرة الشباب والادعاء أنهم لا يملكون الخبرة والحنكة وقلة تجاربهم بالحياة, وأنهم اي الكبار أصحاب المشروع "سواء الوطني او على صعيد العائلة والاجتماعي وحتى الديني" وان الكثير من انصار السلطة الأبوية, لا يهضم او يستوعب ان يكون شاب رئيس بلدية او امين عام او رئيس لحزب سياسي او حتى لنادي رياضي او وزير فكيف به يصلي خلفه, او ياخذ فقها دينيا من شاب يعتبره "ولد" , مع ان السبب الرئيسي والحقيقي هو خوفه من الاقصاء او ان ثيبت فشل وقصور البعض وجزء من صراع وتدافع الأجيال مشروع وصحي وفق الأصول ونظم الديمقراطية عبر الانتخابات وبرامج العمل المقدمة للفوز بمقاعد القيادة وتصدر العمل هنا او هناك والانتقال السلسل للصلاحيات عبر صناديق الاقتراع.

وربما لأفكار ونتائج مسلمة من الشباب بان حظوظهم باختراق السلطة الأبوية وفق المقولات المروجة "الولد ما بدير بلد" , هي ضعيفة ولذلك كانت مبادراتهم خجولة او معدودة على الأصابع.
ولماذا الخوف من التغيير الهادئ والسلس عبر التسلل الطبيعي للشباب من خلال الانتخابات الديمقراطية في هذه المؤسسة او تلك, وينتظرون من السلطة الأبوية ان تمنحهم مقاعد خلفية في هذا التجمع السياسي او الاجتماعي وحتى الرياضي والديني, كديكور وتأكيد من الكبار أنهم يهتمون بفئة الشباب, وعادة قبل إجراء الانتخابات يتوافق الأغلب أن رئاسة هذا الحزب او البلدية او حتى الجمعية الخيرية او التعاونية او النادي الرياضي للرجل السبعيني او الستيني ان لم يكن اكبر من ذلك.

نحن في حمى الانتخابات البلدية, والتي قد تمهد لانتخابات تشريعية ورئاسية. لماذا لا يفكر الشباب وبشكل جدي واقصد هنا الشباب الفئة من 25 وحتى 40 عام بعيدا عن شعار "الشباب شباب القلب" في تشكيل قوائم انتخابية تضم كفاءات شبابية متعلمة ومؤهلة وتراعي كل حساسيات ومكونات المجتمع بعيدا عن القوالب الجاهزة و"الكوتات" المعدة مسبقا بفكر ورؤيا شبابية, قلقة على الغد لانه عصرها ومستقبل اولادها. حتى لو كانت حظوظها محدودة بناء على القيم والأعراف السائدة, وقد يواجهون تهكما او سخرية او تشكيكا بقدرتهم على النجاح. ولكن يكفيهم شرف المحاولة والتأسيس لمرحلة قادمة نحو تغيير قيم واعراف سائدة بعضها عقيم ومتحجر. ويسجل لهم أنهم طرقوا جدران الخزان, ولم يبقوا صامتين تحت الشمس اللاهبة في صحراء التيه في قصة الأديب الراحل غسان كنفاني.