الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحمد سعدات قائداً باخلاقه ومواقفه

نشر بتاريخ: 05/08/2016 ( آخر تحديث: 05/08/2016 الساعة: 11:09 )

الكاتب: بهاء رحال

ترجل الفارس، وامتطى صهوة فرسه، معلناً عن تضامنه الفعلي مع بلال كايد الذي دخل مراحل متقدمه من الاضراب المفتوح عن الطعام الى جانب عدد أخر من الأسرى ومنهم الشقيقين محمد ومحمود البلبول، فما كان من الرفيق القائد أحمد سعادات الا ان اعلن عن دخوله الاضراب الى جانب الكايد وآخرين ممن يخوضون الاضراب عن الطعام داخل سجون الاحتلال ضد السياسات القمعية التي تنتهجها وضد عمليات الاعتقال الاداري والعزل الانفرادي وغيرها من أدوات التنكيل والقهر اليومي التي تمارس بحق الأسرى، وكما يفعل القادة الحقيقيون وجدنا الرفيق سعدات يتخذ موقفاً يعلم مسبقاً ما يمكن ان ينتج عنه في ظل حالة الجمود السياسي اولاً وفي ظل تمادي سلطات الاحتلال في ممارساتها وحالات التضييق والتمادي التي تنتهجها في ظل واقع معقد وعلى مختلف الأصعدة، ولهذا فان خطوة بهذا الحجم لا احد يمكنه ان يتنبئ بما قد تحمله من نتائج في المستقبل، فأحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني يعلم جيداً المحاذير التي قد تحيط بهكذا موقف، الا أنه آثر على التضامن مع الأسرى لأنه قائد حقيقي ووطني من الطراز الأول.

دخول الرفيق أحمد سعدات في معركة الاضراب عن الطعام الى جانب الأسرى المضربين يؤكد على فلسفة روح القيادة التي يتحلى بها هذا القائد الوطني الذي يبرهن أن القيادة موقف، وأنها فعل التضامن الحقيقي بكبرياء لا فعل التساهل والتهاون والانحناء، وأنه بذلك يفتح صفحة جديدة من صفحات نضال الأسرى والمعتقلين الذين سطروا عبر سنوات النضال الطويل أروع الصور، وأبدعوا في تجديد طرق المواجهة مع المحتل وسياساته، وها نحن اليوم على عتبة أيام قد تحمل الكثير من الحراك وعلى كافة المستويات، الأمر الذي سيعيد قضية الأسرى الى مكانها وحضورها في كافة الأوساط والمحافل، بعد أن عاشت فصلاً كان فعل التضامن الشعبي معها اقل من المستوى المطلوب، فهل تعود الجماهير الشعبية لفعلها الحقيقي في التضامن مع أبطال وهبوا أعمارهم داخل السجون فداءً للوطن؟

أحمد سعدات، يبرهن من جديد أن القيادة موقف، وأنها صورة التضامن الحر مع القضايا الوطنية، وأنها فعل مرتبط بتعزيز صور الاشتباك الحتمي في معركة الأسرى الذين يخوضون الاضراب المفتوح عن الطعام، وها هو يقدم نموذجاً حر وصادق تحتاجة القضية وتحتاجه الجماهير التي تتطلع الى تلك المواقف بنشوة المنتصر العائد الى مكانه.