نشر بتاريخ: 05/08/2016 ( آخر تحديث: 05/08/2016 الساعة: 16:30 )
بقلم: المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- لبنان، نصار إبراهيم
لقد تجاوز الأسرى الفلسطينيون ببطولتهم كثيرا بطولة المحاربين السبارطيين أل 300 والسَّاموراي الأخير!
الآن لن أكتب شعرا.. ولا تحريضا ولا أدبا... فثورة الأسرى الفلسطينيين في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي الفاشي هي حدث فلسطيني ثوري واقعي بامتياز .. أبطاله أسرى فلسطينيون هم في ثورتهم أقرب للشعراء والثوار العشاق الحالمين...
مئات الأسرى ينهضون فيعيدون للوعي الجمعي الفلسطيني صفاءه ونقاءه... يعيدون تذكير الفلسطيني بذاته... إنهم يعلنون الآن وهم في قيودهم وزنازينهم حريتهم وإرادتهم مباشرة... ويكنسون بثورتهم ثقافة الهزيمة وتشويه الوعي وبؤس السياسة لمن هم خارج الأسر...
ثورة الأسرى هي تعبير كثيف ومباشر عن روح الشعب الفلسطيني التي جرى العبث بها كثيرا... تلك الروح التي جرى إغراقها وبصورة منظمة في سراب الوهم والاستهلاك والاغتراب والأنانية والمصالح الضيقة في محاولة لتطبيعها وكسرها.
أنا لا أكتب شعرا الآن ولا تحريضا غوغائيا... كما لا أتحدث عن مخلوقات فضائية خيالية... بل أتحدث عن اسرى فلسطينيين من لحم ودم ومشاعر ووجوه وأسماء معروفة جيدا... الآن حيث يتجاوزون بعيدا في بطولتهم بطولة المحاربين السبارطيين أل300 .. فهم يقاومون بأجسادهم العارية المحاصرة الجائعة المتعبة المرهقة بلا سيوف ولا دروع أو رماح..... لكنها أجساد تقودها الروح الفلسطينية والإرادة الحرة...
إنهم ليسوا السّاموراي الأخير.. فذاك كان يملك حصانا وسيفا... فيما يندفع الثوار الفلسطينيون الأسرى حاملين فقط راية وطنهم وشعبهم وقضيتهم وخلفهم بحر شاسع من الشهداء والأمهات... وأمامهم أطفال وأحلام ووطن ينتظر الحرية.
ثورة الأسرى الفلسطينيين تعيد الآن بناء الوعي وثقافة الثورة الأصيلة.. يقول الأسرى الثوار: حتى لو لم نمتلك شيئا فإننا قادرون على المقاومة...
ثورة الأسرى الفلسطينيين اليوم أصبحت معادلا لراية الحرية والعدل والحق الإنساني في كل بقاع الأرض... إنها عنوان القيم الإنسانية في الحرية والحياة.. تلك القيم التي يدوسها المنافقون والجبناء والسماسرة والقتلة والمحتلون صباح مساء.
حين أشعل الأسير بلال الكايد شرارة الثورة التقط أحمد سعدات من سجنه في رامون الشعلة بلا تردد، قال: حيث يكون المقاومون يكون القائد... فنهض أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليقفوا مع قائدهم ورفاقهم وإخوتهم، يدافعون عن شرف الانتماء للوطن والشعب والقضية.
ثورة آلاف الأسرى الفسطينيين تعيد تأصيل المعادلات والتذكير بالبديهيات بأن ثورة الشعب الفلسطيني هي حركة تحرر وطني من الطراز الأول... إنها أبعد من ثورة على سجان.. إنها ثورة تعيد للشعب الفلسطيني وعيه...
لهذا ليس صدفة أو غريبا أن تمتد صرخة الحرية من فلسطين لتصل إلى سجون فرنسا الاستعمارية.. فينهض الأسير اللبناني جورج عبدالله ليعلن: حيث تكون الثورة أكون.
ثورة الأسرى الفلسطينيين تعيد لشعب فلسطين روحه... إنها تتجاوز المساومات الهابطة والانقسام المهين والمناكفات وألاعيب المناصب... هنا اليوم من وراء القضبان يقف الأسرى من كل التنظيمات والأطياف ويعلنون: بوصلة لا تشير إلى فلسطين لا تعنينا.
ثورة الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية الفاشية تسقط الآن خطابات منظمات حقوق الإنسان البائسة والجبانة.. إنهم يدوسونها ويتجاوزونها الآن نحو القيم الأكثر أصالة وواقعية.
هي لحظة من لحظات المجد الفلسطيني... فلينهض شعب فلسطين ليحمي قلب ثورته المشتعلة الآن في المعتقلات الصهيونية... بهذا فقط يحمي وعيه وثقافته وتاريخه وحقوقه وقضيته.