نشر بتاريخ: 10/08/2016 ( آخر تحديث: 10/08/2016 الساعة: 12:36 )
الكاتب: إبراهيم فوزي عودة
قد يخطر ببال الجميع هذا السؤال لماذا نتسوق؟
جرى استطلاع عالمي واعترف نصف المشاركين في الاستطلاع انهم يشترون سلعا هم في الواقع بغنى عنها. وعبر اخرين في الاستطلاع ان المستهلكين ينفقون بافراط. وان العديد من هؤلاء عالقون بدوامة الديون .
ويذكر بعض الباحثين ان ارتفاع مستوى الاستهلاك لا يجلب لنا الاكتفاء. بل يؤدي الى المزيد من الاجهاد والتعاسة. فلماذا نحن مصابون اذا بحب الشراء؟
هناك العديد من الاعلانات والتي هدفها تحويل الرغبات الى حاجات. بحيث يجعلون من تجربة التسوق متعة ما بعدها متعة. ويصممون الاعلانات لتلهب حماسته . ويظن بعض الخبراء ان المشترين يتحمسون جدا خلال التسوق لدرجة ان تدفق الادرنالين قد يزيد في جسمهم. ويوضح جيم بولر احد الخبراء بالتسويق: ان ادراك البائع حالة الزبون هذه يستفيد منها ويستغل شدة حماسته وضعف ارادته.
فكيف تحمي نفسك من الوقوع ضحية المسوقين الحاذقين؟
من الطبيعي ان نرغب في حياة افضل . لذلك يمطرنا المسوقون برسائل تعدنا بتحقيق كل رغباتنا. من صحة افضل الى شعور بالامان وامتلاك علاقات لصيقة بالاخرين .بشرط ان نشتري السلعة المناسبة.
هذا الوعد يتمتع بحياة افضل، ولكن الواقع انه كلما ازدادت ممتلكاتنا تردت على الارجح نوعية حياتنا. فنحن بحاجة الى المزيد من الوقت والمال للاعتناء بالاغراض الاضافية. كما ان عبء الديون يزيد من الاجهاد.
المبدأ في الكتاب المقدس لوقا 12 : 15 (متى كان لاحد كثير فليس حياته من ممتلكاته)
وعد اخر كن من النخبة . قلة من الناس يقرون بانهم يتبضعون ليؤثروا في الاخرين. غير ان جيم بولر يذكر: اثناء التسوق يبرز جانب مهم جدا في سلوك الناس الا وهو منافسة الاصدقاء والجيران والاقارب والزملاء في العمل . لهذا السبب غالبا ما تظهر الاعلانات ان من يستمتعون بالمنتجات هم اشخاص ناجحون واثرياء. وكأنها تقول للمستهلك ان بامكانه هو ايضا ان يحذو حذوهم.
الواقع ان تحديد قيمتك الشخصية من خلال مقارنة نفسك بالاخرين يولد لديك شعورا بعدم الاكتفاء. فعندما تحقق اول رغباتك تسعى فورا في اثر التالية .
المبدأ في الكتاب المقدس: جامعة 5 : 10 ( من يحب الفضة لا يشبع من الفضة )
وعد اخر تميز بهويتك من خلال استخدام الممتلكات المادية والتباهي بها . طريقتان شائعتان للاخبار عن انفسنا او ممن تود ان نكون. لذلك المسوقون يربطون ماركة معينة وخاصة الفاخرة بعادات وقيم محددة. يعد المسوقون ان مجرد شراء ماركة معينة فيمكنك من تبني هوية المنتج.
ماذا عن الواقع . لا يمكن شراء اي منتج ان يغير ما نحن عليه حقا او يمنحنا صفات رائعة كالصدق والامانة.
المبدأ في الكتاب المقدس: بطرس الاول 3: 2-4 (لا تكن زينتك لبس حلي من الذهب او ارتداء اردية بل انسان القلب الخفي)
اذا كيف تضبط نفقاتك ؟
1 قاوم النزعة الى الشراء دون تخطيط مسبق.
فكر مليا وعمليا في النتائج الطويلة الناجمة عن شراء السلع واقتنائها والحفاظ عليها. وتذكر في التأني السلامة وفي العجلة الندامة .
2 تجنب التسوق لتحسين مزاجك .
عند التسوق اطلب دعم اصدقائك او مارس تمارين رياضية لان التسوق لا يجنبك المشاعر السلبية بل يزيدها.
3 لا تتسوق بقصد التسلية.
تسوق فقد عندما تريد شراء غرض معين والتزم بما خططته له.
4 اختر اصدقائك بعناية.
نمط حياة اصدقاءك يؤثر في رغباتك.
5 اعرف وضعك المالي .
ضع خظة واقعية تحدد فيها مصروفك الشهري على اساس دخلك. ويجب حماية الاولاد من ثقافة الاستهلاك. ولا يمكن ان نحمي اولادنا تماما من الاعلانات فهي منتشرة في كل مكان. لذلك علينا ان نوضح لاولادنا ان الشركات تريد الربح ولا تفكر بمصلحتنا.
وقد يضغط عليك اولادك لتشتري لهم غرضا غير ضروري ويلحون في الطلب لكن من المهم ان تثبت على موقفك.
علينا كاهالي ان تكون تربيتنا لاولادنا تعرب عن الاتزان ونرسم الحدود.