الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بندقية وسيارة مشطوبة .. والزمن طويل

نشر بتاريخ: 10/08/2016 ( آخر تحديث: 10/08/2016 الساعة: 12:07 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

افتعلت اسرائيل أزمة جديدة ضد الاسرى بمواصلة اعتقال الاسير بلال كايد رغم انتهاء محكوميته ، وهي تدرك تماما ان قضة الاسرى هي العصب المكشوف عند المجتمع الفلسطيني ، باعتبارها قضية حساسة وتقف على رأس سلم الاولويات كل بيت فلسطيني .
ضاعفت اسرائيل استهدافها لنشطاء الجبهة الشعبية في محاولة منها لوقف تقدم اليسار الفلسطيني في الارض المحتلة ، ولاحظنا استهدافا غير مسبوق لقادة وكودار الجبهة بالاعتقال الاداري واطلاق النار والاحكام العالية واقتحام المنازل وترويع الاطفال والدهم ، دون ان نغفل ما تفعله بالامين العام للجبهة النائب المختطف احمد سعدات .
تستهدف اسرائيل مخيمات الارض المحتلة بشكل مجنون ، والجميع يعرف فتح النيران الحية في داخل الأزقة الضيقة لمخيم قلنديا ، وامتد الامر في الاشهر الاخيرة الى قتل الاطفال في مخيمات الجلزون والعروب وبلاطة وجنين وقدورة والامعري وبيت جبرين وعين بيت الماء وعايدة والدهيشة . وتعرف المؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان ماذا تفعل اسرائيل ضد سكان المخيمات كل ليلة ،  وهدم المنازل واطلاق الرصاص الحي باتجاه الاطفال والشباب  .
لا تزال اسرائيل تعمل كل ما يمكن عمله لانتهاك مناطق الف في السلطة ما تسبب في انتشار السلاح باعداد غير مسبوقة ، ورغم ان اجهزة امن السلطة تحاول المستحيل من أجل ضبط السيارات المشطوبة وغير المرخصة ( السيارة المشطوبة مصلح اخترعه الاحتلال ابّان الانتفاضة الاولى لكسر العصيان المدني الشعبي وقام بشطب سجل كل سيارة فلسطينية تلتزم باوامر القيادة الموحدة أيام الاضرابات وترفض الترخيص والتأمين في الوقت المحدد . فشطبها ضباط الاحتلال من سجلات دوائر السير لتكبيد المواطن خسائر مادية فادحة في امواله وممتلكاته ) .

تقوم اجهزة الامن بملاحقة الاف السيارات المشطوبة ومصادرة مئات قطع السلاح ، ولكنها خطوة لن توقف المحتوم ، ولن تمنع الاصطدام القادم . ولو ان اجهزة الامن الفلسطينية تقوم ليل نهار بفرض القانون في كل شارع فلسطيني ، بينما تواصل اسرائيل اطلاق النار وهدم المنازل واقتحام المخيمات ومصادرة الاراضي والسماح للمستوطنين بتدمير الحقول . فان التصادم قادم ومحتوم لا محالة . وانما تحاول انتفاضة القدس مؤخرا أن تبحث عن أشكال جديدة للتعبير عن نفسها في ظل غياب الحل السياسي وتبجّح وزراء اسرائيل بأنهم نجحوا في قمع الشعب الفلسطيني .

يبدو أن اجهزة المخابرات الاسرائيلية قد تحوّلت خلال انتفاضة القدس من أجهزة لجمع المعلومات ، الى أجهزة تخطيط لعمل الانقلابات ، فهي تخطط للانتخابات البلدية وتحاول اذكاء الصراع بين فتح وحماس وتضرب الفصيليين الكبيرين ببعضهما ، وتحاول صناعة شريحة من أزلامها كخطة بديلة للانتخابات البلدية ، وتلعب بالنار ، ويبدو أنها ستحصل على حريق كبير كما تتمنى بالفعل .