نشر بتاريخ: 13/08/2016 ( آخر تحديث: 13/08/2016 الساعة: 20:16 )
الكاتب: عوني المشني
المرشحون المستقلون للانتخابات هم اليوم حجر الرحا في العملية الانتخابية، الجمهور الفلسطيني يفضلهم على أعضاء التنظيمات كما يرد تباعا في استطلاعات الرأي، وربما لهذا السبب لا اكثر فان التنظيمات تبحث عنهم وتتسابق في وضعهم على قوائمها وذلك في محاولة لخداع الجمهور بإغناء قوائم التنظيمات بشخصيات مستقلة عسى ان يحقق ذلك النجاح.
الاغرب ان الشخصيات المستقلة ورغم كل هذا الإقبال عليها من الجمهور والتنظيمات الا انها تفتقد الثقة بالنفس وتقبل باي عرض من التنظيمات ومستعدة للقبول باي وضع في قوائم التنظيمات، شيئ اخر يكاد يكون احد سمات العملية الانتخابية هذه المرة ان حماس تدرك مكونات نجاحها فهي تسعى اولا الى النجاح وإذا لم يتوفر فالأهم إسقاط فتح، وإسقاط فتح لا يتم الا بشرذمتها لهذا فإنها - حماس - مستعدة وتعمل على طرح شخصيات من فتح على قوائمها مع إدراكها انهم فتح ومناهضين لحماس ولكن يكفي ان ينزلوا في قوائم اخرى لشرذمة وتفتيت جهد فتح حيث ان هذا الوضع هو ما يؤدي الى فشل فتح
عندما تكون الانتخابات بهذا الشكل فان الكثير من نتائج الانتخابات قد ظهرت قبل ان تبدأ فقدان الثقة بالتنظيمات يتعزز، التنظيمات خسرت ثقة الجمهور قبل التصويت، هذا اولا وهذا مهم للغاية، ان تنظيمات تخسر ثقة الشعب لم نعد مؤهلة لقيادة الشعب في مرحلة كهذه ثانيا التنظيمات لا تسعى لفهم الجمهور وإعادة تصويب أوضاعها، تسعى لخداع الجمهور واسترضاءة دون ان تغير تلك التنظيمات من سلوكها ومفاهيمها، وربما اكثر من ذلك فإنها تود تضييق الخيار امام الجمهور، وتهديده ايضا !!!
ثالثا المستقلين ما زالو لا يثقون بأنهم حصان الرهان الاقوى ويتصرفو بدونية امام الفصائل ، ربما هذا صحيح فالجمهور يدرك ان ديمقراطية شكلية كهذه لا تحميهم من بطش التنظيمات لهذا هم يخافونها ، وخوفهم هنا مبرر فالتنظيمات ثبت انها مستعدة لليس لارتكاب مخالفة بل لارتكاب اي جريمة مقابل الحفاظ على سلطتها، ولهذا فانهم لا يفتقدون الثقة بأنفسهم أمامها وانما يفتقدون الثقة بنزاهتها لهذا يخافونها رابعا تتشارك قوى داخلية وخارجية لتحقيق هدف وحيد هو إسقاط فتح ، هذا هدف جوهري ليس لحماس وحدها ولا لاسرائيل فقط وانما لقوى اقليمية ودولية، خامسا : تمتلك فتح مقومات الانتصار ، نعم تمتلك ذلك، وربما اهم ما تملكه هو الشعور بالاستهداف، هذا حافز للوحدة وحافز للتحدي وحافز للاستنهاض، اذا ما استفز في فتح شعور القبيلة فان احدا لا يهزمها حتى هذا التحالف المحلي الإقليمي، السؤال هل تدرك القيادة التنظيمية في فتح مفاتيح العمل لاستفزاز شعور القبيلة لدى الكوادر والعناصر؟؟؟؟؟ أشك في ذلك حتى اللحظة وفق ما ارى ، مع امنياتي ان تكون شكوكي خطأ.
نحن امام انتخابات سياسية، ليست مصيرية كما يعتقد البعض، واهميتها تنبع من حقيقة انها فرضت لتحقيق هدف سياسي وهو أضعاف المشروع الوطني ببعده السياسي، حماس هي الجهة الغير مدركة لابعاد الانتخابات الحقيقية وهي تستخدم في تلك الانتخابات كاداة لاسقاط فتح لا اكثر، فالكل يدرك ان نجاح حماس في الانتخابات لا يعني نجاحها في كسب الجمهور بقدر ما يعني فشل فتح في الحفاظ على وحدتها واستفزاز شعور القبيلة لديها.
لهذا فالنتيجة ليس ان تنجح فتح او تنجح حماس النتيجة ببعدها السياسي هي اما ان تنجح فتح وتفشل حماس او ان تفشل فتح وحماس معا، حماس فاشلة في تلك الانتخابات قبل ان تبدأ لان دورها الحقيقي ليس ان تنجح بل ان تفشل فتح.
لماذا الإصرار على افشال فتح ؟؟؟ ببساطة لسبب بسيط، هناك من التنظيمات من هو وطني وربما اكثر من فتح، وهناك من يضحي ويناضل و.... و .... و ...... اكثر من فتح.
لكن الاستهدافية لفتح لان الظروف والتاريخ والمعطيات وضعت فتح كممثل للمشروع الاستقلالي الوطني، ليس مهم اذا هذا صحيح او لا، وليس مهم اذا كانت التنظيمات الاخرى تقبل بهذا او لا او انها اكثر وطنية واستقلالية، كل هذا لا يهم، المهم ان فتح الان تتقدم المشهد وفق هذه الرؤيا، هزيمتها هدف اسرائيلي واضح لهزيمة مفهوم الاستقلالية الوطنية، لهذا وجب التوقف عند هذا، وانتخابات بحجم هذه - انتخابات بلديات محدودة الصلاحية والدور - لا تستحق هذا التوتر ولا يفترض تحميلها هذا البعد، لكن اسرائيل وقوى اقليمية تحملها هذا البعد وحماس مستعدة للعب الدور ، لهذا فإنها اصبحت مهمة، ومهمة جدا، ونجاح فتح اصبح مهما ليس لأسباب تنظيمية وانما لأسباب وطنية، ربما على الحالة التي تعيشها فتح فإنها لا تستحق النجاح، ولكن وفق المشهد السياسي فان نجاح فتح ضرورة وطنية، وان كنت لا اثق بقدرة فتح كبنية على تحقيق النجاح فإنني اثق بحس الكادر التنظيمي وأصالة الجمهور، وشعور الجمهور باهمية البعد السياسي لهذا فإنني اثق بنجاح فتح في تلك الانتخابات.
هكذا كانت انتخابات ١٩٧٥ البلدية الجمهور انجح الحركة الوطنية لا لاهمية الشخوص والتنظيمات ولكن لاهمية التحدي السياسي، وهكذا الان ستنجح فتح لاهمية البعد السياسي.
هل تستطيع فتح ان تكبر لتتسع كل من هو خارج التنظيمات الاخرى؟؟؟ هذا شوط للنجاح وهو ان تستوعب قوائمها طموح العائلات والافراد والمؤسسات، لتصبح قوائم فتح هي قوائم الشعب الفلسطيني باستثناء الفصائل والتنظيمات، ربما هذه الخطوة قد تبدو صعبة في ظل سياسة حماس القائمة على التعويم واعتبار ان من ينجح غير قائمة فتح الرسمية هو نجاح لها !!!!!! لكن هناك حقيقة ان تعزيز الزخم الشعبي في قوائم فتح يفترض ان يسير بتناسق مع تحقيق واحدة تنظيمية لحركة فتح خلف قوائمها، هذا هو التحدي والذي لن يتحقق الا باستنفار وطني وتعزيز مفهوم التنظيم الوطن بما يعكس هذا المفهوم من تعصب يصل الى حد التأزيم.
مفتاح النجاح إذن وحدة تنظيمية خلف قوائم شعبية ، تعزيز مفهوم التنظيم الوطن ، استنهاض شعور القبيلة، كمفهوم من السهل الوصول لهذه الاستنتاجات ، وبالتالي لا يوجد جديد هنا ، التحدي هو؛ الاليات لتطبيق هذه المفاهيم، هل يوجد مقدرة لاجتراح أدوات عمل لتطبيق هذه المفاهيم؟؟؟؟ ومن الذي سيجترح تلك الأدوات ؟؟؟؟
حتى اللحظة لا يوجد ما هو جديد في طريقة ادارة فتح للانتخابات، ولا يوجد ما هو جديد في الأدوات، ربما الجديد هو منطق التخويف لكل سيخرج عن الإطار التنظيمي ويعمل على الشرذمة، وحتى او نجح هذا المنطق في منع الشرذمة الى حد ما فانه لم ينجح في جذب كل أصوات القواعد للانتخابات، سنجد هنا نزعة انتقام صامت عبر المقاطعة الهادئة، وهذا مظهر خطير قد يسقط قوائم فتح بهدوء.
ان الحالة التنظيمية صعبة الى حد استحالة تحقيق الوحدة التنظيمية، الصعوبة تكمن في البنية التنظيمية القائمة والتي لم ولن تكون قادرة على استيعاب الكل التنظيمي، لهذا فان القائمة الواحدة والتخويف من اجل تحقيقها خيارات لا تؤدي لتحقيق الهدف، الحل يكمن في قائمتين في كل موقع
قائمتين رسميتين
قائمتين بتبني كامل للحركة لهما
قائمتين بميزانية متساوية لكل قائمة كن الحركة
قائمتين توسع الخيارات للقواعد التنظيمية للانتخاب
قائمتين تستوعب الغاضبين من القواعد
قائمتين باتفاق مسبق بينهما على التحالف بعد النتائج ورئاسة البلدية للقائمة التي تحصد أصوات اعلى
العقبة الأكبر في الانتخابات هو الكادر التنظيمي الذي لم يجد له مكانا في الهيكل التنظيمي والذي يجد في الانتخابات مكانا لإثبات فشل غيره وهذا يعني انه يجد في هذا الفشل مبررا له للانتقام من تهميشه اولا ولإثبات فشل القائمين على الوضع ثانيا، رغم صعوبة هذا الوضع الا ان تحميل هؤلاء المسئولية عبر إشراكهم في العمل الرسمي يعتبر حلا معقولا اضافة لتوزيعهم على الكتلتين الانتخابيتين وفقا لعلاقتهم بأعضاء تلك الكتل.
على كل الأحوال لا يوجد وصفة جاهزة لعلاج الوضع، ربما كل قرية او مدينة تحتاج الى وصفة من نوع خاص، مختلفة عن الاخرى، هذا يعني وجود كادر له خبرة مسالة أساسية لان الخبرة تعني عمق التجربة والقدرة على الإبداع، فتح تمتلك كل هذا ولكن كيف توظف ذلك تلك هي القضية.
اللجنة المركزية لحركة فتح تقود انتخابات غير مقتنعة بضرورة إجراءها، الكادر يخوض انتخابات مختلف حولها، الجمهور يدفع لانتخابات لا يجد فيها اي أهمية او تأثير على أوضاعه، ومع ذلك لا مفر من خوض تلك الانتخابات ،هل هذا ما هو مؤكد الان؟؟ حتى اللحظة الانتخابات غير مؤكدة، وبما حماس تدفع باتجاه توتير الأوضاع من اجل إلغاءها وفتح تنتظر توتيرا كافيا من حماس من اجل تحميل حماس مسئولية إلغاءها، هذه الإمكانية ما زالت قائمة، وربما هي مصلحة مشتركة للطرفين، وايضاً ربما ايضا هي مصلحة للشعب الفلسطيني، هذه الانتخابات التي حاصل الجمع او الضرب او القسمة او الناقص فيها صفرا، بمعنى ان لا ضرورة لها ولا غنى عنها ولا ناجح بها ولا مستفيد منها.
انتخابات اليوم الذي بعدها لن يختلف عن اليوم الذي قبلها بشيئ سوى بكثير من النفايات على الجدران نتيجة الدعاية الانتخابية مطلوب من المجالس المنتخبة ازالتها.