نشر بتاريخ: 18/08/2016 ( آخر تحديث: 18/08/2016 الساعة: 11:47 )
الكاتب: خالد معالي
مع اعتقال ممثل حركة حماس في لجنة الانتخابات المركزية؛ حسن أبو كويك، فجر يوم 1782014 ؛ وخلال أقل من 24 ساعة من بدأ الترشح للانتخابات البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فان "نتنياهو" يكون قد اتخذ قرار بعدم البقاء على المدرجات يشاهد اللعب؛ بل اختار أن يكون لاعب وسط الميدان؛ قوي ومؤثر.
الاعتقالات الجماعية لنشطاء حماس السياسيين، كانت أحد أهم الأفكار المتداولة من قبل قادة الاحتلال وقادة الرأي في دولة الاحتلال؛ للتأثير على نتائج الانتخابات البلدية؛ وهو ما كان فجر اليوم الأربعاء في حملة الاعتقالات المسعورة؛ التي طالت أكثر من 20 مواطنا غالبيتهم من نشطاء حماس.
"نتنياهو" لا يريد أن يرى حركتي حماس وفتح؛ تسيران في الاتجاه الصحيح نحو الاحتكام لصناديق الاقتراع؛ بدل صناديق الرصاص؛ كون صناديق الاقتراع؛ ستفرز الممثلين الحقيقيين للشعب الفلسطيني، دون إراقة دماء، وبشكل حضاري وعلمي ممتاز؛ يكون نموذج راقي للدول العربية، التي تتصارع بشكل غير معقول من قتل وحروب أهلية مدمرة.
من كان يظن للوهلة الأولى أن الاحتلال سيقف مكتوف الأيدي ويتفرج على التجربة الديمقراطية الفلسطينية الناجحة؛ فانه واهم؛ ف"نتنياهو" يؤثر في الوضع الفلسطيني سلبا، ويعد أنفاس الفلسطينيين عليهم عدا؛ وهو قوة احتلال غاشمة لا تريد الخير للفلسطينيين؛ بل القتل والتهجير والطرد وبناء المزيد من المستوطنات.
صدمة كبيرة؛ كانت قد أحدثتها حركة "حماس" بعد الإعلان عن مشاركتها في الانتخابات البلدية القادمة؛ ظهر ذلك جليا من خلال كتابات المحللين في دولة الاحتلال والذين هم انعكاس لقادتهم وطريقة تفكيرهم.
2.6مليون ناخب فلسطيني؛ تعتبر عينة حقيقية لا يمكن القفز عنها؛ لمعرفة حجة وقوة كل فصيل فلسطيني على الساحة الفلسطينية؛ والتي وتشمل 416 هيئة محلية، بينها 141 مدينة وبلدة و 25مدينة كبيرة.
الكاتب من دولة الاحتلال؛ "ران أدلست"، في صحيفة "معاريف"؛ كتب بان أسلوب الاعتقالات الجماعية لنشطاء حماس والفتنة بين حماس وفتح يؤثر في الانتخابات؛ وان هذا التفكير جاء في أعقاب الإعلان عن وجود انتخابات محلية في الضفة الغربية والقطاع، وهو هذا ما دفع" زئيف الكين "على سبيل المثال للقول "قرار أبو مازن لم يعد ذا صلة، وإن السلطة قد انهارت، وإن علينا الدخول إلى مراكز المدن في الضفة الغربية وفرض السيطرة". وقال "ران": "المشكلة هي كيف يمكن التلاعب بانتخابات يشرف عليها المجتمع الدولي من خلال ممثلين من عدة دول؟".
فيما كتبت" كارولين غليك" بشكل ماكر، تحت عنوان "كيف يمكن إنقاذ فتح؟" بأن مصلحة "إسرائيل" هي عدم فوز حماس، وبحسب "اليكس فيشمان" الذي كتب في "يديعوت"؛ فإن قيادة الجيش "الإسرائيلي" تعيش في حالة ضغط نتيجة دخول حماس على خط الانتخابات البلدية التي تعزز من قوتها.
في جميع الأحوال؛ فان الكاسب والرابح من الانتخابات البلدية؛ هو الشعب الفلسطيني، وقواه على مختلف مشاربها؛ كونها تسجل للعالم أجمع أن اختلاف الرؤى والمصالح والبرامج؛ لا يعني بالضرورة الاحتكام لصناديق الرصاص؛ كما يجري بشكل مدمر في الدول العربية؛ بل من خلال صناديق الاقتراع، وبكل محبة وأخوة؛ وهذا ما يغضب "نتنياهو" ودول الغرب؛ التي تريد صراع دموي فلسطيني فلسطيني؛ كي لا يتفرغ الفلسطينيين للتناقض الرئيس؛ وهو هنا الاحتلال الظالم.