نشر بتاريخ: 19/08/2016 ( آخر تحديث: 19/08/2016 الساعة: 21:35 )
الكاتب: عوني المشني
ادعي ان الفلتان الأمني ليس مجرد عصابات خارجة عن القانون.
ادعي ان الفلتان الأمني شخصيات سياسية وتنظيمية تقف خلف بعض مظاهر الفلتان، توظفه وتستخدمه خدمة لها
ادعي ان الفلتان الأمني اشخاص محسوبون على اجهزة أمنية او يستخدمونها ساترا يوظفون موقعهم او علاقاتهم في او مع تلك الأجهزة للتغطية
ادعي ان الفلتان الأمني "بنادق للإيجار" يستخدمها اقتصاديين وسياسيين ومرشحين انتخابات وقيادات من شتى المجالات
ادعي ان هناك من يستخدم المقاومة كغطاء لتمرير الفلتان وكمظلة لممارسته
ادعي ان الفلتان الأمني تهاون في المحاسبة، تهاون من اجهزة أمن ومن القضاء، هناك قتلة خارج المعتقلات، هناك قتلة بزي شخصيات عامة، وهناك قتلة بزي قيادات.
ادعي ان الفلتان الأمني منهج مشبوه مرتبط موضوعيا بالاحتلال، بقصد او بدون قصد فانه يخدم أعداء شعبنا ويستطيع بسهولة ان يوظف لخدمة أعداء شعبنا
ادعي ان الفلتان الأمني لم تبذل جهود منهجية لاجتثاثه، بذلت جهود جزئية، جهود موسمية، جهود محدودة، وهذا لا ينهي الفلتان الأمني
وبعد هل حقا هناك من يعمل لاجتثاث الفلتان الأمني؟؟
ربما المساحة المتاحهة الكلام أضيق من ان تعالج الموضوع، هناك الف خط احمر يمنع الكلام، هناك محاذير كثيرة متنوعة معقدة، هناك اكثر من "تابو" يمنع الكلام
من يستطيع ان يسأل من؟
من يستطيع ان يجيب ؟
من يستطيع ان يحاسب من؟
من يستطيع ان يعلن على الملأ ملفات الفلتان الحقيقية؟
كيف سيعالج الفلتان الأمني؟
من يجرؤ على طرح الأسماء؟
ما علاقة الفلتان الأمني بالفساد؟
لماذا يلاحق الاحتلال شبهة سلاح هنا ويغض الطرف عن سلاح مؤكد هناك؟
الاسئلة كبيرة الاجوبة اكبر
لكن كل المسئولين وعلى اختلاف مستوياتهم يعرفون الاسئلة والأجوبة ويعرفون معطيات اخطر الف مرة مما اعرف، ولكنهم يصمتون وكل له مبرراته عن صمته، منهم يمارس الصمت كمشاركة في الفلتان، ومنهم يخاف على حياته واولاده، ومنهم له مصالحه، ومنهم ما هو عاجز عن فعل شيئ، ومنهم لا تجدي معرفته بشيئ ، ومنهم من يحاول وبأضعف الإيمان، ومنهم من ينتظر، وما بدلو تبديلا...
الفلتان الأمني في فلسطين له جذور ضاربة في البنية السياسية، معالجته تقتضي التفكير كثيرا ، احيانا تستخدم معالجة الفلتان حجة لسحب سلاح وطني مقاوم واحيانا تستخدم المقاومة كحجة لتسليح الفلتان الأمني، وهنا تصبح المعادلة اعقد من ان تحل بإجراء . لا يوجد سلاح مشهر يستخدم في مقاومة، هذا قانون ، من يشهر سلاحه ويدعي المقاومة يبيعنا الزيف والكذب والخداع، ومن يبحث عن سلاح سري لا يشهر فانه لا يعالج فلتان بل يحارب مقاومة.
على كل الأحوال شعبنا يدرك الحقيقة، ويدرك ان الفلتان هو الوجه الاخر لسياسة الاحتلال والتهجير، ويدرك ان الفلتان له ابعاده السياسية، ويدرك ان بعضهم يحتاجه، ويدرك ان محاربة الفلتان ما زال حتى اللحظة عمل غير منهجي ولا هو بحقيقي واحيانا هو مظلة لتحقيق غايات اخرى.
الفلتان خطير وخطير جدا، خطير الى الحد الذي يفترض ان لا يسمح بالتلاعب في مواجهته، وخطير الى الحد الذي قد يصبح من يستخدمونه ضحايا له، وخطير الى درجة ان احتلال بدون فلتان قد يصبح مقبولا اكثر من فلتان مع تحرر
لنقرأ سياسة
فلتان أمني، غلاء غير مبرر ولا منطقي، بطالة كبيرة جدا خاصة في فئة الشباب، في ظل هذا الثالوث يتحدثون عن صمود وطني؟
اي صمود هذا؟
من لا ينهشه الفلتان ينهشه الغلاء في ظل بطالة.
من لا يسرقه الاحتلال تسرقه عصابات الفلتان وعصابات الاحتكارات
وبعد يتحدثون عن صمود!
من هنا، من هنا تبدأ الحكاية
فلتان، غلاء، بطاله، وتهجير
كسر المعادلة هذه
يحتاج الى قرار سياسي ملتزم.
يحتاج الى تنظيم ثوري.
يحتاج الى سلطة وطنية.
يحتاج الى قرار سياسي جريء من تنظيم ثوري وتنفذه سلطة وطنية.