الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخابات المجالس المحلية....إلى أين؟!

نشر بتاريخ: 22/08/2016 ( آخر تحديث: 22/08/2016 الساعة: 10:33 )

الكاتب: ابراهيم فوزي عودة

تأتي الانتخابات للمجالس المحلية في ظل انسداد الافق السياسي والازمة المالية الفلسطينية واستمرار الانقسام من اجل الانقسام وشح الدعم الخارجي سواء الاجنبي او العربي ،كل هذه الظروف جعلت من المواطن الفلسطيني يركز اهتمامه على لقمة العيش والخدمات الحياتية التي تقدم له .فلم يعد يهتم بالسياسة والاستقلال والتحرر ،لانها اصبحت موضع شك لديه وتحقيقه بعيد المدى لربما ليس في حياته . و ما يهمه اليوم هو فقط العيش بكرامة وان تصله الخدمات كباقي الناس المتحضره او الاقل تحضرا من اجل المحافظة على سلامته كمواطن هو واسرته .

من هنا لربما يأتي اهتمام المواطن في الانتخابات المحلية لان افق الواقع في حدود المدينة او القرية وليس في حدود الوطن او الاوطان . بمعنى لا يهم المواطن في أي محافظة أي خلل في محافظة اخرى انما في منطقة سكناه لانه المتضرر المباشر .
لقد جاء الاعلان عن نية خوض انتخابات للمجالس المحلية وبين مشكك في اجراءها او الغاءها في اخر لحظة وبين متفاءل ومتشائم في نتائجها وبين المصالحة والانقسام وبين الوعد والوعيد وجد نفسه المواطن يتحدث عن الانتخابات وينغمس في تفاصيلها .

ان الجو المشحون المحيط بموعد الانتخابات قد يعكس اهمية للخوض فيها مرشحين ومنتخبين وكما ان انسداد الافق السياسي لربما يجعل المانحين يركزون على دعم المجالس المحلية وتقليلها للسلطة مما يزعج السلطة ولكن يجعل دورا اكبر للمجالس المحلية في دعم المشاريع التنموية .وهذا امر خطير لاننا نرفض ان تكون المجالس المحلية بديل السلطة .
ومن الملفت للنظر في هذه الانتخابات التي يدور الحديث عنها من وجهة النظر الفصائيلية لن تستثني الطابع العشائري الذي لربما المسيطر وكأننا رجعنا لسنوات طويلة الى الماضي ايام الانتخابات التي تأخذ طابع عشائري صرف بغض النظر عن وجود اليوم الفصائلية الا انها ليست الاساس وليست المسيطر لانك تجد في كل قوائم الفصائل الاختيار العشائري او العائلي وهذا ما افرزته سياسة القوائم التي لا تصلح لانتخابات المجالس المحلية قد تصلح للانتخابات السياسية للرئاسة والمجلس التشريعي .
اذا العشائرية تلعب دورا مهما في الانتخابات لهذة الدورة حتى الفصائل سترجع الى العشائرية في تشكيل القوائم وهذا احدى نتائج الفشل السياسي الموجود اليوم .

وتتعدد القوائم لمجرد التكتيك وليس بالمفهوم الديمقراطي للانتخابات يجب ان تطرح بدائل مختلفة على الجمهور للاختيار وهذا شرط اساسي في اعتبار الانتخابات ديمقراطية .بمعنى ان غياب البدائل يلغي الديمقراطية ولكن هذا لا يعني حتى نثبت الديمقراطية ان تكون هنالك فوضى البدائل وهي الفوضى التي تفرز مؤهلا وغير مؤهل .
الكل يتحدث عن الكل وكل حزب او قائمة تعتبر نفسها الافضل وفي الحزب احزاب وكل شخص مرشح هو الافضل ووراء كل شخص اشخاص . والغريب في الامر ان لا احد يريد ان يعمل للبلد والوطن الا اذا اصبح رئيسا .هذا وطن الرؤساء . والا لماذا لا تنزل قائمة واحدة تمثل منظمة التحرير الفلسطينية ويكون الجميع ممثلا فيها ؟ لماذا لا نرتقي لمستوى المسؤولية التي تذوب الذات الانانية لمصلحة الكل لمصلحة الوطن ؟

ان الحمل كبير ايها المرشحين حتى على مستوى الخدمات ، فقد تجدون انفسكم ضعفاء امام اطفال يبكون بردا وحرمانا في الليل وامام مواطن يرتجف خوف لتوفير لقمة العيش وامام مريض عاجز عن دفع كشفية الطبيب واذا دفعها فعليه ان يبحث عن الدواء . وامام رب اسرة عاجز عن دفع الاقساط المدرسية لاولاده .
هذا هم المسؤول الأول وبعدها تاتي الشوارع والابنية والنفايات ومنظر البلد الحضاري بنظافته وسهولة ادارته بحيث يشعر المواطن انه موضع اهتمام في كل شكل متطور في البلد .
ونامل في هذه الانتخابات اهتمام اكبر في طرح شعارات بيئية واقل انتشار فوضوي لصور المرشحين ونطمح دائما للافضل لنصل الى اماكن تخصص للصور لجميع القوائم ويجب ان يكون قانون يحدد هذا الامر ويعاقب على مخالفته.

ان الانتخابات هي الوسيلة الاساسية التي وصلت اليها التجربة السياسية المتراكمة عبر الاجيال لتحديد شرعية او عدم الشرعية للسلطة القائمة .وهو حق كل مواطن في ابداء رأيه واختيار ممثليه ولو كان مخالفا للاخرين .هذا في المفهوم النظري شرط السعي لضمان ان تكون الانتخابات نزيهة لتعبر عن رأي الشعب . هذا الشعب الذي لا يريد الا القليل من الكرامة والامن والطمأنينة .

لكن المشكلة في نظام القوائم للانتخابات التي تحرم الكثيرين من المستقلين والمهنين للترشيح باعتبار القوائم حيث يبدء بالاعداد لرئيس البلدية يجب ان يكون مطروح من حزبه تم يتبع الاعداد لبقية القائمة من العائلات لضمان التصويت بغض النظر اذا طرحت العائلة مرشحا يصلح او لا يصلح .وفي المدن التي يجب ان يكون رئيس البلدية مسيحي تدخل الطائفة فمثلا مدينة مثل بيت ساحور يجب ان يكون الرئيس مسيحي من طافة الروم الارثوذكس . هذا ليس قانون ولكنه ثقافة البلد وايضا الشخص المولود في بيت ساحور واصله من اي بلد في فلسطين يعتبر غريب علما ان هنالك عائلات قادمة من مصر وهي ابعد من قرية فلسطينية الى مدينة . تداخلات وتعقيدات حزبية عشائرية طائفية . كلها تصب في خانة العنصرية .

لذلك ستكون اسماء المرشحين في الانتخابات مرأة عن مدى جديتهم في خدمة المجتمع . والمقصود الحياة اليومية وهي قضية في غاية الاهمية بمعنى مستوى الحياة اللائق سواء لشوارعنا ومدارسنا واسواقنا وجمال كل مدينة وقرية فلسطينية . وان لا تخلو اسماء القوائم من فئة الشباب الذين نتغنى بهم دائما وعند الجد نقول ما زال صغار .

نحن كمواطنين نريد مرشحين هويتهم العلم والاخلاق واحترام الاخر مهما اختلفت معه بالرأي .نريد مرشحين يؤمنون بالمجتمع العلماني الذي يحترم كل فئات المجتمع باختلاف اديانهم وطوائفهم واحزابهم . هذا الامر مهم لاننا نتطلع الى ما بعد الانتخابات وما هو التغيير الذي ستطرحه هذه الانتخابات....هل سنتقدم إلى الأمام أم سنعود بخطانا سنوات إلى الخلف...هذا هو السؤال الذي يجب أن يسأل سواء من قبل المرشحين أوالمسؤولين أو من قبل المواطنين...الانتخابات القادمة...إلى أين؟!