الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"برلمان المستقبل العربي"

نشر بتاريخ: 23/08/2016 ( آخر تحديث: 23/08/2016 الساعة: 15:33 )

الكاتب: معن بشور

أفضل وصف يمكن أن يعطى لمخيم الشباب القومي العربي وهو ينهي أعمال دورته الخامسة والعشرين في المعهد الرياضي في تونس- العاصمة هو "برلمان المستقبل العربي".،لا بسبب الحوارات الغنية التي جرت بين 170 شابة وشابا جاءوا من 15 قطرا متحملين نفقات السفر(هو أمر مهم هذه الأيام) فحسب، بل لان الموضوعات التي ناقشوها مع شخصيات فكرية وسياسية جاءوا (من مصر والعراق والجزائر والمغرب وفلسطين ولبنان وطبعا تونس) أيضا على نفقتهم الخاصة (وهو أمر بالغ الأهمية في زمن رشوة بعض المثقفين) ، وهي موضوعات تشمل كل قضايا الأمة السياسية ،والاقتصادية، والتنموية ،والدفاعية، والأمنية، والثقافية، والتربوية، والإعلامية، تحت سقف المشروع النهضوي العربي، وعلى طريق وحدة الأمة ،واستقلالها، وتنميتها، وديمقراطيتها، وعدالتها، وخصوصا على طريق فلسطين التي كانت الجامع المشترك بينهم رغم تعدد الانتماءات الفكرية وتنوع الرؤى السياسية .

لم يكن جو المخيم جافا ،كما قد يظن البعض، فقد تخلل البرنامج فعاليات فنية، ورياضية، وسهرات قدم فيها المشاركون لوحات فولكلورية من بلادهم ،ليتعرف المشاركون على جوانب متعددة من حياة أقطارهم وليدركوا اننا امة موحدة على ما فيها من تنوع، وان مستقبلنا واحد رغم الخصوصيات.

لكن يبقى الأجمل في المخيم هو لحظة الوداع بين الشباب حيث نكتشف كيف أن أياما محدودة جعلت من شباب وشابات أتين من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق يشعرون أنهم أبناء عائلة واحدة هي أمتهم التي تتكالب كل قوى الشر عليها لتجزئتها وتمزيقها وتفتيتها وشن الحروب عليها ونشر الاحتراب بين أبنائها.

الشباب تواعدوا على أن يلتقوا في لبنان في ذكرى الوحدة المصرية -السورية في22شباط/فبراير القادم في ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي السابعة التي تتكامل مع تجربة المخيم القومي.

إن هذه الصورة المشرقة البهية لا تشكل المشهد وحده فقد واجه المشاركون تحديات عدة بعضها متصل بلعنة التأشيرات، وبعضها الآخر متصل بالنقص الفادح بالإمكانيات، وبعضها متصل باهتزاز التوازن أحيانا بين حرية الشباب المرغوبة والضرورية وبين الضبط والربط الضروريان لتسيير أعمال المخيم.

لكن إرادة الشباب ،وهمة الإدارة ،ومواكبة لجنة الإشراف، وسهر اللجنة التحضيرية في تونس،جعل من الصعب ممكنا .