الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من سيزيل الاحتلال عن فلسطين؟

نشر بتاريخ: 28/08/2016 ( آخر تحديث: 28/08/2016 الساعة: 15:12 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لم أتعود شخصيا لبناء مقولات أو خطط على افتراضات غير موجود أو توقعات صعبة المنال، لكن هناك شواهد مدعمة بوقائع مادية أو تحليلية اقرب ما تكون إلى الحقائق، كنت جالس في مجلسين مختلفين، وقد ذكرت سنوات يمكن أن تزول إسرائيل فيها وخاصة البعض يتحدث عن سنوات ما بعد 2018، واحدهم ذكر لي أن صهاينة قد ذكروا له أن إسرائيل ستنتهي وستزول من الوجود في خضم العشرة سنوات القادمة.

بالمقابل الناظر إلى قوة وعظمة إسرائيل من هذه الناحية وما يعاني منه الوضع في العالم العربي سيقول ماذا يقولون، وأين هي مسألة زوال إسرائيل العظمى والذي تضع دول عظمى كامل إمكانياتها لصالح إسرائيل وكيف الغرب يسخر كافة إمكانياته وعلى جثث الأطفال العرب من اجل إسرائيل وان إسرائيل لديها مقومات اقتصادية ومادية وعسكرية قادرة على ردع كل من يحاول ابتزازها.

بالمقابل، ومن صورة صابر الرباعي التونسي الذي جاء إلى فلسطين واخذ له صورة ضابط صهيوني على المعبر كيف قامت الدنيا ولم تقعد واتهم انه خائن وقد شنت ضده حملة من العداوات والشتائم والاتهامات الكبيرة، والقصة لا اقلل أو أهول منها، فما دام انه عبر إلى فلسطين فهو معرض أن يمر بحواجز إسرائيلية ويمكن لهذا الضابط بسهولة أو غيره أن يأخذ صورة مع صابر وينشرها، وقد زرت بعض الدول العربية ووجدت كم القدر الهائل من الكره لليهود ومحاربة التطبيع، فلن تطأ أرجل اليهود بلادنا العربية إلا خلسة وسرقة.

كذلك موضوع غزة وما يتكدس بها من عوامل مقاومة لإسرائيل، والحرب الأخيرة كانت لها دلالات لا يمكن غفرانها أو نسيانها من فرض غزة حظر طيران على إسرائيل والظروف التي أجبرت اليهود على الرحيل نحو الشمال، وعلى الرغم من قتلهم للآلاف وتدمير مئات المنازل في غزة.
وكذلك معادلة حزب الله الذي ما يزال ندا لإسرائيل والتقارير التي تصدر عن قدرته على فرض تدمير شامل لكافة أراضي فلسطين التي يتواجد فوقها اليهود في الداخل وان دخول حزب الله سوريا وما ينتج عنها ربما لن يجدي لإسرائيل الحماية.
كذلك في الأراضي المحتلة الأخرى الوضع أصبح لا يطاق من حيث أن الناس لم يعد لها شيء تخسره سوى من يتقاضي راتب وهذه لن يكون عامل صمود لجميع مكونات الوطن للإبقاء على الوضع دون الانفجار الشامل.

أضف أن إسرائيل لم يعد لديها شيئا تقدمه للشعب الفلسطيني حول حقوقهم في الأراضي أو أية موارد أخرى، وإنما قائمة على أساس سلب الحقوق، وإمتاع اليهود في كافة الموارد على حساب الفلسطينيين، فمثال: اليهودي يستهلك مياه ألفي ضعف أو أكثر عن الفلسطيني وفي بيتي الشخصي ذبلت الورود وجف الشجر من قلة المياه، فليس لدينا أمل بحياة مع اليهود على أساس دولة ولا دولتان وننتظر لفرج من الله.
فكل هذه العوامل وغيرها وما سيحصل في أمريكيا عقب الانتخابات والأزمات الاقتصادية والمالية وما يحدث بكل الدول العربية وتطور الإسلام في أوروبا سيكون شاهد على حدوث متغيرات جذرية نحو القضية الفلسطينية لا اعرف الآن من أين ستبدأ أو أين ستنتهي ولكن الأمور تسير نحو المجهول الذي في نهايته ستكون الرؤيا واضحة فيه.