نشر بتاريخ: 29/08/2016 ( آخر تحديث: 29/08/2016 الساعة: 11:33 )
الكاتب: معن بشور
أتاحت لي فرصة ملازمة الفراش أثر وعكة صحية أن أتابع برنامجا تلفزيونيا "أصوات الصغار"، وهو صيغة عربية لبرنامج إعلامي أمريكي لإجراء منافسة بين أطفال يغنون بإشراف مدربين وفنانين عرب كبار ،ويشترك فيه أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 7 أعوام و14عاما.
أعجبني في البرنامج هذا المستوى العالي من الغناء،صوتا وأداء ،،لدى أطفال من كل أقطار الوطن العربي .
في اليوم ذاته اتصل بي القيادي الفلسطيني البارز ماهر الطاهر ليحدثني عن مستوى الوعي العالي لدى الشباب القومي العربي الذين حاورهم في مخيم الشباب القومي العربي 25 في تونس من ضمن نخبة من أبرز الشخصيات الفكرية والسياسية العربية وقال "انه جيل يبشر بالخير لأمتنا".
في فلسطين، قبلة النضال العربي .يقدم الشابات والشباب أروع ملاحم المقاومة وبأكثر أساليبها شجاعة وذكاء بما يؤكد إننا أمام شعب لا يعرف الهزيمة مهما كبرت التضحيات.وهو أمر أكد عليه شباب المقاومة البواسل في العراق ولبنان.
في الشعر والأدب والثقافة والفنون التشكيلية يخرج مبدعون شباب مذهلون كتميم البرغوثي وهشام الجخ (شعرا ) وأيمن بعلبكي (رسما) وهيفاء البيطار (أدبا)واحمد كامل وهزرجي بن جلول وربيع بركات( تحليلا سياسيا)والآلاف غيرهم ممن تمتلأ بإبداعاتهم منابر الثقافة والإعلام ،بما يؤكد على المخزون الهائل من الطاقات الإبداعية لدى شباب الأمة وشاباتها.
في الجامعات العربية ،وفي دول العالم ،تحمل لنا الأنباء كل يوم أخبارا عن متفوقين عرب يبرزون كل عام في ميادين العلوم التطبيقية والإنسانية متحدين كل العوائق الموجودة أمامهم.لاسيما من خريجي الجامعات السورية والعراقية والمصرية والمغاربية واللبنانية.
في دول العالم لاسيما دول الغرب يلعب الشباب العربي وخاصة الشباب الفلسطيني أدوارا رائعة في تعبئة الرأي العام العالمي لصالح فلسطين ومقاطعة العدو .
ولقد جاءت الرياضة الذهنية كالشطرنج ،والرياضة البدنية كالاولمبياد في البرازيل، والطريقة التي يجري فيها "استقبال" الفرق الرياضية الإسرائيلية وآخرها في اسكتلندا وفرنسا وغيرهما، والتي لعب فيها شباب الأمة دورا فاعلا، لتظهر إبداعا في ربط الحق الفلسطيني والعربي بأكثر الفعاليات شعبية.
المؤلم في كل هذا أن يكون شباب الأمة المهدد بالبطالة والهجرة والسجون والمخدرات زاخرا بكل هذه الطاقات المذهلة والعابقة بروح الوحدة والتحرر ،فيما بلادنا رازحة تحت أنظمة لا تجيد سوى الحروب بينها، والاحتراب مع شعوبها،وفي تحكم قوى ظلامية لا تجيد سوى الذبح والنحر وتنفيذ إرادة كل من يريد إطفاء جذوة الحياة في هذه الأمة ، أو إرباك من حمل إرادة المقاومة فيها .
أمة فيها هذه الطفولة الرائعة والشباب المتقد حيوية وإبداعا، امة لن تموت مهما طال الزمن