نشر بتاريخ: 29/08/2016 ( آخر تحديث: 29/08/2016 الساعة: 21:42 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين وصل المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى العاصمة الأردنية قبل اسبوع للقاء الرئيس عباس، لم يخطر ببال أحد أن الامور ستأخذ هذا القدر من الاهتمام الروسي بالقضية الفلسطينية، لأن روسيا منشغلة بالقرم واعادة تحديث العلاقة مع تركيا وتثبيت التحالف مع ايران وملف اوكرانيا وأزمات اوروبا ودرب الحرير الصيني والملف السوري. ولكن تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 22 الشهر الجاري وأن الرئيس الروسي بوتين سيعمل على استضافة الرئيس عباس ونتانياهو لجمعهما في العاصمة الروسية موسكو، اثار توقعات الصحف الاسرائيلية والروسية أن الأمر قد يكون في اكتوبر القادم.
كان الرئيس اوباما قام بنفس الفكرة في العام 2012، وكنت هناك في واشنطن أشهد لقاء باردا واجباريا، حتى أن المصافحة لم تتم سوى أمام الكاميرات ولم يلتقي الرجلان قبل المؤتمر الصحفي. فهل لدى الرئيس بوتين أكثر من هذا؟
الرئيس عباس يضع كل ثقله في المؤتمر الدولي الفرنسي المزمع قبل نهاية هذا العام، فهل يوافق نتانياهو على المؤتمر ويدفع باتجاه قبوله دوليا وامريكيا؟ الاهم لماذا سيفعل نتانياهو ذلك؟
ليس لدي معلومات مؤكدة، لكن انطباعاتي حول ما وصلني من معلومات، أن الامور لن تبقى على هذا الحال حتى نهاية العام، وان المؤتمر الدولي الفرنسي لن يكون مجرد لقاء وتبادل افكار و"قراءة فاتحة" على روح عملية السلام الميتة. وانما سيكون (اعادة تدوير) لكل ما تركته اتفاقية اوسلو من حطام هنا وهناك.
الروس لديهم عالم مختلف تماما عن الامريكان، ولا يخفون قناعتهم بنظرية المؤامرة الامريكية، وان كل ما يحدث في الشرق الاوسط هو ثمرة مؤامرة امريكية معدّة سلفا. كما ان الروس يردّون على المؤامرة الامريكية بالقول (انا روسي وانا صح وكل العالم خطأ) ولا يكترثون بما يقوله الغرب.
لن أبحث عن مصطلحات جديدة وصارخة لما يحدث على صعيد السياسة الدولية بشان القضية الفلسطينية. لكن لم يبق أمام العالم سوى بابين:
باب تنفيذ حل الدولتين فورا واجتراح معجزات سياسية لتنفيذ هذا الحل الصعب.
أو باب الغاء اوسلو واعادة الصراع الى مربع عام 1947.