نشر بتاريخ: 30/08/2016 ( آخر تحديث: 30/08/2016 الساعة: 10:59 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
اليوم يصادف اغتيال المفكر والفنان الفلسطيني الرائد ناجي العلي، أتذكر أيام اغتياله كأحد أهم الذين سطروا الأحرف والرسومات في القضية الفلسطينية، وهو أشبه ما يكون دستور فلسطين الذي كتب بالدم، لمجرد أن تلاحظ أو تشاهد صورة حنظله، يتوقف التاريخ عندما تبدأ التساؤل حول هذه الشخصية ويقف شعرك كما تقف الفرق العسكرية عندما تسمع قصة حنظله وما أراده الفنان من هذه الصورة أن يقولها وما بال عندما تشاهد الصور الأخرى.
كنا وحتى استشهاده صغار وقد غيب عن مناهجنا ومناهج الصغار حتى في وقت أصبح للفلسطينيين منهاج خاص يدرسونه لماذا لا تخصص مادة تاريخية أو وطنية أو حتى خاصة تكتب وتدرس لكافة الأجيال لناجي العلي، عندما اخترت العنوان فعلا ناجي العلي مدرسة حضارية فلسطينية رسم تاريخ وصنعت منارة سيأتي التاريخ الذي يحدث بها لكافة الأجيال وسيبرز انجازاته التي سطرت دستورا في حرية الرأي والتعبير والفن والهجرة والسجن كأسير لدى الصهاينة والأنظمة وإشهار القضية الفلسطينية أكثر من غيره والذين ادخلوا إلى كتب التاريخ والجغرافيا زورا وبهتانا، نعم عرفت ما لم اعرفه من خلال القراءة عن ناجي العلي كنت قبل ذلك اجهل ما يحدث به من خلال رسوماته.
ناجي العلي لمن لا يعرف رسام كاريكاتير وفنان فلسطيني، ولاجئ فلسطين، وأسير، ويحمل الهوية والجواز الفلسطيني، تفخر به شعوب ودول أخرى ونحن كفلسطينيين عاجزين عن أن نقدمه للناس بالصورة المطلوبة، ليس فقط إلا لأنه انتقد الزعيم أو الرئيس أو المسئول أو السياسة في وقت معين، نعم ناجي مدرسة في السياسة يدرس في بعض الكليات السياسية وتاريخه يدرس كأحد ابرز الفاعلين في التاريخ المعاصر، لو كان من اصدر الحكم باغتياله حكيم واستفاد مما كان يكتبه ويرسمه ناجي الفنان والإنسان لكان حالنا أفضل بكثير من الموجود، ولكن إن كانت إسرائيل هي من اغتالته فهذه خسارة لنا ويجب أن تستفيد من أعماله.
نعم، فناجي كان يعرف حجم ومسؤولية العمل الذي يقوم بها، ولم يتوقف المسار عند الفنان ناجي بل لحقه الكثيرون من شهداء الرأي على يد الكثيرون ومنهم الكيان الصهيوني الذي تقاطع معه البعض، ومما قاله ناجي بالتحديد (اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو: ميت)، وهذا هو سر قتل وتصفية الفنان ناجي.
سيبقى الفنان ناجي العلي رمزا لفلسطين بأعماله وكتاباته، ومن تجرأ على قتله لن يكون مصيره سوى خلف التاريخ، وسيبقى حنظله ورفاقه في الرسومات شاهدين على قضية فلسطين، وستنتقل من جديد لجيل يجدد البيعة على حرية فلسطين واختيار الصواب والأصح للقضية دون مواراة أو ضبابية، ففلسطين تستحق الكثير والكثير.