نشر بتاريخ: 30/08/2016 ( آخر تحديث: 30/08/2016 الساعة: 14:59 )
الكاتب: معن بشور
ما زالت صورة القائد الشهيد ابو علي مصطفى الامين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماثلة امامي منذ ان بدأنا نلتقي في بيروت طيلة سبعينات القرن الماضي، وما تخللها من معارك الدفاع عن عروبة لبنان والثورة الفلسطينية، ولا سيما زمن حصار بيروت 1982 حيث رسم ابو علي ورفاقه من قيادات الجبهة والثورة ومناضليها واحدة من اكثر ملاحم العصر بطولة وتضحية وارباكاً لعدو ظن انه لا يقهر....
منذ اللحظة الاولى، تبرز في وجه القائد الشجاع قسمات طٍيبة مضيئة وتسامح منير وحب للناس والقضية مقرونة بصلابة عميقة لا تعرف التبجح والتفاخر، ولا يغويها التظاهر والاستعراض.....
في وجه ذلك الرجل الصلب تقرأ بسهولة ثلاثة عناوين:
اولها الحرص على ثوابت شعبه الوطنية والقومية ، يقاوم ولا يساوم، يبدي مرونة مع معسكر الاصدقاء ويبدي صلابة بوجه معسكر الاعداء.
ثانيها: الحرص على وحدة شعبه الوطنية، التي هي من الثوابت أيضاً، ولكنه حرص ضمن معادلة تقوم على عدم التفريط بالثوابت بذريعة الحفاظ على الوحدة، وعدم التفريط بالوحدة بحجة الحفاظ على الثوابت، وهي معادلة بالغة الصعوبة، من تمسّك بها صمد في وجدان شعبه وامته، ومن تخلى عنها اصبح خارج سياق كفاح شعبه الوطني.
ثالثها: رفض مبدئي حازم لكل التجاوزات التي كانت تشهدها ساحة العمل الفلسطيني والوطني اللبناني، وعدم القبول باي مبرر لها، فكان مع رفاقه ضمير الثورة في مرحلة اهتزت فيها معايير ومقاييس.
هذه العناوين الثلاث التي تمسك بها ابو علي مصطفى ورفاقه في الجبهة والثورة، ما تزال صالحة حتى الان، وان تعددت ساحات ترجمتها إلى ممارسات وسياسات، بل فيها ترى وجوه جورج حبش واحمد اليماني وغيفارا غزة وغسان كنفاني وباسل الكبيسي وغيرهم من قادة الجبهة والثورة، كما ترى فيها قراره بالتوجه إلى الوطن عام 1999 مدركاً انه ذاهب "ليقاوم لا ليساوم" فكانت الانتفاضة الثانية بعد عام، وكان الاغتيال الصهيوني للقائد الفلسطيني.
في الذكرى الاربعين لاغتيال ابي علي مصطفى في 27/8/2001 وهو على رأس عمله في رام الله، تحركت مجموعة من رفاقه في يوم 17/10/2001 لتثأر من وزير صهيوني بارز "رحبعام زئيفي" وتؤكد ان دماء شهدائنا لا تذهب هدراً، فترد السلطات الصهيونية بمطاردة الامين العام الجديد احمد سعادات حتى تتمكن من اعتقاله حيث ما زال يقود النضال من خلف الزنازين وينتصر لرفيقه الاسير القائد بلال كايد في معركة "الامعاء الخاوية" التي هزمت ترسانة العدو المدججة بأفتك انواع الاسلحة...
ابو علي نموذج للقائد الشجاع الذي عاش مقاوماً واستشهد مقاوماً.....
تحية لروح القائد الشهيد، وتحية لجبهته الشعبية التي اول امنائها العامين مؤسس وثانيهما شهيد وثالثهما اسير، وهي بستان يضم الاف الشهداء والاسرى على ارض فلسطين