نشر بتاريخ: 31/08/2016 ( آخر تحديث: 31/08/2016 الساعة: 21:24 )
الكاتب: المتوكل طه
إلى روح الشاعر الصديق عبد اللطيف عقل الذي نشر على غلاف أعماله الشعرية :
( هلا بالذي ما قرا ما كتبْ
ويتحفنا برديء الكلام إذا ما خطبْ
ولكنه يرأس الإتحادَ بأمر الأمير
وما اختاره ناخبٌ في الزمان
وفي عمره ما انتخبْ!
هلا بالذي قبل أن يبدأ الحرب منها انسحبْ
هلا بالحروف المريضات
إن أكرمتها الجرائد صارت أدب ..)
واليوم تمرّ علينا ذكرى رحيله الثالثة عشرة ، لكنه كامل الحضور والنفاذ .وليسمح لي أن أقول :
لعلي سألقاك بعد قليلٍ أمام "السراج"،
تداعبُ سخريةً من تعب.
ترى جبلَ الثلجِ ثلجاً يذوب،
والعرشَ عرشاً على جثة الناس،
والشمسَ في مشرقِ الشمس،
والثوبَ تسكنه الروحُ حتى الغروب.
لماذا يقولون راح؟
وأنّي أراكَ على غُرّة الأغنيات الغضاب بلا غاضبين.
لماذا تركتَ السقوط -هنا- فرحاً دون أن تكشف الكاذبين؟
لماذا تودّعنا، والضياع -هنا- يأخذ البحرَ والسهلَ والمُرسلين؟
لعلك أحسست بالنوءِ قبل الوحول،
ولم تحتمل ما سيأخذه النذلُ من صدر أمك،
فانشق صدركَ حتى تغطي البلادَ الحروفُ،
وتحمي الحقولَ ونايَ الغضب.
لعلي سألقاك بعد قليلٍ أمام السراج..
كما أنت بالجسدِ التين واللحية الشائبة.
وألحظُ خلف العيون الجموعَ التي بالسذاجةِ ترفع أنجُمها الغاربة،
أو أرى، بالتسطّح، تهذي بفرحتها الخائبة.
لم ترها حين غنّت لموت النهار،
وأشعلت الليلَ للريحِ لما سيأتي على قدمٍ من خشب.
لعلي سألقاك في السوق تبحثُ عن لؤلؤ اللوز،
خوفاً على شجرٍ داهمته البيوتُ الجديدةُ والجيشُ،
تهجسُ أن العقودَ التي سوف تبقى ستهدمها جعجعات العرب.
وكنتَ إذا ما جلسنا تفيضُ كما النهرِ،
تغسلنا بالوضوح العميق،
فنرتدّ أكثر زهداً وحزناً ،
وتبقى تحبّ الحواكيرَ والشعرَ وامرأة من غموض الرذاذ..
وما كنتَ تكرهُ "بوذا" الصغير ودرب "الهجاج" وأجهزة "الفاكس"
إلا لأن امتلاءك يرفض طبلَ السياسة حين يدقّ
بلا سببٍ أو سبب.
أكملتَ زينتك الآن فاخرج إلينا،
أو اخرج علينا كما أنت تهزأ من عورة الساسةِ البائنة.
وارسل سهامك في ريح أيامنا الخائنة.
اخرج علينا فما مَنْ يصدّق أنكَ متَّ،
وما من خيالٍ يُجنّح حتى يقولَ:
هوى مثل عود الحطب.
وأكملتَ زينتك الآن!!
ارجع إلى حضن سلمى وليلى وجفرا،
والعبْ مع الطيّب الطفل ما يشتهي من لُعَبْ،
إننا في زمان السلام اللُّعَبْ.