الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قضيتنا واللاعبون

نشر بتاريخ: 09/09/2016 ( آخر تحديث: 09/09/2016 الساعة: 01:22 )

الكاتب: ياسر المصري

لا شك أن هناك تسوية في المنطقة تصنع قواعدها القوى الكبرى وقوى الاقليم ، حيث أن هناك مواجهة وإصطفاف في معسكرين ، الاول والذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها العرب، والثاني والذي تقوده روسيا الاتحادية ومعها إيران وسوريا، وإن السياسية التي اتبعتها القيادة الفلسطينية الممثلة بالرئيس عباس كانت عدم التدخل بالشأن الداخل الاقليمي لأي دولة عربية ورفض الاصطفاف في اي جهة ضد أي جهة أخرى ، ولعل مقولته الاخيرة في لقاءه مع المعاقين افلسطينيين والتي تمثلت" بكفى للعواصم "تأتي رداً على الضغوطات الشديدة التي تمارس على الرئيس عباس ، وهذه الضغوطات تاتي في سياق الاعتبارات التالية :

1- واضح أن هناك قرار دولي بوقف سعي الاسلام السياسي للحكم وتحديداً الاخوان المسلمين بعد خروجهم من مشهد الحكم في مصر العربية وتشكل إصطفاف جديد تقوده المملكة العربية السعودية في مواجهة إيران كقوة إقليمية ، وبعد عودة تركيا الى قاعدة واستراتيجية صفر مشاكل في علاقاتها الخارجية مع دول جوارها.

2- يتضح أن هناك مساعي تعمل عليها بعض الدول العربية وفق مساعي الاحتلال فيما يتعلق بالمبادرة العربية ( 2002 ) حيث أن الاحتلال يريد هذه المبادرة بمخرجاتها دون مدخلاتها اي التطبيع مع الاحتلال دون وجود نهاية لهذا الاحتلال ، رغم الحجم الكبير من التسريبات والتصريحات المتعلقة بوجود تطبع عربي أمني مع دولة الاحتلال تحت مظلة ما يسمى بمكافحة الارهاب .

3- وهناك مساعي دولية لخلق دعاية اعلامية جديدة لمفاوضات جديدة ما بين الفلسطينين ودولة الاحتلال يكون الهدف من هذه الدعاية هو فقط منع الحرج الحكومي لدى بعض الدول العربية في حال انفتاحها على دولة الاحتلال امام شعوب هذه الدول .

الرئيس عباس ثابت في موقفه الوطني الكامل والمتكامل والمتعلق بضرورة إنهاء الاحتلال وان لا قبول فلسطيني بتنزيل السقف السياسي الفلسطيني .. بعض العرب يمارسوا الضغوطات على الرئيس عباس وممثلة بعض هذه الضغوطات تحت شعار الخشية من نتائج انتخابات المجالس المحلية والبلدية ومصير حركة فتح في هذه الانتخابات لكن الواقع الحقيقي يفيد ويظهر ان لا خشية على حركة فتح في هذه الانتخابات حيث أن فتح قد فازت بالتزكية في أكثر من 47% من هذه المجالس المحلية والبلدية قبل اجراء الاقتراع وأن أي حزب سياسي في الكون يفوز بالتزكية بهكذا نسبة لا يمكن ان يكون معرضاً للفشل أو الخسارة .

في اثناء خطاب الرئيس عباس كان هناك وفد عربي تونسي يزور دولة فلسطين المحتلة ، هذا الوفد الذي منعت اسرائيل دخول اكثر من نصفه كان يعبر عن ما نريده من العرب ، نحن الفلسطينيون وقيادتنا الشرعية ملتحمون ومتمسكون في حفاظنا على عمقنا العربي حتى التحرير وإقامة دولتنا المستقلة .

يراهن البعض على خروج الرئيس عباس من المشهد السياسي لتمرير بعض الأدوات الضرورية فيما يتعلق بالتسوية المتعلقة بالإقليم ، غير أن الرئيس عباس سيشهد له التاريخ بأنه أدار مرحلة كانت دولة الإحتلال وحلفاؤها الإقليميين والدوليين يتجهون لتصفية القضية الفلسطينية في هذه المرحلة، عبر إستهداف الشرعية الفلسطينية المتمثلة بالتمثيل وشرعية هذا التمثيل بعد حرق الخيمة ودفع ساكنها في مخيمات اللجوء إلى التشتت مرة أخرى في منافي الأرض وعبر رعاية الإنقسام وتعزيزه من قبل كل أعداء القضية الفلسطينية ، وهذا مترجم من قبل الإحتلال بإعتبار الإنقسام مصلحة إستراتيجية عليا.

واليوم تدخل القضية الفلسطينية في مرحلة جديدة وهي مرحلة محاولة الإستيلاء على القرار الفلسطيني لإستخدام قضيتنا كممر لتسويات ومصالح مغايرة ومتضادة مع مصالحنا أو على حسابنا كشعب وقضية.