الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العقول المتنورة والقلوب المفتوحة والايادي الممدودة

نشر بتاريخ: 28/09/2016 ( آخر تحديث: 28/09/2016 الساعة: 14:21 )

الكاتب: احسان الجمل

مع بدء اجتماعات الاطر القيادية لحركة فتح، المراهن عليها، ان يخرج منها الدخان الابيض لاعادة لم الشمل الفتحاوي، لانه باعتراف الجميع ان لا مشروعا وطنيا، ولا صلابة للوضع الفلسطيني، ولا متانة للموقف، دون المصالحة الفتحاوية الداخلية، تليها المصالحة الوطنية. وهذا الاقرار لم يكن قراءة فلسطينية حريصة فقط، بل ايضا عربية، رسمت خارطة طريق للمساهمة في اعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بكافة اركانه.

وكان مزمعا عقد لقاء قيادي وكادري في العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة اليات تطوير الوضع الفلسطيني، ورسم رؤية لكيفية الخروج من عنق الزجاجة التي يعيشها الوضع الفلسطيني، وخاصة بعد نداء القيادي الفتحاوي محمد دحلان لعقد مؤتمر وطني انقاذي، يخرج برؤية مشتركة واستراتيجية جديدة مبنية على الوحدة، تنقذ الوضع الفلسطيني، وتؤهله لمواجهة الاستحقاقات القادمة، وخاصة بعد السياسية الاسرائيلية العدوانية، من استيطان وتهويد، نسفت كل اسس عملية السلام، وبالتالي حل الدولتين، الذي كان براي الاغلبية،( الفلسطينيون ضمنا) هو الحل الانسب، وسط ما يطرح من حلول، وايضا في ظل ما تشهده المنطقة.

ثمينا، ما فعله القيادة دحلان، من تجاوب لكل الاصوات الحريصة فتحاويا، فلسطينيا، وعربيا، بتأجيل لقاء القاهرة، حتى لا يتم الدخول، بتفسيرات خاطئة، وخاصة ان هناك فئة متضررة من اي مصالحة، وهي طفيليات عاشت تتغذى من الخلاف القائم بين الرئيس محمود عباس والقيادي دحلان عضو اللجنة المركزية، وهي كانت ستجدها فرصة للاصطياد بالمياه العكرة، وتوجيه الاتهام بعقد مؤتمر موازي، لبناء تنظيم موازي داخل الحركة، رغم ان التيار الاصلاحي فكر في كل شيء، الا الخروج من الحركة الام، واعلن تمسكه بهوية فتح وبرنامجها، ورؤيتها، ولكن كان له رؤية ايجابية، هي كيفية اصلاح فتح، وتفعيل العمل المؤسساتي، واعادتها حركة وطنية تقود المشروع الوطني. بعيدا عن اي طموح شخصي،

اليوم الاطر الفتحاوية المنعقدة، وخاصة بعد الرسالة التي وجهها لهم عضو اللجنة المركزية محمد دحلان (وما يمثل من تيار وحضور لم يعد بالامكان تجاوزه)،ومن موقع الاخوة والتكامل، والتعاضد، ان تاتي الى منتصف الطريق، وتلاقيه لما فيه خير لمصلحة الحركة، وفلسطين اولا. وان تتحرك العقول من كسادها الى نورها، والقلوب من حقدها الى صفائها وطيبتها، وان تمتد الايادي، لتخط صفحة جديدة مجيدة، نتشارك فيها جميعا، في اعادة صورة حركة فتح، والعمل على صياغتها من جديد، وفق الاستحقاقات القادمة على قضيتنا، ارضا وشعبا.

لذا من المهم، ان يكون للكادر والقاعدة الفتحاوية، دورا مهما، وملهما، لتشكيل رافعة، واداة ضغط على الجميع، انطلاقا من وعي جمعي، يدرك ان وحدة البيت الفتحاوي، واعادة ترتيبه، اصبحت حاجة وضرورة لا بد منها، لانه اذا فتح بخير، يعني مشروعنا الوطني بخير، وفلسطين بخير.

علينا جميعا، ان نرمي سياسة المناكفات خلف ظهورنا، لان فتح اكبر من الجميع، وهي الوسيلة الاساسية لقيادة مشروعنا الوطني، لنستطيع جميعا العبور الى هدفنا فلسطين. فيكفي ما عاناه الشعب الفلسطيني، سواء في الوطن، ام الشتات، من ترهل وفقدان للمرجعية، بحكم الخلافات، وسياسة الانقسام الذي هو هدف للعدو الاسرائيلي، وشكل النكبة الفعلية للفلسطيني، واصبح تغريبته الجديدة، التي طالت، لان هناك عقول تاكسدت، وقلوب سيطر عليها الحقد والضغينة، وايادي تلونت بالسواد، وفقدت بياضها مع الاخوة. لنعد جميعا الى بطن حركتنا الام فتح، التي ولدنا منها بالفطرة، وسنبقى ابنائها بالدم، لان صلة الدم لا تمحيها قرارات، ولا اجراءات، ولا تسقطها سياسة الاحقاد، وفتح كما تعلمنا هي تنظيم من لا تنظيم له.
بوحدة حركتنا، ووحدتنا الوطنية، نستطيع ان نصل الى حقوقنا الثابتة ، واهدافنا الشرعية، وانجاز الاستقلال.