الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العرافة

نشر بتاريخ: 29/09/2016 ( آخر تحديث: 29/09/2016 الساعة: 11:23 )

الكاتب: محمد علوش

زرقاء اليمامة والهّم

لماذا تورثيني كنوز الفناء وكذب الخطابات العتيقة ؟

تتسربين إليّ عتمةً وحبال شعوذةٍ

وشعرك الأبيض مثل غيمةٍ كالحة

وعباءاتك السمراء مرايا للفقر

تعاويذك آياتٌ شيطانية !!

تطوفين على الحانات يا زرقاء اليمامة

وحيدةً ، وروحك منشطرة

في هذي اللحظة،

الآن

تسكنك العتمة

يسكنك البعد المغرق بالمطر المالح

أيتها العرافة

تطير الأجساد كرفّ حجل

تحاصره الدهشة

كسرب حمامٍ مذعورٍ

يقتله الوجل !

دمي المسفوك في ليلة العيد كأنه تباريح لفجرٍ جديد

يصعد شفافاً مزهواً بالسوسن

مزهواً بميلاد شقائق النعمان

أيتها العرافة

يا زرقاء الهديل المتناثر عند نوافذنا

تتصاعد غيماتك ماطرةً في عمق الصحراء

في أقصى الروح الوهاجة

في خلوة نهرٍ يتعملق فيه الصفصاف .

هل أنهض من موتي يا زرقاء اليمامة

وأكتب نصاً مفتوحاً في وجه الموت

قصيدة موتٍ أبدية ؟!

هل تأتيني العرافة بالأنباء

وتعطيني صك براءة

تعطيني النسيان لأنسى سكراتي

أتناسى الغربة !

///

يأتي الذي قرأت لكم من روايته

فصل الخلاص

وفصل التناص

يأتي كاتبٌ ما

يحاول أن يكون كتاباً مشرع الصفحات

ويصفع النص بقلمٍ مرتجفٍ

يتخذ للرواية فصل ختام .

هو شاعرٌ منفلت الكتابة

لا يستقيم

ينحني للقصيدة حينما تأتي

وتأخذه بعيداً في سكرتها

كأنها حقل نبيذٍ

كأنها النبعة التي تغفو على قصعتها الأحلام

ولا تستقيم.

تأخذه في هفوة الروح

زرقاء اليمامة

في أتون النهر السياب

على ضفاف صحراءٍ مثخنة الجراح

وعلى المتن تكمن الخفايا

وينكشف التناص .

لعلها تكون آخر المطاف

لعلها تكون الطواف .

تصعد زرقاء اليمامة نجمةً في السماء

لتمطر الغيمات برقاً وعيون عطاء .

شاعر فلسطيني