نشر بتاريخ: 30/09/2016 ( آخر تحديث: 30/09/2016 الساعة: 11:15 )
الكاتب: عقل أبو قرع
مع بدء اجتماعات على مستويات متعدده لحركة فتح، والتي تتم في ظروف واوضاع غير مشجعة، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، وفي ظل احتقان وجمود شديدين، سواء من حيث الجمود السياسي وانسداد افق اي انفراج في المسيرة السلمية، وبالاخص في المدى القريب، وفي ظل تغيرات وتعقيدات اقتصادية واجتماعية حدثت وتحدث عندنا، وفي ظل اوضاع عربية ودولية ليست في صالحنا على الاطلاق، في ظل كل ذلك فأنه من المتوقع أن تبادر أكبر كتله وطنية مؤثرة بالبدء بالتغيير وفي قيادة التغيير وفي أتجاهات متعددة.
وفي ظل هذا الواقع، فأن هناك حاجة ماسة الى التغيير، وبالتحديد الى اخذ زمام المبادرة من اجل التغيير، او من اجل الخروج من واقع أو أوضاع الى اوضاع اخرى، هناك الكثير من الاسئلة، التي يتوق المواطن والناس للحصول على اجابة عليها، وبالاخص في هذا الوقت بالذات، مع التغيرات السريعة التي تتم في المنطقة، ومن حولنا في العالم، ومع اعادة ترتيب الاولويات، ومع التغيرات الايدولوجية واتجاة المجتمع الاسرائيلي اكثر نحو اليمين والتدين والتعصب والابتعاد عن أية مبادرة أو مسار سلام ممكن، ومع تكريس أو تجسيد واقع مختلف عندنا، على الارض ، ومع مواصلة الانقسام والتفتت والجدال والقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك.
ولا ينكر احد ان فتح مرت بالعديد من المصاعب ومن الانتكاسات ومن التذبذبات الحادة وغير الحادة، ووقعت أو تم اقحامها في العديد من الاخطاء الكبيرة والصغيرة، وفي مراحل تاريخية مختلفة، وفي مواقع جغرافية متعددة تركزت فيها، أو مرت من خلالها، ورغم ذلك، فأنها وبدون جدال او بدوم محاباة أو بدون تحيز أو مجاملة، ما زالت تمثل المظلة الوطنية الفلسطينية الاوسع، والاشمل والاكثر قربا لغالبية الفلسطينيين، سواء أكانوا في الداخل، أوفي مختلف اماكن تواجدهم، وسواء اكانوا أعضاء فيها أو من المتعاطفين معها او من النافرين من بعض تصرفاتها، او حتى كانوا من الناس العاديين، غير المسيسين، او غير المتابعين للسياسة وتبعاتها.
وربما شكل وما زال يشكل، اطارها الحركي الفضفاض والمرن، والبعيد عن التعصب الايدولوجي، الذي لا يتلائم مع الالتزام الفكري المتشدد، سواء من اليسار او من اليمين وما يتبعهما، وربما شكلت قدرتها على التكيف وعلى اعادة الململة وتوحيد التشتت رغم الازمات، حيث أنها كانت قادرة على اخذ زمام القيادة مرة تلو المرة، وربما شكل قربها الاكثر الى نبض الناس والى تطلعاتهم والى العفوية والواقعية في طروحات المسارات المختلفة، الى بقاؤها كقائد لا منازع له حتى الان، سواء فيما يتعلق بقيادة أو تغيير دفة المسارات السياسية او غيرها .
وبدون جدال، وحين الحديث عن أهمية والحاجه الى التغيير وعن المبادرة او عن حتمية اخذ زمام المبادرة، فأن المواطن العادي والناس والغالبية منهم، وحتى الخبراء والمفكرين والمختصين والمحللين وبانواعهم، يعرفون انة وبدون "حركة فتح"، او بالادق بدون قيادة أو مبادرة "فتح"، فأن التغيير المنشود وبأي مسار كان، لن يتم، بغض النظر عن نوعية وعن مدى وعن توقيت اوعن اهمية هذا التغيير.
ومع تواصل اجتماعات "فتح" القيادية، تتجلى اهمية قيادة " فتح" للتغيير، وبالتحديد في الوقت الحالي، حيث يتواصل الانقسام والتفتت، وحيث تتعمق هشاشة الاقتصاد وثقافة الاعتماد على الاخرين، رغم تواصل تناقص وشحة هذه المساعدات، من مساعدات ومن مانحين ومن مشاريع مرتبطة بقرار سياسي او بضغط سياسي، وحيث ازدياد التشرذم الاجتماعي والثقافي والتفكك، وحيث ارساء عقلية أو ثقافة انتظار اخر الشهر أو أول اسبوع من الشهر لمعرفة هل أو متى بالضبط سوف يتم الحصول على الراتب ، وبالتالي أصبح ذلك اولوية تسبق الاولويات الاخرى عند الكثير.
ولا اعتقد ان احد يمكن ان يجادل انة وبدون ايمان" فتح" بأهمية وبالتالي بقيادة التغيير من الوضع الحالي الى الوضع القادم، فأنة لن ينجح هذا التغيير، او بالادق لن ينجح في تحقيق الاهداف التي يؤمل بتحقيقها، وبالتالي فأنة كما كان في الماضي، فأن المستقبل سوف يؤكد ان "فتح" وبغض النظر عن نقاط ضعفها او اخطائها او تجاوزات قامت بها بشكل مباشر أو غير مباشر، فأنها هي التي كانت وسوف كون القادرة على اخذ زمام المبادرة ولم شرائح الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية نحو التغيير، وبالطبع نحو التغيير الايجابي.
وسواء تم تحديد توقيت انعقاد مؤتمرها العام القادم، أو تم تحديد استراتيجية سياسية جديده، وسواء كان هناك قرارات لها صبغة التغيير خلال الاجتماعات الحالية، فأن " حركة فتح" ما زالت هي الملاذ الذي يستطيع لم أو احتواء أو جذب، معظم شرائح هذا المجتمع، والذي يستطيع قيادتهم وبنوع من الثقة والامان والطمأنينة وحتى العفوية والواقعية نحو التغيير الذي يطمحون به، وبالتالي يبقى السؤال الاهم هو ليس حول قدرة فتح، وكما فعلت في الماضي، على التغيير، ولكن عن متى وكيف سوف تأخذ زمام المبادرة نحو التغيير؟