نشر بتاريخ: 09/10/2016 ( آخر تحديث: 09/10/2016 الساعة: 10:35 )
الكاتب: تمارا حداد
عندما تتابع المشاهد التلفزيونية وترى المجازر والإبادات الجماعية والتي تقوم بها السعودية ضد الدول العربية ان كان ضمن اتباعها من داعش والنصرة والقاعدة في العراق وسوريا ، او حربها والتي تقوم بنفسها ضد الشعب اليمني الاعزل . لن تجد الفرق بينها وبين الصهاينة والذين يقومون بالمجازر ضد الشعب الفلسطيني . فكلاهما سيان ووجهان لعملة واحدة ووجودهما فقط للقتل والقمع وإفشاء الجهل وقتل الروح الدينية الوسطية وإفشاء الارهاب والفكر الوهابي الجاهلي الذي اضاع مفاهيم الانسانية والعدالة والكرامة والهوية الوطنية والعربية .
فمجزرة الصالة الكبرى في اليمن بالعاصمة صنعاء والتي استشهد فيها اكثر من 70 شهيد وأكثر من 556 جريح جراء قصف الصواريخ السعودية عليها ، جعلت القلم الحر يتحرك ليدافع عن الآدمية والإنسانية بغض النظر عن العرق والدين والطائفة .
ألا تعلم السعودية عند قيامها بدعم داعش والنصرة وغيرها من الحركات الدينية المنحازة لفتك الانسانية وبحربها ضد اليمن ، هي بداية نهايتها . فأمريكا تنتظر ضعف جيشها وتنتظر استنزاف قدراتها وطاقاتها حتى يتسنى لأمريكا تقسيمها حسب خطة ( لبرنارد لويس ) في مخطط الشرق الاوسط ، والذي جاء فيها ان السعودية ستقسم الى ثلاثة اقسام.
القسم الاولى لصالح دول الخليج ، والقسم الثاني لصالح اليمن ، والقسم الثالث لصالح مكة المكرمة والمدينة المنورة لتصبح فاتيكان الاسلام . هناك مؤشرات لنهاية السعودية :
اولا : امريكا علمت من قام بتفجيرات سبتمبر في الولايات المتحدة ، وبالتالي حسب قانون جستا والذي اقره الكونجرس الامريكي والذين وافقوا عليه من اجل انزال العقوبة على فاعلها ، وكان فاعلها هي السعودية عن طريق دعمها للقاعدة . ومن نتائج هذه العقوبة ان امريكا حجزت على الاموال السعودية المستثمرة في امريكا وبالتالي خسارة السعودية لتلك الاموال ، والنتيجة الاخرى ان امريكا اقرت الضرائب الباهظة على المواد الاساسية والتي تقدم للسعودية ، وهذا يعني ان حكومة السعودية ستعيش مأزق لدفع الرواتب للموظفين السعوديين ولذلك السعودية قامت بتحويل النظام الهجري الى النظام الميلادي حتى يطول مدة ايام دفع الاجور للموظفين اكثر من الهجري .
ثانيا : ان تأخر دفع الرواتب للموظفين السعوديين سوف يؤول هذا الامر الى ثورات داخلية وفتن بين الشعب السعودي وهذا يعني بداية انهيار السعودية . وان في نهاية المطاف امريكا سوف تتخلى عنها بعد استنزاف طاقاتها وقدراتها وجيشها واستنزاف الاسلحة في السعودية ضد حربها على اليمن . امريكا لا يهمها الصاحب المهم مصلحتها في الشرق الاوسط . وبنهاية المطاف سوف يكون للدور الروسي الدور الاعظم في الشرق الاوسط ، فمنابع النفط والغاز لم تعد فقط في السعودية وإنما في منطقة البحر الابيض المتوسط . والتي تسيطر عليه الآن اسرائيل وحتى اسرائيل تريد تقسيم السعودية من اجل تمرير الغاز من منطقة اليمن الى افريقيا والى امريكا .
ثالثا : السعودية ستعيش مأزقا اقتصاديا وان تلك الازمات الاقتصادية سوف تتحول الى فوضى في دولتها . والأصعب من ذلك ان مصر تركت حليفها السعودية واتجهت الى روسيا . وحتى الاعلام المصري بدأ بالهجوم على السعودية وعلى آل سعود واستثناء الحركة الوهابية من حركة الاخوان العالمية الوسطية في مؤتمر غروزني الشيشان . وهذا يعني ان السعودية اقتربت نهايتها ونهاية الفكر التعصبي .
مهما دفعت السعودية ريالاتها للدول العربية من اجل شراء ذممها فان يوما ستعي الشعوب العربية من الذي اضاع الوحدة العربية وبمساعدة الغرب من اجل القضاء على الاسلام العادل الوسطي الحقيقي .سوف تندم السعودية لأنها اتجهت للتحالف مع الغرب ضد العرب ومآلها مثل مصير العراق الذي قسم اثناء حربه على الكويت . فمن يشن حربا على الدول العربية مصيره التقسيم والتفتيت ولصالح من ؟ فقط لصالح امن اسرائيل ومصالح امريكا .
فالدول العربية بأمس الحاجة للتوحد والتحرك المطلق ضد تلك الهجمات على الجماهير العربية والإسلامية المعتدلة وحتى ايضا المسيحية واليهودية المعتدلة . فإذا لم تتوحد سوف تندم وحينها لن ينفع الندم .