نشر بتاريخ: 09/10/2016 ( آخر تحديث: 09/10/2016 الساعة: 14:30 )
الكاتب: أمجد الاحمد
كانت منطلقات معسكر مؤيدي مشاركة الوفد الفلسطيني في جنازة من لقب (برمز السلام) الاسرائيلي &
39;، ان الرئيس ابو مازن أراد احراج الحكومة الاسرائيلية الأكثر تشددا في تاريخ اسرائيل( القصير) امام المجتمع الدولي، وابراز الفلسطينيين على انهم شعب ينشد السلام القائم على حل الدولتين، وان تصطف دول الرباعية والمجتمع الدولي لصالح تحقيق السلام، هذا بالاضافة الى سعي الجانب الفلسطيني لكسر الجمود الحاصل في المفاوضات بين الطرفين منذ تربّع نتنياهو وحزبه المتشدد على سدة الحكم في اسرائيل. كما ان مشاركة الوفد الفلسطيني اثبتت للقاصي والداني ان ابو مازن شريك حقيقي في عملية السلام ، ليس كما يدعي نتنياهو وزمرته المتهربة من استحقاقات عملية السلام انه ليس شريكا.
الان وبعد انقشاع الرؤية المتصلبة لنتنياهو في المواقف المتطرفة تجاه حل الدولتين، وبعد إقرار حكومته بناء مستوطنة جديدة على ألاراضي الخاصة لقرية جَالُود، وتوسيع مستوطنة بيت ايل على حساب أراضي خاصة لاهالي قرية دورا القرع أيضاً، هذا بالاضافة الى تصريحات وزرائه المتشددة خاصة نفتالي بينت وزير التعليم، الذي يدعو الى ضم الضفة الغربية الى اسرائيل وفرض السيادة الكاملة عليها، جاءت هذه الاقوال المتطرفة خلال مهرجان أقيم في القدس لمنع اخلاء بؤرة عمونا الاستيطانية، المقرر اخلاؤها في نهاية هذا العام.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد المشاركة في جنازة الثعلب بيرس هو: اما آن الاوان للتحرك الى الدول التي تدعم اسرائيل مادياً ومعنوياً لجعلها تنتقل من مرحلة التصريحات والإدانات الجوفاء التي تتجاهلها اسرائيل الى مرحلة العمل ضد ممارسات اسرائيل التي تجعل الاجماع الدولي حول حل الدولتين من سابع المستحيلات، واستخدام أوراق ضغط على هذه الدول حتى ورقة التخلي عن السلطة وإعادة المسؤولية لإسرائيل او تحت وصاية الامم المتحدة.
هذه فرصة للقيادة الفلسطينية على كافة مستوياتها لاثبات ان المشاركة في جنازة المأفون بيرس كانت قرارا صائبا وجاءت من منطلق تكتيك سياسي لفضح اسرائيل وكشف أكاذيبها المتعلقة بتحقيق السلام وحل الدولتين كما أراد (رمز سلامهم بيرس)، وهذا يتطلب خطة مدروسة بشكل محكم من قبل مختصين محليين وإقليميين ودوليين ان لزم الامر، وعدم الاعتماد على أناس ليس لهم اي خبرة في السياسة سوى انهم مقربون من الرئيس أو ممن حول الرئيس.
واذا لم تُستغل هذه الفرصة من قبل قيادتنا وعلى رأسها القائد الحكيم ابو مازن، فإن المشاركة في جنازة بيرس تكون قد أتت من منطلق ضعف وخنوع لا يقبله اي فلسطيني يقدس وطنه وأرضه وشعبه. واذا لم يتم استغلال هذه الفرصة على القيادة الفلسطينية الاعتذار ممن اصابهم الأذى نتيجة انتقادهم لمشاركة الوفد الفلسطيني في جنازة بيرس وإخراجهم من المعتقلات خاصة أولئك الذين كانت منطلقاتهم وطنية بامتياز وعلى رأسهم اسامة منصور (ابو عرب) الذي أسدى نصيحة للرئيس بعدم المشاركة في الجنازة، كونه كان على علم أن القيادة الاسرائيلية ستقابل الخطوة الفلسطينية الجريئة بمزيدٍ من التشدد والتطرف تجاه الفلسطينيين ، وهذا ما حصل، ولو كان في نية الحكومة الاسرائيلية اخد خطوة جدية وايجابية تجاه التصرف النبيل سياسيا الذي قام به الرئيس الفلسطيني لافرجت عن الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى على سبيل المثال الا ان تصرفاتها التي ابديت هي دليل قاطع على انها معنية باحراج ابو مازن امام شعبه.
ولا اريد التطرق الى الفئات والجماعات التي عارضت مشاركة الوفد الفلسطيني في جنازة بيرس بهدف تحقيق مكاسب شخصية او حزبية او فئوية ضيقة الأفق، لأنهم انكشفوا ولأن المواطن يستطيع تمييزهم بدقة متناهية. ولانهم لم يقدموا حجتهم وفق المصالح الوطنية بل وفق شتائم وقدح وذم دون مبررات مقنعة، ليس غير ذلك.