نشر بتاريخ: 09/10/2016 ( آخر تحديث: 09/10/2016 الساعة: 14:27 )
الكاتب: د. أسامة شعث
تابعنا جميعا مشاركة الرئيس ابومازن في جنازة شمعون بيريز والتي كانت حديث الساعة بما احدثته من سجال بين معارض ومؤيد لها.. وقبل الامعان في ذلك..يجب التاكيد بأن الاعتراض والانتقاد حق مكفول.. لكن بدون اساءة وتشهير وتخوين كما رأينا في الايام الماضية..فالمعارضة البناءة تكون اكثر اهمية اذا ما تبادلت الادوار مع القيادة السياسية.. بحيث يشعر المسؤل بان خلفه شعب قوي ومعارضة ايجابية تسنده وتدعمه في خطواته الاستراتيجية دون الانتقاص من مكانتها.!! وتعارضه الرأي دون إساءة أو تشويه.!!!.ففي لحظات حاسمة ومصيرية يحتاج الرؤساء عادة إلى إثارة الرأي العام والمعارضة..وذلك للتحلل من ضغوط دولية بعينها.
وللأسف نحن نفتقد المعارضة البناءة التى تسهم في الفعل الوطني والسياسي دون تناقض او تضارب والتى تدرك حساسية الظروف.. فالرئيس ابومازن بحكم مسؤلياته وحساباته بالغة الدقة يعرف كيف يدير السياسة الخارجية.. فهو "يرى ما لا نرى ويعرف ما لا نعرف".. وكما رأينا شهر سبتمبر الماضي كان حافلا بالتحركات الدولية بين العواصم والقارات انتهاءا بنيويورك.. محققا نجاحا ملموسا على المسرح الدولي بشان الخطوات الدبلوماسية الفلسطينية المسنودة عربيا وبخاصة مصر.
وعودة لصلب الموضوع نشرت على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" (بعيدا عن الموقف الرسمي الفلسطيني الذي له حساباته السياسية الدولية الشائكة والمعقدة...برأى الشخصىان
اوسلو_1993بصفته وزير خارجية- فقد اتيحت له فرصة ذهبية لتحقيق السلام فور توليه الحكومة خلفا لسلفه
مجزرة_قانا باراقة دماء الاطفال والنساء في لبنان 1996.. وليضيع بفعلته هذه اكبر فرصة لتحقيق السلام ويهدر الدعم والاسناد الدولي الذي حظي به ضد اليمين المتطرف)..
كانت حسبته خاطئة.. فرغم محاولته استرضائهم لم ينل صوتا واحدا منهم.. اذن بيرس لم يكن رجل سلام..هكذا يجب ان نسمي الاسماء بمسمياتها (-بيريز وبعده نتنياهو ثم ايهود باراك وشارون واولمرت ثم نتنياهو الى حين) جميعهم تهربوا من استحقاقات اوسلو ومن عملية السلام.. جميعهم واصلوا الاستيطان في اراضينا.!!!وليس مطلوبا منا ان نقول غير ذلك..كما انه ليس مطلوبا منا ان نتداعى او نصفق لمشاركة الرئيس لطالما نثق بحنكته.
لقد كانت جنازة بيريز بمثابة اختبار للرئيس فاما الا يشارك فيها وبالتالي تتنفس حكومة نتنياهو الصعداء في اعادة تسويق ادعائاتها الكاذبة بعدم وجود شريك سلام.. واما ان يستثمر ابومازن الفرصة لمواصلة جهوده.. ولمباغة نتنياهو وحكومتهفي عقر بيته..ليكشف خداعه وكذبه على العالم.. وان دعوته لابومازن لالقاء كلمة في الكنيست كانت خدعة. بدليل عدم موافقته في بادئ الامر على حضور ابومازن فضلا عن عدم الترحيب به وتجاهله فيما بعد..
على كّل بيريز لقي حتفه..وسواء شارك ابومازن ام لم يشارك فانه لن يعود ولن يفلت من العقاب الرباني..ومشاركة ابومازن كرئيس لشعب يتوزع بين لاجئي وشهيد واسير وجريح..وظهوره داخل الكيان حاملا حلم طفولته العنيدة وفي قلبه اوجاع والام شعبه.. ليؤكد مرة تلو الاخرىباننا "ليس لدينا ما نخشاه من الذهاب الى عقر بيتهم.. وليس لدينا ما نخسره لطالما نحن اصحاب الحق".
اذن مشاركة ابومازن كانت صفعة لنتنياهو وحكومته اكثر منها تعزية.. ورسالة عنوانها بأننا مازالنا نحمل غصن الزيتون.. خلافاً لما تسوقه حكومة نتنياهو عنّا..رسالة سرعان ما تلقفها"اوباما واولاند" والعديد من زعماء العالم.. فنحن على ابواب "المؤتمر الدولي للسلام" في باريس.. ونتنياهو يسعى لافشاله باي وسيلة.. بل يتهرب من كل المبادرات والجهود الدولية.. سواء الفرنسية او المصرية او الروسية مؤخرا.!! ويعمل على افشالها كما عمل سابقيه على ذلك..!!!
اجمالا للقول بان الرئيس ابومازن لا حرج ولا خشية لديه من الذهاب لاي مكان بالعالم طالما تسلح بارادة شعبه..فالسياسةبالنسبة اليه حسابات دقيقة ومعقدة..(الاختلاف في التكتيك مسموح والاقتراب من الاستراتيجية محرًم).. وسواء اتفقنا او اختلفنا فان المساس بالاهداف الاستراتيجية للشعب العربي الفلسطيني خطوط حمراء.. لقد اصبح هناك اصطفافا دوليا يتزايد لصالح الحقوق العربية الفلسطينية.. يقابله نفور واشمئزاز عالمي يتعاظم تجاه الاحتلال.. بفعل الجهود الدبلوماسية الذكية للرئيس ابومازن الذي تصدى للضغوط والتهديدات الامريكية والاسرائيلية.. دون ان ينالو من ارادته.. هذه هي الحقيقة الكاملة التي لايستطيع احد انكارها .. لايجب ان تغيب عن بالنا.. والشمس لاتغطى بغربال.