نشر بتاريخ: 14/10/2016 ( آخر تحديث: 14/10/2016 الساعة: 11:59 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
بعد موت المجرم رئيس الكيان الصهيوني السابق " شمعون بيرز " أحد أبرز المؤسسين الكيان العبري، لم يبق الكثير من السنين في عمر الكيان، وهو ما تؤكده الكثير من الحقائق والشواهد التاريخية، لذا يُسارع الصهاينة في امتلاك أكثر كم من الأسلحة النووية والأسلحة الحديثة الفتاكة، وتطوير القدرات العسكرية، واحاطة الكيان بالأسوار والثكنات الاستيطانية، والحفاظ على أمن الكيان من المخاطر الخارجية.
إن وقاحة المسؤولين في الكيان العبري تزداد يوما بعد يوما، ويثبت المسئولين في الكيان في كل مرة دعمهم للإرهاب والعنف ونبذهم للسلام والسلم العالمي، وقد أقام الكيان العبري قبل أيام جنازة كبيرة للمجرم " بيرز" دعا إليه رؤوساء العالم والقادة والزعماء، ثم نظم المجتمع الدولي الظالم حفل تأبين للمجرم "بيرز"، وبعدها قام الكيان العبري بإطلاق اسم " شمعون بيرز " على المفاعل النووي في الدولة العبرية .
إن الكيان العبري دوما يكرم رجالات الدولة العبرية الأكثر إجراما والأوفياء للعقيدة الصهيونية التي تقوم على ارتكاب المجازر وقتل العرب، وتخريب الأمن والسلم الدولي، وفي السابق كرم المجتمع الدولي المجرم " بيرز" عندما منحه جائزة نوبل للسلام، ورد " بيرز" على المجتمع الدولي بقيادته لمجزرة " قاناه " في الجنوب اللبناني التي ارتكبها العدو الصهيوني أوائل مايو/ أيار عام 1996م ، في العدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان الذي حمل اسم "عناقيد الغضب" حيث تم قصف مدن لبنانية بما فيها العاصمة بيروت، وتم قصف ملجأ للأمم المتحدة بقانا في الجنوب اللبناني يؤوي مدنيين أكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن مما أسفر عن مقتل المئات.
ويشدد كاتب المقال على أن الكيان العبري لم يكن يوما رمز للسلام، أو الأمن، بل إن الكيان الصهيوني منذ نشأته على أرض فلسطين هو رمز للحرب والدمار وتفتيت كيان الأمة العربية الإسلامية، وتمزيق الوطن العربي، وتأسست الكيان العبري على قتل الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في نكبة عام 1948م والتي كان المجرم " بيرز" يقود عصابات الصهيونية " الهاغاناة" و"الشيترون"، ويقود حرب قتل الفلسطينيين وتشريدهم من أرضهم .
إن تاريخ رئيس الكيان " بيرز" حافلة بالجرائم والسجلات السوداء ولم يكن يوم محبا للسلام، بل له الدور الأكبر والأبرز في كافة الجرائم الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني منذ نكبة فلسطين؛ وبعدها في الخمسينات من القرن الماضي فكر المجرم " بيرز" في أساليب امتلاك الدولة العبرية السلاح النووي، ولعب دورا أساسيا في تطوير القدرات النووية في الكيان، حيث تم عقد اتفاقية سرية مع فرنسا أدت الى بناء مفاعل (ديمونا) النووي في صحراء النقب والذي بدأ العمل عام 1962م.
إن إعلان حكومة " نتنياهو" الفاشية اطلاق اسم " شمعون بيرز " على المفاعل النووي في الكيان تكريما لجهوده في تأسيس السلاح النووي في (إسرائيل) يؤكد مجددا على نوايا الكيان الاجرامية الدموية، ووفاء الكيان لجنرالات الحرب الصهاينة .
إن المجرم " بيرز" لم يكن فقط الأب الروحي للسلاح النووي (الإسرائيلي)، بل هو أحد الداعمين الصهاينة الكبار للاستيطان حيث كشفت حديثا القناة العبرية "العاشرة" عن خطة سياسية أعدها المجرم " بيرز" قبل سنوات بالتوافق مع رئيس السلطة محمود عباس تنص على الإبقاء على غالبية المستوطنات بالضفة بعد الانسحاب، وإبقاء المستوطنات الكبيرة داخل حدود الدولة الفلسطينية، وذلك في حال وافق الكيان على مقترح ( حل الدولتين)، والمستوطنات الإسرائيلية الكبرى التي ستبقى حسب خطة " بيرز" هي مستوطنة " معاليه أدوميم "، و "غوش عتصيون " ومستوطنة " أرائيل "، و " عوفرا "، و "بيت ايل"، ومستوطنات الخليل، كما تشتمل خطة " بيرز" الخبيثة على الاتفاق على وجود فرق تدخل سريع خاصة بالجيش الصهيوني لحماية المستوطنات التي ستبقى بالدولة الفلسطينية، وبذلك يكون الكيان الصهيوني منح الفلسطينيين أمتار قليلة من أرضينا المحتلة في الضفة لإقامة الدولة الفلسطينية عليها، ويكون حل الدولتين مجرد خداع ووهم كبير يوهم به الصهاينة الرئيس عباس وفريقه والمجتمع الدولي الظالم أنه منح الفلسطينيين دولة وبذلك تنتهي القضية الفلسطينية وينتهي الصراع مع الصهاينة على أرض فلسطين !!.
إن التاريخ الإرهابي الأسود للمجرم " بيرز" مكتوب ومسجل في التاريخ الفلسطيني القديم والحديث وبالوثائق؛ بل إن التاريخ العالمي يسجل جرائم " بيرز" بحق الفلسطينيين والعرب؛ ولكن الكيان يصنع من مجرميه تماثيل وأصنام ويفرض على المجتمع الدولي احترامه، بل ويفرض على أعوان اليهود تقديم قرابين الاحترام لهؤلاء المجرمين، واليوم يقدم الكيان " بيرز" المجرم كرجل سلام ومحبا للحرية !! وبعد ذلك يطلق اسمه على المفاعل النووي الوحيد في (الشرق الأوسط ) !!.
إن نهج الدمار والخراب وقتل الفلسطينيين الذي خلفه " بيرز" يعمل الصهاينة على الحفاظ عليه، من خلال ارتكاب المزيز من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني من أجل تشريدهم عن أرضهم واقتلاعهم من الجذور؛ ويبقى السلام مع العدو الصهيوني خدعة كبيرة وكذبة يسوقها الكيان على المساومين والمفاوضين والمجتمع الدولي الضعيف .