نشر بتاريخ: 19/10/2016 ( آخر تحديث: 19/10/2016 الساعة: 11:43 )
الكاتب: خالد منصور
يكد المزارع الفلسطيني طوال العام ويمضي اوقاتا طويلة وهو يعتني بكرم زيتونه - يحرثه ويقلم اشجاره ويرعاه ويدلله وكأنه واحد من ابنائه .. وبفارغ الصبر ينتظر نضوج حبات الزيتون ليقطفها ليوفر امنه الغذائي وليؤمن بعضا من المال من بيعها ليلبي احتياجات اسرته .. وفلسطينيا يعتبر موسم القطاف موسم فرح وعرس وطني لعموم الشعب وخاصة المزارعين منهم ..
ولموسم القطاف طقوس خاصة حيث تخرج الاسر الفلسطينية بكل افرادها منذ بزوغ الفجر الى الكروم حاملة معها المياه وأدوات الطبخ والخبز لتمضي يوما كاملا حتى المغيب في العمل الاطفال والنساء والشباب والكهول كلهم يعملون بلا كلل ولا ملل البعض يقطف الاغصان المنخفضة والبعض يعتلي السلالم لقطف حبات الزيتون من الاغصان المرتفعة .. وكبار السن يقومون بجمع الحبات وغربلتها من الاوراق والقش وتعبئتها باكياس تحضيرا لنقلها الى مخازن المنازل ومن ثم الى المغاصر لاستخراج الزيت منها وخلال النهار يتخصص احد افراد الاسرة بإشعال النار لإعداد الشاي الممزوج بعشبة الميرمية او بالزعتر الفلرسي واحيانا يعد القهوة لتناولها في اوقات مستقطعة من العمل ومع الساعة العاشرة او حولها يتناول ( الزتّانة ) أي قاطفو الزيتون فطورهم الذي يكون بالعادة زيت وزعتر ولبن وجبنة وحبات زيتون وشرائح بندورة وبيض مقلي والطبق الاشهى هو قلاية البندورة ويتناولون معه الشاي ثم يعودون للعمل من جديد يرددون اهازيج واعاني تراثية مثل اغنية الدلعونة ( على دلعونة وعلى دلعونة .. زيتون بلادي اجود ما يكونا ) والتي تم تطويرها لتضاف لها ( على دلعونة وعلى دلعونا .. احلى التطوع قطف الزيتونا ) وهي اشارة على وجود متطوعين من البلدة نفسها او من خارجها او متطوعين اجانب اصبح وجودهم شائعا في هذا الموسم كاصدقاء للشعب الفلسطيني ومتضامنين معه .. ويتواصل العمل الى ما بعد العصر وحين يشعر قاطفو الزيتون والمتطوعون بالجوع يتناولون غداءهم تحت الاشجار ومن الاكلات المالوفة بهذا الموسم اكلة المجدرة واحيانا اكلة المقلوبة وكله يتم طهوه على نار الحطب .
وبعد الغداء يعاودون العمل حتى وقت الغروب ثم يقوموا بجمع ما قطفوه ويعبؤوه باكياس يحملونها على ظهورهم لايصالها الى الطريق ومن هناك يركبون وسائل النقل المعتادة وهي اما تراكتورات معها ترولات او سيارات تكون بالعادة مشطوبة لان الطرق وعرة كما ويحافظ بعض المزارعين على تقليد هام وهو اقتناء الحمير التي تنقلهم وتنقل امتعتهم ومحصولهم وخاصة في المناطق الجبلية التي لا يمكن للسيارات ان تصلها .. ويعودوا الى منازلهم ليغتسلوا ويتناولوا عشاءهم ثم يخلدون للنوم مبكرين بسبب التعب وبسبب انهم سيستيقظون في اليوم التالي قبل شروق الشمس ليواصلوا قطف الزيتون.