نشر بتاريخ: 23/10/2016 ( آخر تحديث: 23/10/2016 الساعة: 10:42 )
الكاتب: جهاد حرب
كتب صديقي فريد الأطرش في تدوينته على صفحة التواصل الاجتماعي facebook "نأمل ان يكون موت شقيقتي فائدة، فائدة للاخرين" معلنا قدريته ورضاه بحكم الرب، كما كاتب هذا المقال، بأن الحياة والموت والرزق يهبهما رب العباد، وغيره غير قادر على نزعهما أو تأجيلهما. لكن هذه القدرية لا تعني الاستسلام للواقع بل العزم والجدية ومحاولة الاجتهاد والعمل "إعقل". فصديقي المحامي يؤمن، كما لمسته من كتابته وكما فعل لمنع أبناء المخيم من مهاجمة المشفى ومطالبته بعدم حبس الطبيب، بأن أية إجراءات ستتخذها الوزارة أو النيابة أو المحكمة أو نقابة الأطباء لن تعيد له شقيقته فائدة، أو تمنع الأخطاء الطبية. كما يؤمن بأن الطبيب من البشر، يخطأ أحيانا وكذلك يحزن ويفرح.
يدرك صديقي أيضا أن، وهو العارف والمتابع لحقوق الانسان والناشط فيها، نسبة من الأخطاء الطبية ممكنة ومقبولة، كما في بقية الدول، لكنه يطالب بالحقيقة وبتحقيق جاد لاستخلاص العبر ووضع آليات واضحة ومعلنة تتحمل الأطراف جميعا الوزارة والطبيب والنقابة مسؤولياتها الأخلاقية قبل المادية، وتحديد الإجراءات اللازمة للتعامل بشفافية ووضوح مع كل حالة دون "طبطبة" أو تهرب من المسؤوليات الملقاة على عاتق هذه الأطراف.
بات من غير المعقول ان تقف النقابة أو الوزارة مع الطبيب، في حال خطأه أو اهماله، في مواجهة الحقيقة كي لا تتحمل مسؤولياتها. كما في نفس الوقت من غير المقبول ان يتحمل الطبيب أكثر من مسؤوليته. وبين هذا وذاك، تقديم الحقائق تتيح معالجة الخطأ أو على الأقل تمنح فرصة، أو تشفع للجميع، لتدارك الامر ووضعها في النصاب الصحيح؛ كي لا نبقى ننتظر عدالة السماء وفقدان الثقة بعدالة في الأرض.