الكاتب: عطا الله شاهين
قلتُ لها بينما كانت تهم بالصعود على متن مركب متهالك: رحيلك سيحزنني، فردت أعلم، لكنني لا أحتمل أن أبقى هنا، وأشاهد كل يوم مشاهد القتل والدمار، سأرحل إلى غربة مريرة، سأهرم هناك في عزلة قاتلة، ستظل ملامحي الشرقية ترعبهم، ولكن لا تحزن سأظل أتواصل معك عبر الفيسبوك والسكايبي، فقلتُ لها قبل أن يتحرك المركب على وقع ضجيج الناس: لا أعتقد بأن الفيسبوك ووسائل الإتصال الاجتماعي ستغني عن سماع صوتك وهماستكِ عن قرب، ولكن هذا قراراك في الرحيل، ولن أقف عقبةً أمام خياركِ المجنون، لكن رحيلك سيظل يحزنني، ستهرمين هناك، أما أنا لا أستطيع الابتعاد عن أرضي وزيتوني وأهلي ووطني رغم كل منغصات الاحتلال، وتحرك المركب وشاهدتها تلوح لي من بعيد، فحزنت لرحيلها، وعدت إلى بيتي وتذكرت كل شيء جميل عملته لصالح بلدتها، لكن الحرب أجبرتها على الرحيل.