نشر بتاريخ: 28/10/2016 ( آخر تحديث: 28/10/2016 الساعة: 11:21 )
الكاتب: عباس الجمعة
رغم عنف المتغيرات الإقليمية والدولية التي نشهدها ، فإن قضية الشعب الفلسطيني مضت من تعقيد إلى تعقيد, لا سيما في ظل ما يمارس ضد هذا الشعب العظيم من قبل الاحتلال ، وايضا ما يتعرض له من محاولات هادفة الى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني .
إن الكيان الصهيوني والذي نجح في البقاء و الإستمرار طوال هذه الفترة, لم يأت نجاحه من فراغ, بل جاء حصيلة الإعداد والتخطيط واللذان جعلا من إسرائيل كياناً يشكل خطراً وتهديداً حقيقياً ليس على الشعب الفلسطيني وحده بل على الأمة العربية بأسرها, فالكيان الإسرائيلي حقق مزيداً من التطور في ترسانته التسليحية من أسلحة نووية وأسلحة دمار الشامل, وإن هذا التطور النوعي العسكري والتكنولوجي للكيان الصهيوني جعل منه قوة إقليمية تتجاوز حماية مصالحها لحماية مصالح المستعمرين الآخرين في المنطقة وبما يهدد الأمن القومي العربي ويجعل هذا الكيان لاعباً ذو أهمية إستراتيجية لدى صناع القرارات الدولية.
من هنا نرى إن ضعف الموقف العربي لعب دوراً أساسياً في تقدم و نجاح المشروع الصهيوني، وإن السبب يكمن في غياب سياسة واستراتيجية عربية ذات رؤية واضحة ومحددة للقدرات والإمكانات العربية توظف لحل التناقض الرئيسي ما بين الأمة العربية والكيان الصهيوني وبما يجنب الأمة العربية الإستهدافات الخطيرة للمشروع الصهيوني الاستعماري.
امام هذه الاوضاع نقول إن قضايا الشعوب الكبيرة والعادلة ورغم مضي سنوات كثيرة عليها لا تضيع بالتقادم, وان القضية الفلسطينية ستبقى البوصلة رغم تضافر قوى إقليمية ودولية على طمسها, ووان هذه القضية ستبقى القضية المركزية رغم كل محاولات تغيّبها من خلال المؤامرات الدولية والإقليمية, ورغم كل العراقيل والصعوبات التي تواجه الشعب الفلسطيني ، لأن هذا الشعب مصمم على مواصلة نضاله وصراعه مع الاحتلال حتى تحرير ارضه واستعادة كامل الحقوق الوطنية وفي المقدمة منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ومن موقع حرصنا ونحن نسمع خطابات القادة الفلسطينين وخاصة الخطاب الاخير للأمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين نقول يجب إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي في الحالة العربية ، وهذا يتطلب إعادة تكريس البعد القومي لقضية فلسطين لأن ذلك اصبح من الضرورة لحماية الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.. وبما يعيد للقضية الفلسطينية مركزيتها في مواجهة الاستراتيجية الكونية للحركة الصهيونية، وإن سياسة تقطيع أوصال الأمة، وعزل قضاياها عن بعضها البعض, كانت هدفاً امبرياليا وصهيونياً واستعماريا دائماً وصولاً إلى الاستفراد بالشعوب العربية وفرض الهيمنة عليها، وقضية فلسطين هي الأساس والتي عملت الصهيونية على فرض اتفاقية (أوسلو) والتي لم تحقق الحد الأدنى من مصالح وحقوق شعب فلسطين.
في ظل هذه الظروف نرى ضرورة العمل الجاد والسريع لبناء إجماع وطني خاصة في المرحلة الراهنة والتي تحيط بالشعب الفلسطيني عموماً وبما يوصل إلى وحدة الموقف الفلسطيني وهذا يتطلب انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها على ارضية شراكة وطنية وحماية المشروع الوطني ورسم استراتيجية وطنية تجنب الشعب الفلسطيني الوصول إلى الكارثة التي يخطط لها أعداؤه .
لذلك يجب تجميع كل طاقات وخبرات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ومواقع الشتات واللجوء ، وليعلم الجميع بأن الضفة والقدس ليس فقط الذين هم تحت الاحتلال ، بل عملياً مازال خاضع الشعب الفلسطيني ايضا في قطاع غزة للاحتلال بكل معنى الكلمة ، والشعب الفلسطيني ما زال في مرحلة تحرر وطني ، اقول ذلك لأن البعض بدأ ينسى هذا الموضوع. فالصهاينة يسيطرون على غزة ومعابرها يخرجون ويدخلون متى يشاؤون، وهذا ما يجعلنا أن نرفض الانقسام بأي شكل من الأشكال، لأن من يؤمن بالوحدة الوطنية والمقاومة يجب أن يتوجه لهذا الاحتلال، فبالوحدة الوطنية الفلسطينية نوجه الاحتلال ، امام استمرار الانقسام هو جريمة وليس ممراً إجبارياً، وليس هناك حل سوى تطبيق اتفاقات المصالحة وعقد دورة المجلس الوطني الفلسطيني ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال .
ختاما : لا بد من القول مبادرة امين حركة الجهاد فيها الكثير من الامور المهمة خاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لخطر شديد ، ونحن نتطلع ايضا لمؤتمر حركة فتح السابع ولانعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني ، وخاصة ان الشعب الفلسطيني بات يدرك أن كيان الاحتلال لا يريد السلام والحل، فعلى الجميع ان يسعى بكل جهد لتعزيز خيار الوحدة والانتفاضة والمقاومة ، لانه بذلك تكون عملية المواجهة مباشرة على الأرض الفلسطينية .