نشر بتاريخ: 28/10/2016 ( آخر تحديث: 28/10/2016 الساعة: 16:51 )
الكاتب: إكرام التميمي
سياسة الإستقواء والتهميش للنساء الفاعلات ضربة للعمل النسوي وللديمقراطية سواء، والحق بتقرير المصير ثابت وحق المشاركة أصيل ولا أستطيع التماهي مع الأصوات التي قد تنكر المشاركة لمن هن قياديات في العمل الوطني والنضال السياسي والمجتمعي لتحقيق العدالة، سيادة الرئيس: الأخ، محمود عباس حفظه الله ورعاه، مصير تحقيق العدالة للنساء بيدك، في ظل تعطيل المجلس التشريعي، وغياب إقرار أو تعديل قوانين عديدة تكون مساهمة وضمان لمجتمع فلسطيني تتمتع به النساء بالحصانة من " تأنيث التهميش السياسي، والفقر المجتمعي "، عكفت العديد من الناشطات النسوية والاجتماعية الفلسطينية؛ والفتحاوية بشكل خاص، برفع نسبة تمثيل النساء في الانتخابات، وسيما بما يتعلق بتمكين النساء والارتقاء بهن للوصول لمواقع صنع القرار، وما بين الواقع والمأمول، ما زالت هناك فجوة كبيرة بتحقيق ما تطمح لهن هؤلاء النساء من حيث تمثيلهن بكافة الأطر وعبر البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية والمجتمعية، وبشتى المؤسسات؛ سواء الرسمية الحكومية، والشبه حكومية منها (الأكاديمية، التعليمية، الرياضية) ولخوض غمار تطلعات الفصائل الوطنية والتنظيمات السياسية؛ وهذا شأن آخر، وهو الأكثر إلحاحاً، وكيف لا؟ وحركة فتح هي الحركة الأم، وسيما بأن كافة الأطر وهؤلاء جميعاً هم الركيزة الأهم برسم السياسات والمتنفذين بالتأثير على مفاصل عديدة من النضال الوطني الفلسطيني، والمقاومة الشعبية السلمية والسياسية والدبلوماسية والقانونية وبأدوات ووسائل ومحاور كثيرة، ومن هنا لامست النساء استقواء الذكورية المشبعة بالأنا لدى البعض، لتبقى النساء في جميع التنظيمات والفصائل والقوى الوطنية سواء، خاضعات وتابعات بدون حريات تعطيها صلاحيات واستقلالية القرار الذي يحقق للنساء المشاركة والفاعلة والنافذة في كافة السياسات وضمن استراتيجية تنهض بواقع النساء لتحقيق العدالة الإجتماعية، ومناصفة وبالشراكة جنباً إلى جنب مع الشريك الرجل.
سيادة الرئيس: تتفاعل القيادة مع كافة مطالب واحتياجات النساء على الورق، ولكن بالواقع يتم تغليف التحديات فلا نستطيع تحقيق الإنجاز، وأعلم بأنك لم تدخر وسعا في توفير الدعم لكافة القضايا، مادياً ومعنوياً ولوجستياً، ولكننا نحن ما زلنا في آخر الأولويات التي قد تشجع أصحاب القرار بأن تتولى القيادة امرأة، وأعلم بأنك لا تأل جهداً، بإرساء العدالة وتعزيز الديمقراطية، وتحرص على سلامة المجتمع الفلسطيني برمته، وعليه أناشدكم: بأن تكون لقضايانا النسوية استراتيجية تحمل عنا العبء في توزيع الهم الوطني وعلى قاعدة الشراكة التي تجمعنا سوياً بهذا الوطن، الذي ما زال تحت وطأة الاحتلال، وأنت الأعلم، كم هي الإنتهاكات التي تطالنا جميعاً، ونعلم جميعنا، كم هي التحديات التي يؤثر من خلالها الإحتلال على كافة مقدرات الشعب الفلسطيني ومصادرة العديد من حقوقنا الوطنية والإنسانية المشروعة، وأعلم كم تحرص سيادتك وسياستك الحكيمةعلى تجنيب أبناء شعبك من ويلات الصراع والحروب والعنف الواقع علينا، وبالقدر نفسه، تراعي بعدم المساس بالثوابت الوطنية والمشروع الوطني والسلم الأهلي والمجتمعي، وتوفير الأمن والأمان ما أمكن، وأعلم كم هي مسؤوليات جسام وأمانة أعانك الله على حملها، وهي أمانة لدي ومناشدة بأن تصل رسالتي محملة لك من جوار المسجد الإبراهيمي الشريف، ومن عمق البلدة العتيقة لخليل الرحمن حيث العراقة والشموخ والأصالة العربية التاريخية، والشاهد عليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، "معيقات وتحديات كثيرة تعترضنا يومياً مع كثرة حواجز الاحتلال والفصل العنصري، وحرماننا من العيش الطبيعي كما الحق الأصيل للإنسانية جمعاء ، نحن بلا مواصلات وشوارعنا بتنا ممنوعين من السير فيها، انعدام العديد من الخدمات سواء الصحية أو التعليمية أو الرياضية، والأشد من ذلك دماء بناتنا وشبابنا التي أعدمت بدم بارد على حواجز الموت، والمعاناة التي تعانيها النساء هي الأكثر".
إن ما له علاقة بقطاعات: الطفولة، والنساء، هو الأكثر إلحاحاً وحاجة ماسة للأسرة الفلسطينية وبتوفير مشاريع تنموية بحيث توفر الحد الكافي لتمكين هؤلاء من العيش الكريم الآمن والحافظ للكرامة الإنسانية، وقد يتيح تمثيل النساء بالمؤتمر السابع لحركة فتح من هذه المناطق المهمشة والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، جزءاً من المشاركة بالمسؤولية المجتمعية والوطنية، وتمكينها من خلال رسالتها بأمانة، وضمان وصول صوتنا وتوصياتنا بأن لنا احتياجات وأولويات تختلف عن باقي النساء الفلسطينيات، ودون إغفال، بأننا سواء في كافة ربوع الوطن، تندرج رسالتي هذه في إطار غياب مشاركة تفاعل نساء كثيرات من البلدة القديمة مع برامج وأنشطة وفعاليات مؤسساتنا الوطنية، ليس لأنها لا ترغب وإنما لواقعها المرير والصعب في الوصول الآمن لهذه جميعاً، وهذا الذي يجعلني أناشدكم بتمكين النساء الفاعلات اللواتي يتغلبن على جميع التحديات وتصر بحقها بالمشاركة والوصول لمكان صنع القرار والتي تغلب الصالح الوطني على الصالح الخاص و تصب جل امكانياتها في اولاً واخراً، في قنوات إثراء العمل المجمعي والنضال بشتى الوسائل لتثبت بأنها فلسطينية عميقة الجذور كثيرة العطاء، ولديها القدرة على المشاركة في كافة المجالات، وهي لا تحصر اهتماماتها، فقط بالأنا، وإنما تسعى بعمل دؤوب بتفعيل وتعظيم شأن المرأة الفلسطينية بالمحافل المحلية والعربية والإقليمية،وبشتى الوسائل والسبل، هي الأم والأخت والزوجة والابنة للشهيد والجريح والأسير، وهي الأشد حاجة للسلام والأمان،ختاماً: لسيادتكم السلام من خليل الرحمن ودمتم ذخراً للوطن وحفظكم الرحمن .