نشر بتاريخ: 30/10/2016 ( آخر تحديث: 30/10/2016 الساعة: 14:36 )
الكاتب: عمر حلمي الغول
لبنان يحث الخطى لطي صفحة الفراغ الرئاسي، الذي مضى عليه عامين ونصف. خاصة بعد مصالحة وتوافق الجنرال ميشال عون مع سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، وقبول حزب الله المعلن تولي الشيخ سعد رئاسة الحكومة، لا سيما وان الكومبرومايس بين الترويكا : عون ، نصر الله والحريري اسهم بفكفكة ابرز الاستعصاءات، التي كانت تحول دون تأمين النصاب في مجلس النواب لاجراء الانتخاب خلال الجلسات ال37 الماضية. وبات المراقب السياسي أكثر تفاؤلا باقتراب حل معضلة انتخاب الرئيس القادم للبنان.
لكن لبنان له ما له من الخصال والسمات. الثابت فيه كما العلاقات السياسية التحولات والخلط الدائم للاوراق. بمعنى آخر كل شيء ممكن وجائز. لانه بلد المفاجآت الدراماتيكية، وبالتالي من المبكر القطع والجزم بانتخاب الجنرال عون. رغم تقديرات بعض القوى والمنابر الاعلامية اللبنانية بتأمين حضور 85 نائبا حتى الان لحضور الجلسة يوم الاثنين القادم (غدا). ومع ان المملكة السعودية ارسلت موفدها للبنان الوزير السبهان، واعلنت موافقتها على إلتئام الجلسة وانتخاب الجنرال. وهو ما يعني ان دول الخليج عموما مع هذه الخطوة، لاسيما وان الامير الكويتي أثنى على شخصية عون. وعمليا إيران عبر حزب الله كانت منذ البداية مع خيار رئيس التيار الوطني الحر.
كما ان الزعيم وليد جنبلاط، رئيس اللقاء الديمقراطي اعلن بعد لقائه مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح، الجنرال عون يوم اول امس الجمعة في دارته بكليمنصو بتأييد إنتخابه. والامير طلال ارسلان ليس بعيدا، إن لم يكن قد بارك للجنرال. وبالتالي القوى المؤيدة للمرشح الرئاسي الثاني، سليمان فرنجية او المعترضة على الجنرال المستميت على الجلوس في قصر بعبدا يوم الاثنين بعد الانتخاب مباشرة، إذا منح الثقة من النواب لاستقبال المهنئين، وفق التقديرات المتداولة ان المعارضة لا تشكل ثقلا يؤثر على الانتخاب. مع ان نبيه بري، رئيس مجلس النواب، اعلن انه ضد انتخاب عون. وهو ما يعني من حيث المبدأ وجود ازمة قبل الانتخاب بين القطبين، لاسيما وان رئيس حركة امل، اعلن ان المشكلة ليست في انتخاب الرئيس، بل فيما بعد. وهو ما فسره البعض، بان الرئيس بري سيعمل على المماطلة في تشكيل حكومة الحريري القادمة. ولكن البعض حاول وخاصة الحريري التخفيف منها، عندما قال، ما ذكره بري صحيح. لان المشكلة تكمن في استعادة مؤسسات البلاد والنهوض بلبنان. واي كان التفسير المنسجم مع ما قاله رئيس مجلس النواب. فإن الازمة ستترك اثارها على تولي نبيه بري رئاسة مجلس النواب القادم إلآ إذا واصل السيد حسن نصر الله التوسط بين الرجلين والقطبين لتجسير العلاقة بينهما، كون علاقاته التحالفية معهما قوية.
إشارة الضوء البرتقالية مضاءة الان حتى الغد الاثنين موعد إنعقاد الجلسة البرلمانية الاهم منذ اعوام ثلاثة خلت، او حتى منذ إنتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو /ايار 2008، كل السيناريوهات ممكنة، فإما ان تضاء الاشارة الخضراء ويتم انتخاب الرئيس الثالث عشر للبنان او تعود الاشارة الحمراء لتغلق الباب مؤقتا. لكن مبدئيا مبروك للجنرال عون وللبنان، حيث تشير الدلائل القادمة من بيروت بترجيح فتح الاشارة الخضراء.