نشر بتاريخ: 31/10/2016 ( آخر تحديث: 31/10/2016 الساعة: 15:58 )
الكاتب: د. مازن صافي
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ولدت فوق ركام العرب لتبني جسر الوصول الى الوطن، فكانت وستبقى انبل ظاهرة تحرر وطني في التاريخ، ولقد تحملت ولازالت تتحمل العبء الكبير، ومستمرة في طريق التحرير وإنهاء الاحتلال، وهي مقبلة بعد عدة أسابيع على عقد مؤتمرها العام السابع على امتداد انطلاقتها الــ52 .
لقد عَرِفت حركة فتح ومنذ انطلاقتها بأنها في معركة طويلة، وأنها حملت أمانة قضية حق، قضية شعب مظلوم، قضية شعب يكافح من أجل حقه وعودته إلى ترابه والى وطنه والى أهله، ونشرت بالتعبئة والالتحام الجماهيري معاني الثورة الحقيقية، ثورة العمل والتحرر من أجل الحرية وكرامة الإنسان، في كل أماكن تواجده.
فتح اليوم بخير، مهما كانت التحديات الداخلية والخارجية، لأنها تحمل في عمقها إرادة صلبة وصامدة، وهذه الإرادة هي الرمزية التي تدفع الجميع ليؤمن بأنها مستمرة حتى النصر، وستبقى، لأن الطريق طويل وطويل جدا.
إن الانتماء لفتح الفكرة، فتح الثورة، فتح المؤسسة، فتح الديمومة، إنما هو انتماء صادق ويعبر عن مبادئنا وتمسكنا بمبادئ وقيم حركتنا العملاقة، ولذا عملت فتح منذ انطلاقتها على طريق الحرية ومن أجل الديمقراطية، في امتزاج توأمي أبدعت في رسمه وتطبيقه ونقله عبر الأجيال، وآمنت أن الطريق الذي يشير الى القدس هو "القرار الفلسطيني المستقل"و رفض التبعية ومصادرة القرار الوطني والفلسطيني والحركي المستقل، ليبقى الإنسان الفلسطيني عزيزا مرفوع الجباه.
تبدو دوما فتح أكبر من أنانية البعض، وأكبر من جغرافيا الانشقاق أو سرقة فتح والأوهام المريضة، وفتح التي تخرج دائما من عمق الدمار والركام والمحن، وتعيد البناء، قادرة بعزيمة الأحرار الصادقين أن تستمر وتتطور وتبدع في ثقافتها ومبادئها وحضورها الوطني الفلسطيني القوي والمؤثر والتحرري.
ان فتح ستبقى أمانة في عقول وقلوب أبناءها الغيورين والصادقين والرائعين والفاعلين، لأن المسيرة طويلة وشاقة، ودرب العزة والكرامة والشموخ تولد مع الإنسان في غريزة فطرية سليمة وراسخة وتأبى ان تكون سلعة تباع او تشترى او تتبدل او تتلون او تزيغ عن الدرب .
إن فتح وفي مؤتمرها العام السابع بقيادة القائد العام رئيس دولة فلسطين الأخ محمود عباس "أبو مازن" ونحن مقبلين على معركة الاعتراف الكامل بدولة فلسطين" ستعيد رسالتها للعالم وللمحتل الظالم أننا لن نبخل بأرواحنا دفاعا عن أرضنا الطيبة التي عاش عليها أجدادنا وسيعيش عليها أبناؤنا وستبقى لنا، ولن يهزم الاحتلال فينا إرادة التاريخ والحياة والحق والشعوب.
ستبقى فتح منارة إشعاع وانتصار على الطريق الطويل على درب الآلام، وسيبقى أبناء فتح أوفياء لفلسطين والقدس وترابنا المقدس وحضارتنا وقيمنا ومسلكياتنا .