نشر بتاريخ: 03/11/2016 ( آخر تحديث: 03/11/2016 الساعة: 11:22 )
الكاتب: محمود أبو عين
اليوم يتمم الشعب الفلسطيني 99 عاما من الظلم والمعاناة المتمخضة عن وعد لا يتجاوز في كلماته الستين كلمة، انه وعد بلفور الذي يصادف في الثاني من شهر نوفمبر من كل عام .
وعد مشؤوم اصدره وزير خارجية بريطاني يدعى ارثر جيمس بلفور قبل 99 عاما اي عام 1917.. ويقضي هذا الوعد بانشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، فكان هذا الوعد وكانة الوعد لعذابات الشعب الفلسطيني جيل بعد جيل من ذلك التاريخ حتى يومنا هذا . سيدي الرئيس ان الانتداب البريطاني على فلسطين والذي استمر من عام 1918الى عام 1948 كان هو الحاضن لبذور الصهيونية العالمية فنمت الصهيونية وترعرعت بذورها في كنف الانتداب البريطاني افرادا وعصابات فكان ديدنهم القتل والتهجير والتطهير العرقي وصولا الى استقدام المهاجرين اليهود وتوطينهم في ارضنا من كل انحاء العالم لاقامة دولة ما يسمى بالكيان الاسرائيلي .
سيدي الرئيس من هو بلفور الذي كان انذاك يملك حق بيع ارضنا فلسطين للصهيونية العالمية لإقامة وطن قومي لليهود عليها مقابل اربعة ملايين جنيه استرليني للخزينة البريطانية ...؟
سيدي الرئيس انك انجزت لفلسطين ولشعبها ما كنا نحلم بانجازه والوصول إليه فأصبحت فلسطين عضو في هيئة الام المتحدة وأصبحنا شركاء للعالم في مجمل المحافل الدولية الانسانية منها والقانونية، وان نتائج الجهود الكبيرة التي بذلتها وما زالت تعمل على انجازها وعلى كافة المستويات مع القيادة الفلسطينية بدأت تؤتي ثمارها ، وتحقق نتائجها التي اقلقت الاعداء وأذهلت الاصدقاء .
سيدي الرئيس.. سر ونحن من ورائك وصولا لكل منظمات حقوق الإنسان ولا تدع محفلا دوليا دون الوصول اليه من اجل تعرية قادة الاحتلال سياسيين وعسكريين ورفع الدعاوى القضائية أمام المحاكم الجنائية والدولية على كل جرائم بحق شعبنا وممارسات الاحتلال ومستوطنيه وكذلك على ما ارتكبته حكومة بريطانيا والعصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني باعتبارها جرائم حرب .
سيدي الرئيس ان على بريطانيا ان تشعر بعقدة الذنب عن كل ما تسببت به من ألم للشعب الفلسطيني ، وعليها أن تعتذر وتكفر عن جريمتها وتقدم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني .
سيدي الرئيس .. ان وعد بلفور لا يمكن وصفه إلا بـ "الوعد المشئوم.. ووعد من لا يملك لمن لا يستحق" ..و"أكبر جريمة سياسية شهدها التاريخ المعاصر" و"جريمة ضد الانسانية" و"ظلم تاريخي اوقعته قوة استعمارية انتدبت على فلسطين"، و"بداية مأساة ونكبة الشعب الفلسطيني .
سيدي الرئيس.. ان وعد بلفور يهز الوجدان العالمي والإنساني لارتباطه بأكبر جريمة شهدها العالم ولأكبر وأطول احتلال على وجه الكرة الارضية تمثل بتهجير واقتلاع شعب من ارضه وجذوره وزراعة شعب آخر من شذاذ الأفاق على انقاضه ما يجعل من نكبة فلسطين احدى اكبر المآسي التي عاشتها الانسانية عبر القرون . ..
سيدي الرئيس .. لا زالت الاجيال الفلسطينية تحتفظ بمفاتيح العودة جيلا عن جيل، لم يخب ظنهم بقيادتكم وحكمتكم ، والأجيال لا زالت في انتظار العودة وتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتقديم من تسبب بمأساتهم عشرات السنين للعدالة، لان حق الشعب الفلسطيني لا يسقط بالتقادم ولن ينساه الصغار بعد موت الكبار كما قالوا .
سيدي الرئيس .. اليوم يحيي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هذه الذكرى الأليمة كما احياها بمثل هذا التاريخ من كل عام مضى على مدى العقود السابقة بمسيرات وبمهرجانات ومظاهرات غاضبة وسيظل يحييها ما دام المحتل جاثما على أرضنا، رفضا وتنديدا بالاحتلال وتنديدا بمن جاء بهذا الاحتلال وتأكيدا على تمسك كل الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده بأرضهم وبحقهم في العودة لمنازلهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها .
سيدي الرئيس .. اليوم الامل يملأ كل نفس فلسطينية بإعادة الحق الى اهله لأننا الفلسطينيون عرب اقحاح ونحن من نملك الارض والتاريخ ونحن من نؤمن بكل مقولة عربية وقد قال العرب(ما بيضيع حق وراه مطالب ).. حقوقنا جلية وواضحة ..ورغم وعد بلفور ونتائجه الاجرامية والكارثية فان حقنا فى الحياة والعيش على أرضنا ثابت لن يتزحزح ولن يتغير مهما طال الزمن ورغم أنف الاحتلال ومخططاته التهويدية والاستيطانية في القدس والضفة الغربية وحصاره لقطاع غزة . ".
سيدي الرئيس نحن معك وخلفك في كل خطوة تخطيها حتى يستيقظ المجتمع الدولي وكافة القوى المحبة للسلام ويصحوا ضميرهم ويعملوا جادين بالضغط الحقيقي على الاحتلال لإجباره على الانسحاب من ارضنا المحتلة والاعتراف بحقوقنا المشروعة وحقنا فى العيش الامن وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، وحق اللاجئين بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية . سيدي الرئيس العام القادم سيكون بداية المائة عام على هذا الوعد المشئوم فنحن بانتظار الوعد الذي حلمت به سيدي الرئيس بأنه سيكون عام 2017 عام التحرر والاستقلال من نيل الاحتلال وسنقول يا سيادة الرئيس كما قال الشعراء والكتّاب سابقاً . ابو مازن حاصر حصارك واضرب عدوك بك .. بشهداء فلسطين .. بجرحاهم .. بزيتونة زياد أبو عين شهيد الأرض الطيبة .. حاصرهم بالمحكمة الجنائية وحاصرهم بجدرانهم الاستعمارية العنصرية .. وعلمهم أن شعب فلسطين لا يرضى الحياة الذليلة .. حاصرهم بالسياسة وحاصرهم بحنكتك وحاصرهم بفتحاويتك وتاريخك المناضل وعلمهم أن السلاح كما كان يوما قذيفة مدفعية سيكون أيضاً حصاراً سياسياً وقرارات أممية .. حاصرهم بشعبك الوفي وعلمهم أن لغة القتل ستفجر الأرض تحتهم عواصفاً مدوية .. فأنت الآن حر وحر وحر .
سيدي الرئيس .. ان بريطانيا تتحمل المسئولية الأولى والكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق الشعب الفلسطيني وبحق الإنسانية كونها كانت القوة الانتدابية على فلسطين آنذاك وهي من شرعت الاحتلال وساعدت على هجرة اليهود من كل اصقاع الارض الى فلسطين وشجعتهم على ارتكاب الجرائم والمجازر ضد الفلسطينيين الأبرياء، كما باعت لهم أجزاء كبيرة من الاراضى الحكومية ودعمتهم بالعتاد وبالسلاح لشن الحرب على الفلسطينيين العزل وعلى الجيوش العربية في حرب 1948.التي نتج عنها ما يسمى بالنكبة والتي بموجبها اعلنت اسرائيل قيام دولتها فكان ما كان من دولة الاحتلال ولا يزال من قتل وتهجير ومصادرة الارض واستقدام غلاة المستوطنين وزرعهم في ارضنا ليحلوا مكان شعبنا.
سيدي الرئيس .. بحنكتكم وبحكمتكم وسياستكم التي ابهرت ملوك ورؤساء العالم نتمنى ان نصل من خلالك الى المحاكم الدولية التي تجبر بريطانيا على دفع ثمن فعلتها بالشعب الفلسطيني . وكما قلنا في مقال سابق ان على احفاد بلفور ان يدفعوا ثمن فعلتهم وظلمهم لشعبنا الفلسطيني كما دفع احفاد هتلر ثمن افعالهم لليهود على ما ارتكبوه في حقهم .