الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشبه بين الديمقراطية الفلسطينية سنة 2006 والأمريكية 2016

نشر بتاريخ: 09/11/2016 ( آخر تحديث: 09/11/2016 الساعة: 11:24 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

أخذنا النوم يوم أمس، ونحن على طمأنينة أن فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون محسوما بعد الكم الهائل من استطلاعات الرأي التي تنبأت بفوزها وقد أفاق العالم الشرقي في اليابان ودول أسيا على توقعات مرعبة من فوز ترامب بالانتخابات نتيجة المخاوف التي تلاحق المستثمرين من احتمالية فوز ترامب لان لديه سياسات مغايرة عن كلينتون التي لو فازت لكانت سياستها هي نفسها التي تبناها الرئيس اوباما، وان شخصيا أتابع السياسية الأمريكية وخاصة وقت الانتخابات منذ زمن طويل وعن بحث الأرقام ليلا توقعت فوز ترامب مع أنني انجذبت لاستطلاعات الرأي التي رجحت فوز كلينتون، وقد انقبض لدي المشهد عن متابعة القنوات العربية التي بثت بتقنيات عالية ومستوى فني ملفت حول رأي العرب الأمريكان بالانتخابات والذين كان رأيهم في المعظم عدم المشاركة بالتصويت لهلاري وهو ما سمح لترامب بالتقدم بفارق معقول وفي بعضها فارق قليل جدا.
بالتالي سيكون للعرب الفضل في فوز ترامب، وقد كتبنا حول أن من مصلحتنا وخاصة للعرب الأمريكان فوز كلينتون لان البقاء على الوضع السيئ خير من جلب وضع أسوأ منه، وهي مسالة توقعية وتقديرية ليس إلا.

هذا الذي حصل مشابه جدا للانتخابات الفلسطينية التشريعية 2006، التي فازت بها حماس على حساب حركة فتح، فقد أعطت كافة استطلاعات الرأي الغلبة فيها لصالح حركة فتح، وقد نام الناس على ما بثته قناة العربية من نتيجة محسومة لحركة فتح وخاصة من نابلس، ولكن مع حلول الساعات الأولى من الفجر وحتى المساء أعلنت النتيجة بفوز حركة حماس بفارق كبير وقد أدت إلى شلل الحياة السياسية الفلسطينية نتيجة الانقسام الحاد الذي وقع بعد ذلك بسنة تقريبا.

إحدى مراسلات القنوات العربية قالت تعليقا على ذلك أن الشعب الأمريكي قد زهق ومل من الزمرة الديمقراطية على مدار ثلاثون سنة وهي المقصود بها عائلة كلينتون وشركاءها، وبالتالي وقع الشبه بذلك أيضا عندما مل الشعب الفلسطيني من توجهات حكامه آنذاك وانتخب حماس على الرغم من عدم اتفاقه على التصويت لها وخاصة الثلاثون بالمائة والذين يتمتعون بالاستقلالية.

ومن الأسباب الأخرى كما قال البعض أن الأمريكان غير جاهزين لانتخاب امرأة، ولكن الفلسطينيين في الأيام أو السنوات القادمة سيكون لديهم الشجاعة في انتخاب امرأة، ومن ينتظر عليه التحدي على قدرة الفلسطينيين على انتخاب الأفضل بعيدا عن كل المحاولات التي تنال منه، فشعبنا قادر على الانتصار والانتخاب بطريقة ديمقراطية وشفافة، ومن يقلل في ذلك فهو واهم وليس لديهم فهم كافي.