نشر بتاريخ: 09/11/2016 ( آخر تحديث: 09/11/2016 الساعة: 15:44 )
الكاتب: أحمد يونس شاهين
دونالد ترامب هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الامريكية، هذا المنصب الذي تنقل بين الجمهوريين والديمقراطيين الحزبين الأقوى في امريكا، ولو نظرنا إلى مراحل الحكم لهؤلاء الرؤساء الذين سبقوه في الرئاسة الامريكية لوجدنا أنه لم يتغير شيء للأفضل في المنطقة العربية بل كان من أسوأ لأسوأ، فجميع المتنافسين على منصب الرئاسة الامريكية كانوا يعطون الوعود لإسرائيل بدعمها إلى أن وصل الحد عند بعضهم بتقديم الوعود لها بنقل السفارة الاسرائيلية من تل أبيب إلى القدس، ناهيك عن الدعم اللامحدود لها على كافة الأصعدة مالياً وعسكرياً وسياسياً ... إلخ.
خلال مراقبتنا لتصريحات الرئيس المقبل لأمريكا ترامب نجد أنها خالصة الوفاء لإسرائيل تحمل كل معاني الصراحة السياسية والولاء الأعمى لإسرائيل، فقد جاء في تصريحاته أثناء العملية الانتخابية أنه سيدعم اسرائيل في حربها ضد ما يسمى بالإرهاب الاسلامي والعدو العربي، وأعرب عن نيته بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب إلى القدس في حال فوزه وأن الاستيطان لا يعيق العملية السلمية وهو تبني واضح للمواقف الاسرائيلية المتشددة التي يتبناها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وحكومته المتطرفة، ويعود دعم نتنياهو لترامب لعدة أسباب منها ما سبق ذكره من وعود قدمها ترامب لإسرائيل اضافة لأسباب تتعلق بمواقف نتنياهو تجاه المنافس الأقوى لترامب وهي هيلاري كلينتون التي كانت وزيرة للخارجية في ولاية اوباما الاولى حيث ان أوباما كان داعماً لها في منافستها لترامب وان نتنياهو يرى في كلينتون استمراراً لسياسة أوباما الذي كان حذر في التعاطي مع السياسة الاسرائيلية تجاه العملية السلمية مع الفلسطينيين إلى حد ما ويبدي قلقاً من استمرار الاستيطان في عمق الأراضي الفلسطينية.
بالنسبة لنا كفلسطينيين يجب أن لا نعول كثيراً على من سيكون في البيت الأبيض فكلهم على نفس النهج سائرون بدعمهم لإسرائيل كلً حسب طريقته وخططه السياسية، فالتجارب السابقة مع الجمهوريين والديمقراطيين الحزبين الأقوى في الولايات المتحدة الامريكية لم تشهد أي تقدم سياسي تجاه القضية الفلسطينية بل على العكس تنكرت لحقوق الشعب الفلسطيني التي شرعتها القوانين والأعراف الدولية ودعمت اسرائيل بكل وضوح، ولن يأتي رئيس أمريكي يقتنع بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، لذلك علينا نحن الفلسطينيين أن نلتفت إلى تمتين جبهتنا الداخلية وتحصينها بوحدتنا الوطنية وتبني سياسية واحدة وموقف فلسطيني وطني موحد، فكلما طال أمد الفرقة الوطنية كلما طال الاحتلال من عمره واستمر الاستيطان وعكس ذلك سيعطى اسرائيل الفرصة الاكبر في الاستمرار في سياساتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني.