الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة النايف الجزيرة تبرئ المخابرات الفلسطينية !!

نشر بتاريخ: 09/11/2016 ( آخر تحديث: 09/11/2016 الساعة: 21:26 )

كتب محمد اللحام

تابعت الحلقة الخاصة التي اعدها الزميل تامر المسحال مراسل قناة الجزيرة القطرية في قطاع غزة عن حيثيات مقتل الشهيد عمر النايف احد كوادر الجبهة الشعبية الذي وجد مقتولا في حديقة السفارة الفلسطينية بالعاصمة البلغارية صوفيا بتاريخ 26/2/2016 .

وبما ان في الاعادة افادة فقد شاهدة الحلقة اكثر من مرة لعله فاتني شيء ما او لعل هنالك خطأ ما، لاننا على قناعة مطلقة ان الجزيرة ذهبت هناك ليس للحقيقة بل للاساءة وقلب الحقيقة .

فالجزيرة عودتنا ان تذهب في تحقيق داخل الشأن الفلسطيني وبهذه التكلفة المالية الواضحة من الامكانيات الضخمة التي قدمت لاعداد الحلقة في اكثر من عاصمة الا في سبيل تشويه السلطة الفلسطينية ومؤسساتها واجهزتها وايقاع الضرر بها وبحركة فتح لصالح النقيض الداخلي وهذا ليس بسر وخاصة ان السياسة التحريرية للقناة تتبع لافكار من يقف على راس ادارتها ان كان الاخونجي ياسر ابو هلالة حاليا او الاخونجي وضاح خنفرالذي سبقه .

ومن المعروف ان الجزيرة جاهزة لشيك مفتوح ماليا في سبيل اي ضرر او تشويه حيث سبق لها فتح ملف تحت مسمى " كشف المستور " الذي خلقت له هالة كبيرة وضجة عظيمة سبقته ظنا منها انها ستسقط السلطة الفلسطينية . وكذلك فعلت في ملف تسميم القائد ياسر عرفات .

في برنامج كشف المستور وصل بها الامر للتعامل المخابراتي السري والتنسيق مع مراسلها داخل الاراضي المحتلة عام 1948 لياس كرام دون التنسيق حتى مع مدير مكتب فلسطين وليد العمري او باقي المراسلين في الضفة من باب ان كرام " كاتم اسرار عزمي بشارة" !

والامثلة كثيرة على سياسة الجزيرة التي تناصر طرف على طرف داخل الحالة الفلسطينية وهذا لم يعد بخافي على طفل صغير .

المهم بالامر ان الزميل المحترم تامر المسحال في النهاية هو موظف بالجزيرة وبغض النظر عن مقاصد السياسة التحريرية نقل لنا الواقعة في الحلقة التي تقول وفق ما جاء فيها من وثائق " ان ضابط المخابرات في السفارة مناضل جريح انتفاضة ممدوح زيدان هو من جلب عمر النايف للسفارة دون ارادة السفير الذي عبر عن امتعاظه من ذلك في رسائل بعثها لوزير الخارجية وللرئيس مع التاكيد ان ذلك لصالحه وفق قول محاميه في البرنامج " .

اذا قامت المخابرات الفلسطينية بانقاذ النايف من الخطر الذي كان يتهدده بالقاء القبض عليه من قبل السلطات البلغارية المخترقة من الموساد وحكومتها على تحالف كبير مع حكومة الاحتلال ويقول البرنامج " ان اي شرطي كان من الممكن ان يلقي القبض على عمر بالشارع لان هنالك مذكرة صدرت بحقه تقتضي اعتقاله وتسليمه لاسرائيل" .

الخطر الاول تم ابعاده عن النايف من قبل المخابرات الفلسطينية لتاتي الخطوة الثانية للمخابرات ووفق تقرير الجزيرة يقول صديق النايف عبد المجيد عمار " وصل الضابط ناصر عدوي والضابط علي جمعة وهما من جهاز المخابرات الفلسطينية وبحضور ممثل المخابرات العامة بالسفارة ممدوح زيدان وصديق النايف عبد المجيد عمار من كوادر الجبهة الشعبية في بلغاريا واجتمعوا مع النايف وابلغوه استعدادهم لنقله " تهريب" لاي دولة يعتقد انها امنة له وكان الخيار الجزائر مع ضمانات ان يعملوا كل الجهد ولكن ليس ضمانات كاملة بسبب مخاطر الامر " .

ووفق الحلقة فان صديقه سعدي عمار من كوادر الشعبية ايضا والمعروف بموقفه الحاقد والكاره جدا للسلطة الفلسطينية نصح عمر برفض الذهاب للسفارة لانها ووفق تعبيره خطوة غير وطنية ولكن عمار لم يطرح لنا البدائل ؟!وعمار نصح النايف بعدم الذهاب للسفارة وبعدها نصح النايف بعدم مغادرة السفارة في تناقض واضح بروايته وهو الذي تم استدعائه للجنة التحقيق ورفض المثول أمامها.


وتضيف الحلقة معلومة مهمة ايضا تدل على حرص المخابرات ووطنيتها " انه وليلة مقتل النايف كان ضابط المخابرات ممدوح زيدان في تركيا يجتمع مع ضابط مخابرات عربي سافرت الجزيرة لاسطنبول للقائه ومعرفة ماذا كانت تفعل المخابرات الفلسطينية في اسطنبول بتلك الليلة ؟ لتكون الاجابة ان اللقاء كان مخصص ترتيب ظروف تهريب النايف لاسطنبول وحتى تم اختيار وتجهيز البيت الذي سيسكنه " .

اذا طوال الوقت كانت المخابرات الفلسطينية منهمكة في ترتيب ظروف عمر النايف لتامين حياته بعيدا عن الخطر الذي يتهدده في دولة يتلاعب بامنها وسياستها حتى الموساد الاسرائيلي .

فكيف يحدث ان تكون متورطة في اغتيال شخص تعاملت معه كمناضل وتعاملت معه باحترام واهتمام طوال الوقت ؟!

ومع الاحترام للحلقة ولالف باء شروط الافادة الاخبارية والاسس الاعلامية المهنية التي اسقطتها الجزيرة في الحلقة وهي الاستماع لوجهة النظر الاخرى " المخابرات الفلسطينية /وزارة الخارجية /السلطة الفلسطينية " فقد غيبتها الجزيرة رغم المحاولة الخجولة للقاء السفير دون ان تقول لنا كما قالت عن البلغار " حاولنا والله ولم يستجيبوا لنا " . كما ان هنالك اتهام واضح من بعض من ظهروا في البرنامج ان حديثهم اخرج عن سياقه وتم بتره .

بالمجمل فان حلقة الجزيرة اثبتت بما لا يدعي للشك وطنية جهاز المخابرات الفلسطينية وحرصه على حياة عمر النايف دون اسقاط مسؤولية يتحملها السفير الفلسطيني في صوفيا بغض النظر عن سيناريوهات مقتله " الموساد او جماعات او حنى فرضية الانتحار ".

اعتقد ان على جهاز المخابرات ان يكون شاكرا للجزيرة على هذه الحلقة التي اريد بها امر والنتائج اتت على غير ذلك .