نشر بتاريخ: 10/11/2016 ( آخر تحديث: 10/11/2016 الساعة: 16:48 )
بقلم: ماسة المصري
مع دخولنا العام القادم 2017، والذي بحلوله يكون قد مر نصف قرن على الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وفي الوقت ذاته يكون قد مر عشر سنوات على الانقسام الفلسطيني الذي على ما يبدو بأنه يتكرس مع الوقت بالرغم من ان وجوده قد الحق ضررا استراتيجيا بالقضية الفلسطينية واصبح بنظر المجتمع الدولي باعتباره احد المعيقات الرئيسة لحل القضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين حيث انه مع هذا الانقسام تم تغييب العنوان الوطني الفلسطيني.
مما لا شك فيه ان ثقافة تحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية اصبحت غائبة عن قاموس القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية لصالح تحقيق اجندات فردية لتلك الفصائل بعيدا عن تحقيق المشاركة والوحدة وتقبل الاخر وايجاد قواسم وطنية مشتركة والبناء عليها، وتم تحويل الامر لمجرد شعارات بلا مضمون حول اهمية الوحدة والمصالحة وانعكاسها على الشعب وتعزيز قدراته على الصمود لتمكينه من تحقيق مشروعه بالتحرر والاستقلال الوطني، واصبح الحديث عن انهاء الانقسام كلام بلا معنى ، خاصة بعد عقد المئات من جولات الحوار في عواصم عربية مختلفة و وجود عشرات المبادرات والكثير من الاتفاقيات التي بقيت حبرا على ورق، الامر الذي افقد المواطن الفلسطيني الثقة بإمكانية انهاء الانقسام.
لقد اصبح واضحا بان استمرار الانقسام وتكريسه قد الحق الاذى الاستراتيجي الاكبر بالقضية الفلسطينية، ومكن الاحتلال من تحويل القضية الى قضية انسانية بامتياز ونزع الصبغة الوطنية والسياسية عنها من خلال البحث عن حلول وبرامج لتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي والاغاثي للشعب الفلسطيني وتحميل الجهات المانحة الدولية مسؤولية توفير تلك الموارد المطلوبة لتحسيت البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية، وعدم تحميل الاحتلال لمسؤولياته بصفته الدولة القائمة بالاحتلال ، وبالتالي تتحمل كافة المسؤوليات الناتجة عنه من خلال انجاز خطط تم اعدادها خلال السنوات الماضية لهذا الغرض تسعى معها لتكريس الاحتلال والاستمرار بإدارة الصراع وليس ايجاد حلول جذرية لإنهاء الاحتلال باعتباره السبب الرئيس لكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال تطبيق القرارات الاممية ذات الصلة.
ان مرور 20 عاما على ما يسمى بالعملية السياسية دون الوصول الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة، وفي ظل الازمة الشاملة التي تعاني منها الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية سواءً تلك المؤمنة بالمفاوضات طريقا لإنهاء الاحتلال ام تلك المؤمنة بخيار المقاومة ، ان هذا الوضع يفرض على الجميع الدعوة لحوار وطني حقيقي بمشاركة مختلف الفعاليات الفلسطينية لبحث وبلورة برنامج وطني فلسطيني جديد يأخذ بعين الاعتبار كافة المتغيرات التي حصلت وينهي الانقسام ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للامة، و يعيد احياء امال الشعب الفلسطيني فتستعيد القوى والفصائل الوطنية ثقة الشعب بها، ويعزز الحراك الفلسطيني المناهض للاحتلال ويحوله من اطار ردود الفعل الفردية اليتيمة الى حالة مقاومة شاملة تطبق من خلالها كافة اشكال المقاومة المشروعة بالتالي تمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق طموحاته الوطنية وتعزز قدراته على الصمود ومواجهة ودحر المشاريع الاسرائيلية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية.
طالبة في جامعة بيرزيت