نشر بتاريخ: 14/11/2016 ( آخر تحديث: 14/11/2016 الساعة: 10:36 )
الكاتب: الأسير ياسر أبو بكر
في ظلال انعقاد المؤتمر العام السابع للحركة الذي انتظرناه بشوق وبعيون مفتوحة، فإننا نعلنها جلية ومنذ الجملة الاولى، ثقتنا بقيادة وكوادر حركتنا العظيمة، وبمخرجات هذا المؤتمر، الذي نراه سيعلن بكل جلاء، أن راية الحق ومضاء الثورة ستظل عالية خفاقة في درب مسيرة دائمة، كما هو دأب حركة فتح وتاريخها الناصع ومستقبلها، مستقبل فلسطين الزاهر، بتحقيق الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين سالمين غانمين.
في سياق هذا الحدث الجلل، نطرح أمامكم ما نراه حقنا كأسرى في المعتقلات، بأن نكون جزءاً أصيلاً من هذه الحركة، التي ضحينا ولا زلنا بسنوات أعمارنا لأجلها، ولأجل تحقيق أهدافها ودعماً لقائدها العام، ولقيادتها، حتى النصر المبين بإذن الله تعالى.
إننا بالحركة الأسيرة الفتحاوية حتى الآن، وبعكس جميع فصائل العمل الوطني في السجون، وخلافاً لنظام الحركة الأساسي، وقرارات مؤتمراتها، لازلنا خارج الهيكل التنظيمي للحركة، بمعنى التموضع ضمن النظام بهيكلية محددة، وأطر واضحة الصلات، تأخذ بالاعتبار النظام الداخلي للحركة، وطبيعة الفهم الصحيح لواقع المعتقلات، اولا، أما ثانيا، وعلى ذكر المؤتمر، فإن قرار المؤتمر العام السادس (السابق) عام 2009 بإضافة عشرين أخا من الأسرى داخل السجون، وعضوية المجلس الثوري ما كان إلا حبراً على ورق، مع شديد الأسف، وطيلة تلك السنين التي مرت، لم تنفذ عملية التموضع بإطار محدد، ولم ينفذ قرار المؤتمر، رغم ما نسمعه من مديح دائم للأسرى، دون فعل يثلج الصدور، ونحن في خط المواجهة الأول مع عدونا ثائرين على الظلم مناضلين من أجل حرية شعبنا الصامد.
إننا إذ نكتب ونخاطب فخامة الرئيس، والقيادة الحكيمة من خلفه، ونحن على أعتاب انعقاد المؤتمر العام السابع للحركة، نقترح عليكم تثبيت واقع الأسرى لنكون جزءاً أصيلاً من الهيكل التنظيمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" وفقا للرؤية التالية:
أولا: ساحة بأقاليم ثلاثة:
بأن يتم التعامل مع الأسرى في المعتقلات كساحة" تضم 3 أقاليم حسب موقع السجون، ولو فرضنا أن الإقليم يتمثل بعدد 13 عضوا ضمن الانتخابات الداخلية فإن قيادة الساحة (أي كل المعتقلات عامة) تتمثل ب15 أخ منهم أمناء سر الأقاليم الثلاثة في الساحة بقيادة أمين سر الساحة ونائبين.
ثانيا: نسبة الأسرى في المؤتمر العام الحالي:
تطبيقاً لقرارات المؤتمر العام السابق فإن نسبة الأسرى في المؤتمر هي 10% من العدد الكلي للمؤتمر كحصة خاصة (بمعنى أنه إذا كان عدد المؤتمر 1400 عضواً كما يقال، فإن للأسرى 140 عضواً في المؤتمر تضاف للعدد الأصلي ليصبح 1540 عضو مؤتمر عام).
ثالثا: شروط العضوية للمؤتمر:
ولأنها حصة خاصة وتحت شعار "كلما ارتفعت الشروط والمعايير كلما قل حجم التنافس وقلت الإشكالات الممكنة"، فإنه يكون عضواً في مؤتمر الحركة السابع الأسرى الذين تنطبق عليهم الشروط التالية:
1) أن يكون قد مضى على انتماء الأسير المتواصل في الحركة مدة 15 سنة فأكثر، " العمر 32 سنة فأكثر" حيث تحسب سنوات الانتماء من سنة 17 عام، ما عدا الأخوة الذين سجنوا قبل سن ال 17 ، بحيث تحسب سنوات انتمائهم من تاريخ اعتقالهم، أما الاخوة القادمين من فصائل أخرى، فتحسب سنوات انتمائهم من سنة دخولهم إلى حركة فتح.
2) أن يكون قد مضى على سنوات اعتقاله عشر سنوات فأكثر.
3) أن يكون قد بقي له من الاعتقال خمس سنوات فأكثر.
4) أن يكون عضواً غير خامل (فاعل ونشيط) تنظيماً، وأن يكون قد عمل ويعمل في الهيئات التنظيمية الرسمية المنتخبة أو خارجها ومن خلالها في خدمة الحركة وأبنائها.
5) أن يكون لديه مؤهل علمي مقبول أقله توجيهي، وأن يكون ممن هو مؤهل ثقافيا وحركيا.
6) أن يكون ذو سجل حركي نظيف وخالٍ من العقوبات التنظيمية المتكررة التي تبدأ من التجميد.
7) في حال كان عدد الأسماء التي تنطبق عليها الشروط أكثر من العدد المطلوب (أكثر من 130 أخ) يتم أخذ الأخوة بالترتيب وفقاً لسنوات الاعتقال الأعلى فالأقل، وفي حال التشابه والتوازي يراعى سنوات الانتماء/ الكفاءة التنظيمية/ والمؤهل العلمي/والنشاط الثقافي. أما في حالة كان عدد الأسماء المنطبق عليها الشروط أقل من العدد المطلوب يضاف لاستكمال العدد الأخوة التي تلي أسماؤهم وفقاً لسنوات الاعتقال الأعلى فالأقل أيضاً.
8) إن الأسرى يمثلهم الأسرى، وليس لمحرر من الأسر أن يمثل من ما زالت حريته بين قضبان الزنزانه.
رابعاً: عضوية المجلس الثوري:
1) حصة الأسرى في المجلس الثوري كما اقترحنا سابقاً تكون 10% أيضاً من الأعضاء الأسرى في المؤتمر وهو 13 أخ أسير للمجلس الثوري من أصل 130 أخ أسير أعضاء المؤتمر العام القادم تضاف للعدد الأصلي للمجلس الثوري كحصة خاصة للأسرى.
2) آلية انتخاب الأخوة الأسرى الـ 13 للمجلس الثوري: ينتخب المؤتمر العام للحركة بالإضافة للعدد المطلوب من اللجنة المركزية والمجلس الثوري العدد المطلوب لحصة الأسرى الخاصة بالمجلس الثوري وهي 14 أخ من بين المائة وأربعين أعضاء المؤتمر العام للأسرى.
وبهذا يحصل الأسرى على حقهم في التنافس على مقاعد المجلس الثوري ويتم دخولهم إليه بالانتخاب لا بالتعيين أو الإضافة التي انتظرناها 8 سنوات منذ المؤتمر السادس.
إن كنا قد بدانا ورقتنا هذه بملخص ضمون الرسالة التي أرسلناها للاخ الرئيس القائد العام أبومازن، ومن خلفه قيادة الحركة بالشأن التنظيمي فلأن المؤتمر يدق الأبواب، ما لا ينسينا مطلقا التأكيد على المنجزات الوطنية الفلسطينية في المجال السياسي والميداني والقانوني، وبحقنا التاريخي الذي لا يزول أبدا، ولا ينسينا تسجيل الفخر بالدبلوماسية الفلسطينية وعطاء الميدان في فلسطين، وما لا ينسينا أيضا السعي الدؤوب من أجل تحقيق كل الأهداف الوطنية الفلسطينية بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.
إن نظرة الأسرى باعتقادنا لمنطق الحل السياسي تنطلق من ثلاثة قواعد وركائز أصيلة
الاولى: قاعدة التعامل (بندية) مع الاحتلال:
فكما لا يفهم الا لغة الضغط والقوة فإن مكامن القوة فينا هي قدرتنا على الصمود والثبات في وطننا وأرضنا وحول حقنا، ومكامن القوة فينا بتواصل شحذ الهمم، فنحن المرابطون ما دام الاحتلال يقبع على صدورنا، ونحن المنتصرون للحق والعدل والانسانية وبذا يكون ثمن السلام الباهظ مستحق الدفع.
اما الركيزة الثانية فهي وحدتنا الوطنية :
وأن نُقدم للتعامل مع الاسرائيلي بجسارة متحدين موحدين ملوحين بالقبضات المضمومة حيث وجب، وبالاكف المفتوحة حين تلوح بشائر السلام، فكما علمتنا حركة فتح، أنه بوحدتنا الجامعة وطنيا وضمن القطار العربي وبالتفافنا حول القيادة والقرار المستقل نستطيع أن نزيل العوائق من امامنا ونمتلك سلاحا ماضيا باترا.
أما الركيزة السياسية الثالثة فهي ركيزة تمسكنا الثابت بحقنا التاريخي:
هذا الحق الذي لا يزول، ما نؤكد فيه على المبادرة القوية للرئيس أبومازن بطلب الاعتذار البريطاني ومن ورائه العالم عن مظلمتنا التاريخية منذ وعد بلفور، فالنكبة التي تمثل بحق "المحرقة-الهولوكوست الفلسطيني"، وما يترافق معها من ركيزة الفعل المتواتر، الفعل الشمولي المقاوم بحركة تكامل كل أجزاء الفعل، وكل حلقات العطاء ما بين الداخل والخارج وبين كل الفصائل ولمن في المعتقلات وخارجها فالوطن يجمعنا والقضية لن تفرقنا.
نحن الى النصر أقرب كلما كانت أهدافنا واحدة كتفا لى كتف ويدا بيد كما كان يردد الاخ الرئيس الخالد أبوعمار، ونحن الى النصر أقرب كلما كان سعينا الأصيل بخطى ثابتة في كل المحافل، ونحن بانسانيتنا ورحابتنا، وسعينا للدولة الديمقراطية فوق أرضنا نحفل بالجميع ولا نغمط حق أحد على هذه الأرض كلها مهما كان الظلم الواقع كبيرا، ومهما كان لنا من الضيق ما قد لا يطاق كما نفهم من مسار الفعل لدى الرئيس أبومازن والقيادة.
إن الفلسطينيين أصحاب قضية يؤمنون بالندية وبالوحدة وبالتكاملية وبالفعل النضالي وبالانسانية الجامعة، فلا تتوه عندهم البوصلة ولا تتشعب الطريق، فالله معنا ونحن للفجر القادم عاملون.