نشر بتاريخ: 18/11/2016 ( آخر تحديث: 18/11/2016 الساعة: 09:52 )
الكاتب: فادي أبو بكر
تتعرض فلسطين بشكل شبه يومي إلى مؤامرات وأزمات داخلية كانت أم خارجية، ترمي إلى تفتيت قوى الشعب وحرفها عن بوصلة فلسطين، وأزمة المخيمات خصوصاً مخيم بلاطة تشكل آخر وأبرز هذه الأزمات، والتي يبدو عليها أنها ليست أزمة ستنتهي إن لم يتم احتواءها سريعاً.
عذراً يا تميم فالموت فينا وفينا الفزع، فها هي الطائرة الفلسطينية تهوي بسرعة بشكل لا يمكن التحكم فيه، وها هو الشعب يعايش انقساماً تلو الانقسام وأزمة تلو الأزمة، وفي مقابل ذلك الاحتلال باقٍ ويتمدد و الفلسطيني يُقتل أو يُشرّد.
في سياق المرحلة الدقيقة والتحديات التاريخية التي تواجه الوطن، كان الرئيس محمود عباس قد أمر بتنفيذ برنامج التواصل مع فئات المجتمع في كافة المحافظات، وكُلف الدكتور حسام زملط لتولي هذا الملف الذي يهدف بمجمله إلى توعية المجتمع بطبيعة التحديات التي تواجه الوطن، ولكن لماذا لم يستهدف هذا البرنامج المخيمات الفلسطينية ؟!.
في خضم أزمة المخيمات قال الرئيس عباس أن " أمن المخيمات خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به والاعتداء عليه"، كما دعا اللواء جبريل الرجوب إلى حوار شامل بين المخيمات وقيادة فتح والأجهزة الأمنية، ومن هنا فإنه من الضروري استكمال برنامج التواصل وتحويل الأقوال إلى أفعال و أن تتبنى القيادة الفلسطينية آلية أو خطة للتواصل مع المخيمات في سبيل تفويت الفرصة على من يريد بث السموم في الجسد الفتحاوي والفلسطيني في آن، خصوصاً مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح نهاية الشهر الجاري.
قد يكون من المستحيل أن يكون لدينا مدينة أو قرية أو مخيم خالي من الأخطاء ولكن هذا لا يجعل المدينة أو القرية أو المخيم برمته خطأً. ومن هنا على القيادة الفلسطينية أن تتصرف بكامل المسؤولية الوطنية في علاقتها مع المخيمات، والمطلوب منها المبادرة وليس الاستعداد لأي مبادرة لإنهاء أزمة مخيم بلاطة.
المخيمات الفلسطينية وكعادتها كانت عنواناً للصمود والثبات والبطولة في كل انتفاضة، ولا نتوقع منها اليوم إلا أن تكون عنواناً للوحدة واللحمة الوطنية، وذلك عبر وقوف الشرفاء فيها في وجه أولئك الذين يقدمون مصالحهم على الشعب الفلسطيني.
العالم يتفحص قاموسنا ويقرأ صفحاتنا، وإن كانت اليوم أزمة مخيمات ستكون غداً أزمة قيادات وبعده أزمة حمولات وعائلات وما خفي أعظم. فلنعمل سوياً لإبقاء تاريخنا أبيضاً ولنحتوي السواد سريعاً، ولنطلق ثورة الحب وسنذهل من كم الحب المزروع فينا.