نشر بتاريخ: 19/11/2016 ( آخر تحديث: 19/11/2016 الساعة: 16:39 )
الكاتب: حسن عبد ربه
بعد اعلان قوائم عضوية مؤتمر حركة فتح واقتراب موعد انعقاده تسود أوساط الحركة حالة غير مسبوقة من الحراك المزدوج الاولى وتتمثل في اولئك الذين يواصلون الليل بالنهار في التحرك والكولسة وعقد اللقاءات واجراء الاتصالات والتنسيقات بهدف بلورة صيغة تحالفية لهذا القيادي أو ذاك من الشخصيات الاعضاء في المؤتمر لتأمين وضمان الوصول والظفر باحدى المؤسستين اما المجلس الثوري أو اللجنة المركزية وربما البعض يحاول بلوغ ذلك بهدوء لضمان المنافسة الناعمة بانتظار قرار التعيين وفق ما يسمح به نظام حركة فتح.
وهنا لن اتناول اسماء وردت في الكشوفات ومدى أحقيتها وتاريخها الحركي والنضالي والوطني وتدرجها في المسؤولية التنظيمية ولكن من المؤكد وجود أضعاف هؤلاء من الكوادر التي كان ولا زال لها باع وتاريخ مشرف وشكل رافعة وحيز كبير للحركة في ساحات ومواقع المواجهة مع الاحتلال والمنافسة السياسية ولهم من سنوات الانتماء والمسؤولية ما يفوق العمر الزمني لاشخاص حالفهم الحظ بعضوية المؤتمر وهؤلاء ينتمون لفتح الكفاح والتاريخ والفكرة وليسوا طارئين أو وارثين أو مستوزرين يتمكسون بتاريخهم الحركي المشرف والمشهود له وهذا الواقع يشكل الجزئية الثانية من الحراك للكادر الفتحاوي .
حركة فتح ان لم تتدارك هذا التفاعل قبيل الذهاب للمؤتمر وبعده ايضا فانها ستكون خسرت أو ربما على طريق خسارة مئات أوآلاف الكوادر الحركية والتنظيمية من مختلف المستويات التنظيمية والتي تعتبر نفسها انه تم تغيبيها أو شطبها أو اقصائها من عضوية المؤتمر تحت دواعي وحجج كثيرة ومختلفة وان لم تخسرها في دورها وتأثيرها فقد أصابتها باحباط وخيبة أمل كبيرة وانعدام الثقة والتقدير السياسي التنظيمي والاخلاقي و أما من تم معاملتهم ضمن منطق التجنح فقد اصبحوا خارج المؤتمر بطبيعة الحال ....
واذا كنت ادرك أن المؤتمر وعضويته ليس بمقدوره الاتساع للجميع ولكن يبقى السؤال .. لماذا الاستثناء ؟ لماذا لم يتم بلورة صيغ واليات ابداعية لمعالجة ذلك بعيدا عن الجمود وحسابات الفوز الانتخابي والخسارة ؟ لماذا لم يتم تمكين الكادر ووفق مستويات تنظيمية واضحة من المشاركة في العملية الديموقراطية من باب المساواة في العضوية والعدالة في المنافسة الحركية وتكافؤ الفرص والمشاركة في صنع القرار بدلا من الانتقاء من هنا وهناك ؟
الم يكن الاجدر قبل تحديد عضوية المؤتمر أن يتم استخلاص العبر من تجارب سابقة حركيا ووطنيا وتجارب حركات واحزاب عالمية لديها أضعاف اعداد كوادر حركة فتح ومؤسساتها التنظيمية ؟ واذا كانت عضوية المؤتمر تمثيل أو تمثيلي ألم يكن من الاجدر البحث عن آليات مؤسسية وقطاعية تنظيمية لضمان أفضل تمثيل لجميع كادرات الفئات القيادية السابقة في المؤسسات والمواقع التنظيمية والوطنية ليكونوا جزء من المؤسسة التنظيمية وهيكلها ونظام عملها بشكل ذكي فايهما انحن احوج اليه مقاومة ذكية أم نهوض ذكي للحركة أم كلا الامرين ؟؟؟
انني كعضو في المؤتمر العام السادس وعضو اقليم سابق لسنوات طويلة وعضو في القيادة الموحدة لانتفاضة الحجارة ومنسق القوى الوطنية والاسلامية لسنوات انتفاضة الاقصى في محافظة بيت لحم وووو و...لا أستطيع ان استوعب كيف يتم عقد المؤتمر وقيادات وكوادر انتفاضة الحجارة والاقصى والاقاليم السابقة وقيادات العمل الميداني والنقابي والمؤسساتي ممن كافحوا سنوات طويلة وعجاف في مواجهة الاحتلال والآن يجدون أنفسهم وكأنهم مهمشين وذلك كأنها محاولات لشطب تاريخهم فهل يعقل ذلك ؟ ان هؤلاء ليسوا دخلاء على الحركة وهم شركاء اصيلين واصليين واوفياء لمسيرة فتح وعهدهم للشهيد الرمز ياسر عرفات .
كنت اتطلع أن يشكل انعقاد المؤتمر قفزة نوعية للنهوض بفتح والمشروع الوطني وتجميع الصفوف لاعضاء وكوادر الحركة .
وبطبيعة الحال فان البرنامج الوطني والسياسي لا خوف عليه ولا قلق بشأنه من القدس للاستيطان والانقسام وبناء الدولة ومواجهة الاحتلال ومقاومته فان ذلك بالتأكيد سيكون حاضرا في مناقشات واوراق عمل المؤتمر لكن لا بد من الاشارة الى أن اعظم واروع الافكار والبرامج تحتاج ليس فقط الى قيادة حقيقية لتحقيق ذلك وانما ايضا بحاجة لارادة جادة واليات وادوات قادرة على تحمل ثمن المواجهة مع الاحتلال ....عاشت فلسطين .... عاشت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لأنها أكبر واعظم من الافراد واذا صلحت ونهضت فتح وتعاظم دورها تعاظم المشروع الوطني وتعززت مكانة فصائل العمل الوطني والسياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية والعكس صحيح.