نشر بتاريخ: 22/11/2016 ( آخر تحديث: 25/11/2016 الساعة: 18:22 )
الكاتب: محمد اللحام
المؤتمر السابع لحركة فتح الاسم الأكثر تداولا في وسائل الاعلام هذه الايام وفي كافة النقاشات العلنية منها والسرية والمحلية منها والعربية والدولية كذلك.
من ابرز الملاحظات حجم الاسماء التي تتردد للترشح خاصة للمجلس الثوري للحركة وعدده 80 عضوا يضاف لهم 20 عضوا من اصحاب المسميات المختلفة مثل رؤساء الاجهزة الامنية، وكذلك تتم الاضافة لترتيب بعض التوازنات في حالة وجود فراغات لبعض القطاعات الحركية التي لم تمثل في المجلس.
بينما اللجنة المركزية يتم انتخاب 18 عضوا من المؤتمر ويتم تعيين 4، فيما بعد ضمن منطق التوازنات ايضا وتعبئة أي فراغ للقطاعات المهمة التي قد تغيب في الانتخابات.
التركيز الاكبر على الشأن الانتخابي للثوري والمركزية تحديداً في وسائل الاعلام التي تتسابق في الاستفتاءات وتسمية ابرز المرشحين مع أن الامر المهم والاهم في المؤتمر هو تقييم المرحلة السابقة بكل اوجهها، فيما يتعلق بدور ومكانة الحركة ووضع الخطط، ورسم السياسات العامة للمرحلة القادمة، وتعديل اللوائح والأنظمة الداخلية بما يخدم الحركة وديمومتها.
اعتقد أن الامر الاكثر خطورة وأهمية فيما يتعلق بالشأن الداخلي للحركة يتمثل بحالة الاستنزاف التي مرت وتمر بها فتح نتيجة وجود حالة استقطابية اكثر فعالية من تنظيمات منافسة.
الاغلبية التي ذهبت للالتحاق بحركة فتح رسميا أو مناصرة كان دافعها الاكبر هو الاعجاب بالنموذج التي مثلته فتح "الفدائي" فكان "المغناطيس" الجاذب اسم ياسر عرفات، وكذلك ابو اياد وأبو جهاد ودلال المغربي وأبو علي حسن سلامة ورموز الثورة من الشهداء والقيادات التي شكلت العامل الاهم في الاستقطاب والجذب حتى توسعت دائرة اتباع وأعضاء وأنصار الحركة لتصبح صاحبة أكبر قاعدة تنظيمية والأكثر شعبية على الساحة الفلسطينية.
اغلب من التحق بفتح لم يكن بسبب برنامجها السياسي او فلسفتها ونظامها الداخلي بل جاء ذلك بعد الاثر للنموذج والتاثر به .
ليبرز السؤال اليوم: أين النموذج "المغناطيس" الذي تقدمه فتح لهذا الجيل الذي يجهل أبو عمار وأبو جهاد ودلال؟
ما هي البدائل والأدوات لدى الحركة لتسويق نفسها والمحافظة على عناصرها ومؤيديها واستقطاب المزيد؟
هذا السؤال الذي يحتاج لدراسات وأبحاث مهتمة من قبل قيادة الحركة وكل وطني وفتحاوي غيور على رقي فتح وديمومتها.
المؤتمر سيعقد على مدار ايام ويختتم بانتخابات للثوري والمركزية إلا أن ايامه الاولى ستكون محط نقاش للبرنامج السياسي والنظام الداخلي والعديد من الامور الحركية التي اتوقع أن تصل فتح فيها إلى استحداث واستنباط ادوات واليات تشكل "مغناطيس" جاذب للشارع الفلسطيني، إن كان عبر تطوير البرنامج السياسي ليتلامس اكثر مع رغبة وميول الشارع، أو إن كان من خلال تطوير مؤسسة مفوضيات الحركة وصولا لنجاعة في اشباع الحاجات الوطنية لكافة القطاعات باهتمام فكري تعبوي حركي وطني يعيد للحركة الضياء والبهاء. وكذلك مراجعة واصلاح اليات اختيار اعضاء المؤتمر العام التي تسببت في غضب وانزعاج لغياب اسماء مستحقة ومرور البعض غير المستحق في هامش للخطأ يمكن تقليصه وتعديله .
لا أن يكون المؤتمر كما يفهمه البعض وسيلة لتحسين المكانة الوظيفية وإشباع الكروش والجيوب.
وللتذكير ودون نسيان انه كما للمغناطيس قطب جاذب هنالك قطب طارد ايضا .