نشر بتاريخ: 28/11/2016 ( آخر تحديث: 28/11/2016 الساعة: 15:31 )
الكاتب: فؤاد سليمان
وعلى جرحِ مَدينتي
وَقفَ الموتُ أمَامَ مهْد السَّلامْ
يخْنقُ الأجْراسْ
يقْتُل المحْرومين من الحياةْ
روما تُبْعثُ من جديدْ
روما تصْلب رغْبتي في الحياةْ
روما تحْبسُ الأنْفاسْ
تكْتُم الأجراسْ
يصْلبون مدينةَ ميلادِكَ وعلى صمْت العالمِ الخشبيْ
حيْث النُّور يسوع صديق الضعفاءْ
وتحاصِرُ ميلادك يا رُوح اللهْ
يا رفيق المحْرومينْ
صَلبوا وَطَني وَعَلى مذْبحِ الأوْطانْ
يا رفيق المضطَّهدينْ
كُلُّهم خلْف قيصرَ يخْتبئونْ
تركُوا جرْحي ينْزفُ في مهْد السَّلامْ
وتَنوحُ الأجْراسُ بقهْرٍ
ويُواسيها تكبير الأذانْ
في المهْد يحلِّقُ نورٌ يعلو أسْوار روما يقبِّلُ أقْصانا
يشْكو للمعْراجِ فيهْديه السَّلامْ
ويُسَلِّمُ نُورُ المَهْدِ على قبَّةِ الصَّخْرةْ
يُؤْنِسُها رغْمَ الظَّلامْ
يقْتسِمان الآلام
في صمْت الكلامْ
يا يسوع السَّلامْ
يؤلمُنا مخاضُ الحياةْ
نتأرْجَحُ بين الصَّمْتِ وبين الموتْ
كُلُّهم خلْف قيصرَ ينْتَظِرُونْ
يصْنعون لنا حلْمًا وسُيوف الخشَبْ
كُلُّهم خلْف قيصرَ يقْتَسِمُونْ
يرْسُمونَ لأبناء مَدينتي درْبًا للتعبْ
يا يسوع السَّلامْ
غيمةُ الأحْزان تُلاحقُنا
شمْس الغُرْبةِ تحْرقُنا
وخرائط المنْفى تعْرفُنا
ومهْر قضيَّتنا في المنابر تقْتُلُنا
يا مسيحَ المقْهورين
هل حُبُّ الأوْطان خطيئةْ؟!
من إذن ليْسَ له خطيئةْ
فلِماذا جَعَلُوني بخطيئةْ؟!
وخَطِيئَتهم في أرضي أليست خطيئةْ؟!
مَنْ يُبْطِلَها
مَنْ سَيَمْسَحُها؟
يا مسيح المقهورين
سرَّبُوا الجوعَ لنا من فُرْقَتِنا
فامْسَحْ ظَلامَ بَصائِرِنا
امسحْ جرْحَنا
باركْ خُبزَنا
امسحْ دمْع الأحْزانْ
أرْجعْ للأهل المُغْتربين بصيرتهم للأوطانْ.