الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في اليوم الأول لمؤتمر فتح السابع " فتح وطن...."

نشر بتاريخ: 28/11/2016 ( آخر تحديث: 28/11/2016 الساعة: 15:34 )

الكاتب: عدنان نعيم

الفتحاويون سينتصرون لحركتهم في المؤتمر السابع، واعتقد من السياق التاريخي لحركة فتح، أن مؤتمرها سينجح وتخرج فتح أكثر قوة من ذي قبل، ففي مراحل ومعارك كثيرة صعبة وخطيرة عاشتها فتح ، معارك بكل الانواع والمستويات في الداخل وفي الشتات و مع انظمة ودول حاولت سرقة الحركة والاستحواذ على قرار فتح ، و في لحظات اعتقد البعض انها ستضعف وتنهار، عاركتها فتح بإصرار ثوري وخرجت اكثر قوة وصلابة، وان هذا المؤتمر الذي ستخرج فتح منه اكثر تماسكاً تنظيماً ووحدةً سينعكس ايجابيًا بالمطلق على الحركة الوطنية الفلسطينية التي تعيش ظروف غاية في الصعوبة (الانقسام ، المجلس الوطني التمثيلي لكل الفلسطينيين يحتاج الى تجديد شرعية التمثيل الفصائلي و سياسات اسرائيل العدوانية التي تتطلب وحدة الصف الفلسطيني و عمق عربي منكسر مدمر ).

يرى كثيرون أن المؤتمر فُصل على مقاسات محددة، وأنه ظَلم وأَجحف بحق كثيرون، وأنه مؤتمر انتخابي وليس برنامجي، ولكن يرى أكثر بكثير من هؤلاء ان المؤتمر يعبر عن جرأة وقوة فتح على إجراء عرسها الديمقراطي حتى في أحلك الظروف، وانها جاءت ضمن اجراءات طبيعية كفلها النظام الداخلي لحركة فتح، فمن الناحية الديمقراطية الحزبية طبيعياً ان يرافق ما قبل واثناء المؤتمر الكثير من الخلافات والمواقف المتباينه، وحتى التحريض أحياناً والتكتلات والطموح الفردي لأشخاص يطمحون بتولي مناصب قيادية حركية، وطالما هذا حق يكفله النظام ، وطالما انه تكليف انتخابي حركي وليس تشريف فانه يبقى سلوكاً ديمقراطياً طبيعياً.

وقد يقولون أن كثيرون ينوون الترشح لمواقع قيادية، واين المعضلة في ذلك ، في حق الاعضاء في الترشح والتنافس سواء على عضوية المجلس الثوري أم عضوية اللجنه المركزية، وحتى لو كان عدد المتنافسون كثيرا ، فكلمة الفصل تقولها نتائج صناديق الاقتراع والالتزام بالنتائج يكون سيد الموقف .
الضالعون بالعمل السياسي والحزبي يرتاحون لهذه "المعركة العرس الانتخابي"، سيما وانه سينبثق منه قيادة منتخبة ديمقراطياً وممثلة لهم، ولان فتح حركة حية متنامية وجذورها خضراء فهي تنمو وتكبر وسط حياة مليئة بالعطاء ويتخللها صراعات وخلافات حول من هو الاصح والافضل وهي تجدد قياداتها بجيل من الشباب المعطاء والمخلص والذي لا يقل إخلاصا وعطاءاً من القيادة المؤسسة والجيل الاول والثاني من فتح ، وإلا لو كانت حركة فتح ساكنة جامدة لماتت وطواها الدهر، ففلسفة التاريخ تقول (أن الموت في التماثل والتناقض سمة هذا العصر). والنجاح المنتظر و المؤكد لمؤتمر حركة فتح، هو خطوة أولى وصحيحة ومتماسكة على سكة ترتيب البيت الفلسطيني، إذ من الضرورة ، ان المؤتمر سيؤسس لمرحلة قادمة وهي الالتفات للداخل حيث المجلس الوطني الفلسطيني والمؤسسات التمثيلية للشعب الفلسطيني من حيث تجديد الشرعيات ولاحقاً اعادة بناء جديدة تتوائم مع متطلبات المرحلة القادمة، وانهاء الانقسام .
وهكذا كفلسطينيين وكحركة وطنية تقودها حركة فتح، نقطع الطريق على كل العابثين والمغرضين وتكرس سياق ديمقراطي فلسطيني عربي، يؤسس لمرحلة من الاستقرار السياسي الفلسطيني على الاقل.