الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خيارات عباس ما بعد المؤتمر السابع...؟

نشر بتاريخ: 29/11/2016 ( آخر تحديث: 29/11/2016 الساعة: 15:18 )

الكاتب: حسام الدجني

في مقالنا السابق تحدثنا عن خيارات دحلان ما بعد المؤتمر السابع، وتحدثنا عن أربعة سيناريوهات كانت على النحو التالي:
السيناريو الأول: بناء استراتيجية إعلامية لمهاجمة مخرجات المؤتمر السابع على صعيدي البرنامج والاشخاص وصولاً لخلق رأي عام فتحاوي وفلسطيني رافض لهذا المؤتمر ولنتائجه.
السيناريو الثاني: عقد مؤتمر فتحاوي موازٍ ومؤسسات تنظيمية موازية تنتخب دحلان رئيساً لها كمدخل لتحقيق السيناريو الثالث.
السيناريو الثالث: إجراء اتصالات مع حركة حماس وباقي مكونات النظام السياسي الفلسطيني والتوافق معهم على أفكار تتمثل في امتلاك زمام المبادرة مثل:

• الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يشارك فيه دحلان كرئيس لحركة فتح ويتم الدعوة لعقد مجلس وطني فلسطيني تحتضنه القاهرة وينتخب مجلسا مركزيا ولجنة تنفيذية جديدة، ولو وافقت حركة حماس وبعض فصائل اليسار من الممكن أن يتحقق النصاب القانوني.
• التوافق مع حركة حماس لتشكيل إدارة مشتركة في قطاع غزة وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، ويبدأ فعلياً تطبيق توصيات مؤتمرات عين السخنة.

السيناريو الرابع: بقاء الوضع على ما هو عليه قبل إجراء المؤتمر السابع مع زيادة وتيرة العمل الاجتماعي والانساني الذي تقوده زوجته جليلة دحلان وانتظار أن يحدث تغير ما يخدم عودة محمد دحلان لفتح.

في مقالنا هذا سنتحدث عن خيارات أو سيناريوهات الرئيس محمود عباس ما بعد المؤتمر السابع على النحو التالي:

1. سيناريو بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، بمعنى أن الرئيس عباس سيبقى يناور في ملفات عدة دون أن يقدم أي تنازل لأي طرف داخلي على مستوى المصالحة مع حماس او دحلان. أو خارجي على مستوى عملية السلام، وقد تبرز المقاومة الذكية التي تحدث عنها عضو مركزية فتح محمد شتية ضمن هذا السيناريو الذي يهدف لكسب مزيد من الوقت يتم خلالها سد الثغرات وملئ الشواغر في كل المناصب السيادية داخل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح.

2. سيناريو الذهاب للمصالحة الوطنية عبر تقديم بعض التنازلات في الملفات العالقة ويشكل الرئيس حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس وهذا سيمنح الرئيس قوة سياسية ودبلوماسية وقانونية تبرزه كقائد لكل الشعب الفلسطيني، وهذا السيناريو سيكون بمثابة إغلاق ما تبقى من فرص للنائب محمد دحلان، بل سيصبح أنصار دحلان هدف للحكومة الجديدة.
3. سيناريو قبول شروط الرباعية العربية المطالبة بعودة النائب محمد دحلان لحركة فتح، ولكن ستكون عودة دحلان حينها دون أي مسميات قيادية، وهذا سيعقد فرص تحقيق طموحات دحلان السياسية.
4. السيناريو العقلاني ويتمثل في المصالحة مع دحلان ومع حماس وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني والاعلان عن انطلاق مرحلة نضالية جديدة سلمية ومسلحة ضد الاحتلال الصهيوني.

الخلاصة: إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تعاني من عدة أمراض، فإما أن يكون المؤتمر السابع هو البلسم الذي تتعافى بعده حركة فتح وتعود لريادتها ومكانتها في المعادلة السياسية وهذا لن يتم طالما الحركة بقيت بعيدة عن تبني وتطبيق مبدأ الكفاح المسلح، أو أن يكون المؤتمر السابع الذي يعقد مصادفةً في ذكرى قرار التقسيم، أن يقسم المؤتمر حركة فتح، فتدخل الحركة في غيبوبة أو موت سريري نتيجة هذا الانقسام وهذا سينعكس سلباً على النظام السياسي الفلسطيني. ولذلك ما يتمناه شعبنا أن تخرج فتح من مؤتمرها أكثر قوة وتماسكاً ووحدة، وأن تعود البوصلة لمسارها الصحيح.