نشر بتاريخ: 05/12/2016 ( آخر تحديث: 05/12/2016 الساعة: 10:48 )
الكاتب: عقل أبو قرع
مع الانتهاء من المؤتمر السابع لحركة فتح، لا يجادل أحد بأهمية البدء بالتغيير ومن خلال مسارات مختلفه، ولا يجادل أحد بأن التغيير المبرمج والواضح والشفاف، هو من الامور الحتميه من اجل التطور والتعلم ومواكبة المستجدات التي تحدث بسرعه عندنا ومن حولنا، حيث في أوضاع من الجمود، تحتاج ألمجتمعات والشعوب الى التغيير، الى التغيير الابجابي من أوضاع قاتمة الى أوضاع تبعث على ألامل والتفاؤل، وللبدء في التغيير ومن ثم قيادتة وهو الاهم، تحتاج ألمجتمعات الى قادة، تتمتع بألتاثير والاقناع وتملك الرؤيا والاسلوب، وهذا ما تم في العديد من المجتمعات، التي انتقلت من مرحلة الى اخرى.
ومع الانتهاء من إجتماعات المؤتمر السابع لحركة فتح، والتي تمت في ظروف واوضاع غير مشجعة، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، وفي ظل احتقان وجمود شديدين، سواء من حيث الجمود السياسي وانسداد افق اي انفراج في المسيرة السلمية، وبالاخص في المدى القريب، وفي ظل تغيرات وتعقيدات اقتصادية واجتماعية حدثت وتحدث عندنا، وفي ظل اوضاع عربية ودولية ليست في صالحنا على الاطلاق، في ظل كل ذلك فأنه من المتوقع أن تبادر أكبر كتله وطنية مؤثرة، اي فتح بعد مؤتمرها السابع، بالبدء بالتغيير وفي قيادة التغيير وفي أتجاهات متعددة.
وفي ظل هذا الواقع، فأن هناك الكثير من الاسئلة، التي يتوق المواطن والناس للحصول على اجابة عليها، وبالاخص في هذا الوقت بالذات، مع التغيرات السريعة التي تتم في المنطقة، ومن حولنا في العالم، ومع اعادة ترتيب الاولويات، ومع التغيرات الايدولوجية واتجاة المجتمع الاسرائيلي اكثر نحو اليمين بل اليمين المتطرف والتدين والتعصب والابتعاد عن أية مبادرة أو مسار سلام ممكن، ومع تكريس أو تجسيد واقع مختلف عندنا، على الارض ، ومع مواصلة الانقسام والتفتت والجدال حول ذلك.
ومع انتهاء مؤتمرها السابع، من المتوقع أن فتح ستكون اقوى وذات سياسات أوضح ومع خطه عمليه تنبع من احتياجات ومن طموحات الناس، وربما شكل وما زال يشكل اطارها الحركي الفضفاض والمرن، والبعيد عن التعصب الايدولوجي، الذي لا يتلائم مع الالتزام الفكري المتشدد، سواء من اليسار او من اليمين وما يتبعهما سر قوتها، وربما شكلت قدرتها على التكيف وعلى اعادة الململة وتوحيد التشتت رغم الصعاب، وعلى اخذ زمام القيادة مرة تلو المرة توقعات النجاح، وربما شكل قربها الاكثر الى نبض الناس والى تطلعاتهم والى العفوية والواقعية في طروحات المسارات المختلفة، الى بقاؤها كقائد لا منازع له حتى الان، سواء فيما يتعلق بقيادة أو تغيير دفة المسارات السياسية او التلائم مع احتياجات المرحله.
وبدون جدال، وحين الحديث عن أهمية والحاجه الى التغيير وعن المبادرة او عن حتمية اخذ زمام المبادرة، فأن المواطن العادي والناس والغالبية منهم، وحتى الخبراء والمفكرين والمختصين والمحللين وبانواعهم، يعرفون انة وبدون "حركة فتح"، او بالادق بدون قيادة أو مبادرة "فتح"، فأن التغيير المنشود وبأي مسار كان، لن يتم، بغض النظر عن نوعية وعن مدى وعن توقيت اوعن اهمية هذا التغيير.
ومع الانتهاء من اجتماعات مؤتمر "فتح"، تتجلى اهمية قيادة " فتح" للتغيير، وبالتحديد في الوقت الحالي، حيث يتواصل الانقسام والتفتت، وحيث تتعمق هشاشة الاقتصاد وثقافة الاعتماد على الاخرين، رغم تواصل تناقص وشحة هذه المساعدات، من مساعدات ومن مانحين ومن مشاريع مرتبطة بقرار سياسي او بضغط سياسي، وحيث ازدياد التشرذم الاجتماعي والثقافي والتفكك الذي اصبح ينخر ليس فقط في النظام السياسي الفلسطيني ولكن في المجتمع قاطبه.
ومع الانتهاء من مؤتمرها السابع، وبالتالي اتخاذ قرارات وتحديد استراتيجية جديده نحو التغيير،فأن " حركة فتح" ما زالت هي الملاذ الذي يستطيع لم أو احتواء أو جذب، معظم شرائح هذا المجتمع، والذي يستطيع قيادتهم وبنوع من الثقة والامان والطمأنينة وحتى العفوية والواقعية نحو التغيير الذي يطمحون به، وبالتالي يبقى السؤال الاهم هو ليس حول قدرة فتح، وكما فعلت في الماضي، على التغيير، ولكن هو هل سوف تترجم نتائج أو مخرجات المؤتمر السابع نحو التغيير الذي يريده الناس.