نشر بتاريخ: 06/12/2016 ( آخر تحديث: 06/12/2016 الساعة: 15:01 )
الكاتب: أسامة عجاج
استطاعت حركة فتح إنهاء أعمال مؤتمرها السابع، والذي استمر ستة ايام كاملة، في يسر وسهولة،وتكللت فعالياته بنجاح ملحوظ، رغم ماسبقه من ضجيج،مجموعات من المعارضين لقيادة الرئيس محمود عباس للحركة،والمطالبين بعودة القيادي المفصول محمد دحلان إلي عضويته، في اللجنة المركزية للحركة، ورغم الضغوط الإقليمية التي سبقته لمنع عقد المؤتمر، رغم تأخره لعامين كاملين، فقد كان من المفروض ان يلتئم في عام ٢٠١٤.
وتشير القراءة المتأنية لأعمال المؤتمر - وكنت أحد المدعوين للمشاركة فيه ومراقبة أعماله - إلى انه حقق العديد من النجاحات،يمكن ان نتوقف عند بعضها،ومنها :
أولا: نجح مؤتمر حركة فتح في استعادة الزخم للتأييد الدولي للقضية الفلسطينية، وكان ذلك واضحا في عشرات الوفود الرسمية والحزبية التي قبلت بالمشاركة في المؤتمر، ووصل عددها إلي ٦٠ وفدا، تحدث ممثلوها عن مواقف متميزة في دعم القضية الفلسطينية،وفي المقدمة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة،الذي قرأ رسالة من بان كي مون في نقد الاحتلال الإسرائيلي، والدعم المنقطع النظير للقضية الفلسطينية، ومنها أيضا منسق الأمم المتحدة لعملية السلام، وممثلو العديد من الأحزاب الأوربية، من السويد وفرنسا، ومن مجموعة الاشتراكية الدولية،ومن الاتحاد الأوربي، كما شارك ايضا قيادات حزبية عربية، من مصر والتي مثلها محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، وعاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع، اللذان تحدثا عن العلاقة التاريخية التي تجمع مصر بالقضية الفلسطينية، وحسام عيسي يونس مقرر جمعية الهوية المصرية، كما شاركت وفود من تونس والمغرب والسودان والكويت، وأحزاب كردية عراقية.
ثانيا : أحدث المؤتمر توافقا حول البرنامج السياسي للحركة، ومن بعدها منظمة التحرير والسلطة الوطنية للمرحلة القادمة، بعد أن قدم الرئيس محمود عباس كشف حساب للفترة السابقة، التي تولى فيها المسئولية، سواء رئاسة الحركة أو السلطة الوطنية الفلسطينية، وتحدث ابو مازن مطولا عن بنود برنامج الحركة، والذي يتضمن الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، وتحقيق الاستقلال، والتمسك بالسلام خيارا استراتيجيا، والعمل على ان يكون ٢٠١٧ عاما لإنهاء الاحتلال، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين،وحل قضايا الوضع النهائي،ورفض الحلول الانتقالية او المرحلية او المجتزأة، او الدولة ذات الحدود المؤقتة،ودعم المؤتمر الدولي للسلام الذي تشرف عليه فرنسا، وبذل الجهود الممكنة لإزالة أسباب الانقسام،وتحقيق المصالحة الوطنية،عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والانتخابات المحلية، واستمرار بناء المؤسسات.
ثالثا : كشف المؤتمر ملامح تقارب بين فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية، مما يؤشر بإمكانيات نجاح محاولات المصالحة الفلسطينية، وكان هذا واضحا في السماح لممثلي فتح في غزة بالمشاركة، بل ومشاركة وفد من حماس والجهاد الإسلامي في المؤتمر، والرسالة التي بعث بها خالد مشعل إلي المؤتمر،وحفلت بأفكار حول الشراكة في الوطن والحكم، وإعلان الاستعداد التام لكل مقتضيات تلك الشراكة، ورد الرئيس عباس على الهدية بأفضل منها، عندما عبر عن امتنانه لرسالة خالد مشعل، كما كانت كلمة أيمن عودة رئيس القائمة الوطنية في الكنسيت الإسرائيلي، إحدي اهم الكلمات لأنها مثلت رسالة دعم من عرب ٤٨ لعباس والقضية الفلسطينية.
رابعا : كرس المؤتمر من جديد شرعية الرئيس محمود عباس، من خلال اعادة انتخابه رئيساً للحركة، بالإجماع وبدون منافسة من أي من اعضاء المؤتمر، خاصة أن الرجل مستهدف داخليا من خلال التشكيك في قدرته،على ادارة صراع بحجم القضية الفلسطينية، واتهامات بعدم تحقيق اي انجاز، ومستهدف خارجيا من خلال الضغط عليه للقبول بمصالحة مع محمد دحلان،والذي يتم تقديمه من جهات عديدة على انه البديل، وقد خرج ابو مازن من المؤتمر أقوى مما كان عليه ، مسنودا على شعبية عريضة، كشفت عنها كوادر فتح في المؤتمر.
خامسا : نجح في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، من خلال الانتخابات التي تمت للجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، وبعيدا عن كل مايقال حول رغبة السلطة في نجاح هذه القائمة او تلك،فقد كانت انتخابات شفافة، نجح فيها من نجح من القيادات التاريخية للحركة، او جيل الوسط او الشباب، وحفلت بمفاجآت غير متوقعة، مثل عدم نجاح قيادات مهمة داخل فتح، مثل دكتور نبيل شعث او الطيب عبدالرحيم أمين عام الرئاسة،وبهذه الانتخابات ينفتح الطريق امام انعقاد مجلس وطني فلسطيني خلال الفترة البسيطة القادمة، لاستكمال إجراءات اعادة ترتيب البيت على المستوي الفلسطيني،دون اي تدخلات خارجية من اي جهة من الجهات.