الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسير مروان البرغوثي: كان صوت الحرية عاليا في مؤتمر فتح السابع

نشر بتاريخ: 08/12/2016 ( آخر تحديث: 08/12/2016 الساعة: 10:48 )

الكاتب: عيسى قراقع

صدم نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة من حصول الاسير مروان البرغوثي على اعلى الاصوات في مؤتمر حركة فتح السابع الذي عقد في رام الله يوم 29/11/2016 حيث حصل على رقم واحد في اللجنة المركزية المنتخبة.
ربما نتنياهو لم يسمع مروان البرغوثي وهو يقول: انا صناعة فلسطينية 100% ،والذي صنع مروان البرغوثي هو الشعب الفلسطيني وانا اعتز بذلك، واذا كان ثمن حرية الشعب الفلسطيني ان نسجن وان نعاني وان نعذب فنحن مستعدين لذلك وهذا ليس كثيرا.
مروان البرغوثي الذي لا زال حيا وقائد وممتدا وعميقا بحضوره السياسي والانساني في كل مكان، يقلق دولة الاحتلال وجنرالات الحرب في اسرائيل ، فلم تستطع خمس مؤبدات واربعين عاما ، والف باب وباب ان تعزل هذا القائد عن شعبه ومؤسساته ،وكلما زادت سنوات اعتقاله زاد صوته قوة واندفاعا ليكون رمزا للحرية المنشودة وللنضال المشروع ضد الاحتلال.
خاب ظن الطائرات الاسرائيلية التي حاولت اغتياله، وخاب ظن شارون وموفاز الذين تمنوه رمادا في جرة، وخاب ظن السجانين الذين عزلوه لأكثر من عامين ، خاب ظن المحققين الذين فشلوا في انتزاع اعترافات منه بالتعذيب والتنكيل القاسيين ، وخاب ظن قضاة المحكمة العسكرية الذين وجدوا امامهم شخص يحاكم دولتهم المجرمة ويرفض الاعتراف بشرعية محاكمهم وقضائهم، وخاب ظن إدارة السجون التي عزلته في قسم العزل الجماعي في هداريم لتجد امامها قائدا حصل على الدكتوراه داخل السجن، وفجر ثورة التعليم والامل في صفوف الاسرى، ورشحه العالم لجائزة نوبل للسلام، كان طائرا فوق الاسلاك.
إن مؤتمر حركة فتح السابع بانتخابه البرغوثي باعلى الاصوات، قد انتخب الحرية المقدسة التي يناضل ويضحي شعبنا في سبيلها، وانتخب صاحب الصوت الذي قال للعالم: ان اليوم الاول للسلام هو اليوم الاخير من عمر الاحتلال، وانتخب صاحب النبوءة العنيدة وهو يقول حتما الاحتلال الى زوال، ولا سلام مع الاحتلال والاستيطان، وسأكون في القدس عاصمتنا قريبا مع صوت الأذان وقرع الاجراس واحتفال الملائكة في اعياد الميلاد.
الفتحاويون انتخبوا من يمثل وجعهم الانساني، ومن ينتصر لأرواح الشهداء وعذابات وتضحيات الاسرى وأحلام اللاجئين والمبعدين، وقد صدقه الفتحاويون وهو يؤكد لهم دائما الاحتلال يعيش نهاياته، الاحتلال تقبض على انفاسه الفاشية والعنصرية والفساد الاخلاقي، وان رحلة المعاناة الطويلة لشعبنا الفلسطيني العظيم ستنتهي .
الفتحاويون انتخبوا مروان البرغوثي رفيق الشهيد ياسر عرفات، وذراعه الميدانية في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ولأنه ينادي دائما بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام اللعين، وينادي بتحرير الاسرى وبتعزيز صمودهم و صمود عائلاتهم ، وهو الذي قال لنجعل عام 2017 عام الحرية والاستقلال وعام الوحدة الوطنية وعام تحرير الاسرى.
الفتحاويون انحازوا للحرية ولتضحايتهم التاريخية بانتخاب مروان البرغوثي الذي يتطلع ان يكون مؤتمر فتح يوحد ولا يقسم، يقوي ولا يضعف، مؤتمر يشكل مرحلة جديدة في تاريخ الحركة يكون قادرا على رسم برنامج سياسي جديد، ويؤكد على الثوابت الوطنية الفلسطينية، ويجري تطويرا على النظام السياسي واللوائح الداخلية تتناسب مع المرحلة ومع اتساع قاعدة الحركة، ومع تكريس حياة ديمقراطية حقيقية فيها ، ومؤتمر يكون محطة لتجديد القيادات في الهيئات القيادية.
الفتحاويون انتخبوا البرغوثي لأن مشروعه مشروع وطني ثقافي مبني على رؤية لإنجاز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وصاحب رؤية الدولة المدنية الديمقراطية، فصل السلطات، احترام المرأة وانصافها ، احترام التعددية السياسية وحمايتها، احترام حرية العقيدة والتفكير والرأي والتعبير، ويتطلع الى دولة يكون فيها للقضاء دورا حاسما وقويا لاحقاق الحقوق والدفاع عن قضايا الناس.
الفتحاويون انتخبوا البرغوثي ردا على الهجمة الاسرائيلية على الاسرى والتعاطي معهم كمجرمين وارهابيين مجردين من مكانتهم القانونية والسياسية، وقد قال مؤتمر فتح بانتخاب البرغوثي ان هؤلاء الاسرى هم اسرى حرية ومقاتلين شرعيين، وانه لا يمكن ان يتحقق سلام عادل على هذه الارض دون حرية الاسرى واطلاق سراحهم واحترام اسرائيل للقانون الدولي الانساني و للشرائع الدولية.
الفتحاويون باتنخابهم البرغوثي بأعلى الاصوات، دقوا بقوة واصرار على جدران السجون، كسروا القيود عن الاسرى المؤبدات والقدامى والمرضى والاطفال والمعزولين والاداريين، وقفوا وجها لوجه امام جريمة منظمة تجري في ساحات السجون.
الفتحاويون انتخبوا مروان البرغوثي ، وتحولوا الى نبع ماء للحرية تسري في اجساد وارواح الاسرى المضربين عن الطعام ضد اعتقالهم الاداري، انس شديد واحمد ابو فارة وعمار الحمور وكفاح حطاب، وكان هذا التصويت المدوي هو صرخة ونداء للعالم وللمجتمع الدولي بالتحرك لوقف سياسة الموت الممنهجة بحق الاسرى.
الفتحاويون حملوا صورة مروان وصورة شادي فراح اصغر اسير فلسطيني، وساروا على درب الآلام ولحماية طفل المغارة من الملاحقة والتعذيب والقتل، وكان التصويت العالي هو البشارة في فضاء ليالي الميلاد المتعطشة للمحبة والحرية والسلام.
بعد 15 عام داخل السجون، يفتح مؤتمر فتح كل الابواب الموصدة عن مروان البرغوثي، وعن كافة الاسرى، والجميع دون استثناء وفي كافة ارجاء الكون سمعوه يقول: الاحتلال قد مات ولا مستقبل له ،وان على اسرائيل ان تشيع جثمان هذا ،الاحتلال الى مقبرة الفاشية والنازية والعنصرية والارهاب.
وظلت كلمات مروان تتردد حاضرا ومستقبلا : لن تستطيع الجدران والحواجز والاعتقالات والمستوطنات والاغتيالات والحصار انقاذ الاحتلال، لا طعم للحرية الشخصية في ظل عبودية الاحتلال.