نشر بتاريخ: 08/12/2016 ( آخر تحديث: 08/12/2016 الساعة: 14:36 )
الكاتب: رمزي النجار
بعد انتهاء المؤتمر السابع لحركة فتح أعماله بنجاح كبير بغض النظر عن المخرجات في افراز قيادة الحركة التي ابقت القديم على قدمة في اللجنة المركزية والتغيير الذي لا يرى في الثوري، إلا أنه يجب الوقوف أمام حقيقة واحدة وهي قوة شخصية الرئيس الحوت محمود عباس القائد العام لحركة فتح، ومن خلال مشاركتي في المؤتمر أصريت على مراقبة الرئيس الحوت وتحركاته عن قرب للتأكد من بعض الحقائق التي اندهشت منها على عكس الاشاعات والاقاويل التي كانت تروج عن صحة الرئيس والكلام الكثير حول نائبه الذي سبق عقد المؤتمر .
فالرئيس الحوت خلال أعمال المؤتمر كان في قمة نشاطه وحيويته المعتادين، متواجدا مع المؤتمرين باستمرار ومتابعا لهم من خلال شاشته الصغيرة في مكتبه بجوار قاعة الشقيري، وفجأة تراه بين المؤتمرين لحل الاشكاليات بمقترحاته الايجابية وزيارته لاجتماعات اللجان وسيطرته المطلقة على اعمال المؤتمر، وأثبت من خلال مواقفه العديدة في المؤتمر أنه الأحرص على نجاح المؤتمر من خلال متابعته لكل صغيرة وكبيرة ، بالإضافة إلى أنه أعاد إلى المؤتمرين درجة من الثقة بالنفس بأن فتح باقية وقوية بقيادتها وأعضائها من خلال تشجيع ودعم الشباب والمرأة الشابة بغية خلق جيل قادر على تولي مسؤولية المستقبل والنهوض بحركة فتح ورفع رايتها خفاقة، ولعل أكثر شيء لفت انتباهي خلال خطاب الرئيس الطويل الذي استمر ثلاث ساعات في الجلسة الثانية للمؤتمر الذي حدد فيه برنامج الحركة السياسي والبناء الوطني بأن الرئيس بصحة جيده ولا يعلو صوت فوق صوت الرئيس، كما ظهرت ابتسامته وروح المداعبة ومزاحه المتكرر مع المؤتمرين خلال مده فتره خطابة وشجاعته وجرأته في تقييم بعض الامور، والتأكيد للأجيال على قراءة التاريخ وتصفحه جيدا، وأثبتت صراحته العلنية في بعض القضايا العربية والدولية أنه شخصية سياسية مخضرمة يعرف ماذا يقول بإيصاله جملة من الرسائل للأصدقاء قبل الاعداء بأن فتح واحدة موحدة وأنه منقذ حركة فتح من العبث بتاريخها، وأن دولة فلسطين للفلسطينيين والاحتلال إلى زوال، كما لفت انتباهي خروج جميع المؤتمرين مرتاحين البال من خطاب الرئيس رغم حبسهم في القاعة اكثر من ثلاث ساعات دون تدخين أو الذهاب هنا وهناك .
باختصار أنه الرئيس أبو مازن حوت العنبر الذي يعيش طويلا ويصعب اصطياده وينفذ بجلده من بين رماح الصيادين وأوقع خسائر كبيره في صفوفهم بفضل امتلاكه أكبر دماغ سياسي، وتميزت مادة العنبر الموجودة في دماغه قدرتها على طرد السموم من جسم حركة فتح وكل العابثين بوحدتها، كما تميزت مادة العنبر نحو إضاءة الطريق أمام الشباب ورعايتهم من أجل مستقبل الحركة، فالرئيس الحوت قادر على تحديد الاتجاه والمسافة التي سيسير فيها مع حركة فتح مما يساعده على الوصول الى عمق كبير من الهدف تحت المياه حتي وان كان لا يوجد ضوء فيها، فالرئيس أثبت من خلال مواقفه العديدة أنه لا يحب أن يعبث معه أحد، لذا على كل من يحاول اللعب مع الرئيس الحوت فهو الخسران .