نشر بتاريخ: 20/12/2016 ( آخر تحديث: 20/12/2016 الساعة: 14:21 )
الكاتب: النائب ماجد أبوشمالة
لا يوجد في القانون الأساسي المعدل أي ذكر لهيئة مكافحة الفساد التي شكلها الرئيس عباس بقرار بقانون مستغلا الصلاحيات الممنوحة له وفقا للمادة (43) التي تتيح له التشريع "قرار بقانون " بما لا يخالف نصوص القانون الأساسي وعند عدم انعقاد المجلس التشريعي وفي حالات الضرورة ,وتضمن القانون الأساسي الفلسطيني في المادة (1) لسنة 2005 قانون الكسب غير المشروع ونص على إنشاء هيئة يرتكز عملها على قانون "من أين لك هذا ؟ " بمعنى أن يقوم أي مسئول في المراتب العليا بتقديم إقرار بالذمة المالية ,وعندما يسجل أن لديه بيت واحد وبعد فترة يصبح لديه خمسة عليه أن يفسر للهيئة كيف أصبح لديه هذا ؟ ,أما من سرق أو قتل أو نصب أو اغتصب أو تلقى الرشوة وكافة الجرائم والجنح فهذا شان القانون الفلسطيني ويجب أن يمثل المتهم أمام المحاكم الفلسطينية مثله مثل كل مجرم بعد اخذ الإجراءات بحقه وفق القانون المنصوص عليه .
إن قيام الرئيس عباس إصدار قرار بقانون يعدل من خلاله قانون الكسب غير المشروع رقم (1) لسنة 2005 ليستبدل بما يسمى قانون مكافحة الفساد رقم (7) لسنة 2010 فيه تعدي واضح على مواد القانون الأساسي الأمر الذي يعتبر إجراء باطل ومنعدما قانونا ,أولا : لان تعديل أو تغيير أي مادة في القانون الأساسي يستوجب موافقة ثلثي أعضاء المجلس التشريعي بالقراءات الثلاث وهذا ما لم يحدث وثانيا: المادة (43) لا تمنح الرئيس عباس أي صلاحيات للتعديل أو إصدار قرار بقانون يتنافى مع نصوص القانون الأساسي وثالثا : نصوص قانون مكافحة الفساد جعل من هذه الهيئة إطار قانوني موازي لمجلس القضاء الأعلى واقر راتب لرئيس الهيئة أكثر من ضعف راتب رئيس القضاء الأعلى حسب معلوماتي .
وبالتالي لقد أصبح لدى الشعب الفلسطيني سلطتين قضائيتين والطامة الكبرى أن هيئة مكافحة الفساد تعاملت مع ذاتها سلطة قانونية تمتلك الحق بممارسة دورها وفق القرار الصادر عن رئيس السلطة ,فقامت بالتحقيق والاستدعاء وإصدار الأحكام والمعروف أن كل القوانين التي أصدرها الرئيس "قرار بقانون " ستعتبر لاغيه حال انعقاد المجلس التشريعي أذا لم يوافق عليها في جلسته الأولى وسيصبح حينها من حق كل من تضرر من هذه الهيئة والقائمين عليها أن يطالب بحقوقه المادية والمعنوية من كل من مارس بحقه مخالفة قانونية حتى لو كان المتضرر من الذين ارتكبوا جناية أو جنحة ,فالكثير الكثير من المتهمين اضطر القضاة للإفراج عنهم مكرهين رغم قناعتهم بأنهم مذنبين ولكن ,الخلل في اتخاذ المقتضى والإجراءات القانونية أنقذ المذنب من جرمه أمام القانون ومن هنا فاني أتوجه للأخ أبو شاكر وكل الإخوة العاملين في هيئة مكافحة الفساد وأقول لهم أن العدالة التي لا تبني صرحها على أساس صحيح القانون تصبح طريقها معبدة بالنوايا الحسنة مثلها مثل الطريق إلى جهنم .