نشر بتاريخ: 21/12/2016 ( آخر تحديث: 21/12/2016 الساعة: 20:22 )
الكاتب: صادق الخضور
ما بين المؤتمر السابع لحركة فتح، وذكرى انطلاقتها المنتظر إحياؤها بعد أيّام، تبرز عديد المنطلقات التي تشكل بلا أدنى شك فرصة للمراجعة والتأمل، فبعد ما غلّف عقد المؤتمر من نجاح رغم وجود مخاوف وجب استثمار حالة الإسناد لخطاب الرئيس محمود عباس حفظه الله من أجل بلورة خطوات عمل على أرض الواقع تبقي فتح في موقع قيادة المشروع الوطني، وهي كذلك فعلا.
أولويات كثيرة واجبة الاهتمام بعد التغيير الذي طال الهياكل التنظيمية، وفي ضوء انعدام فرص تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وجب التفكير في ملفات أخرى دون إسقاط الاهتمام بهذا الملف، وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية التجديد في الأنظمة واللوائح ومراجعة منهجيات العمل، وإعادة الاهتمام بملف العضوية والتزامات الأعضاء، علاوة على زيادة الاهتمام بالجانب الإعلامي الذي حقق نجاحات يمكن البناء عليها، وغيرها من الموضوعات من قبيل منح مزيد من الفرص للقيادات الشابة، وإعادة الاهتمام بالتعبئة الفكرية، والاهتمام بمكونّات العمل الاجتماعي؛ هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فإن من الضروري مواصلة التشبيك والامتداد وبما يوفّر زخما لما تقوم به فتح من جهود لإسناد الجهود الدبلوماسية والسياسية لقيادتنا.
ما بين المؤتمر والذكرى قواسم مشتركة أبرزها وأهمها إعادة الاستنهاض لما تحوزه فتح من خبرات وكفاءات ورؤى كفيلة في حال حشدها -بطريقة جيدة - بإحداث الفارق المنشود، وما بين الوفاء لقيم الراحلين من شهدائها الأبرار وأسراها البواسل والإرث النضالي الذي لمّا يزل دلالة على تميزّ الحركة ثوريا، ما بين هذا كله واستشراف المستقبل تبرز خطوات كثيرة يجب أن تقترن ببرامج عمل واضحة المعالم، وهنا نتحدث عن ضرورة الاهتمام بمنحيي التخصصية والكفاءة في قادم المراحل، ولعلّ ما سجلّه أبناء فتح حتى من غير المشاركين في المؤتمر السابع من إجماع على ضرورة إنجاح المؤتمر، وتعليق الآمال عليه يشكل قوة دافعة للعمل الفتحاوي، مما يؤسس لاستثمار هذه الحالة لصالح بناء خطط عمل طموحة، تعود بفتح إلى مربّع العمل التنظيمي المقترن بالفكر التحرري وبالبناء المؤسساتي على حدّ سواء في معادلة قلمّا نجح أحد غير فتح في تحقيق التوازن بين طرفيها.
ما بين المؤتمر والانطلاقة، تعاود فتح استنهاض الكامن فيها، وتنطلق برؤية طامحة طموحة، والتطلعات والآمال تتسيّد المشهد، والرهان دوما على أصالة ما يتوافر لدى أبناء فتح من انتماء يعكس فيما يعكس الوفاء للقيم الوطنية، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ما يمكن توظيفه لصالح إعادة بناء الخطط التنفيذية على أرض الواقع.
ما بين مؤتمر وانطلاقة، تراودنا آمال بأن يكون الحدثان مناسبة مواتية للتجديد في المنهجيات، وإعادة ترتيب البيت الفتحاوي على مستوى المؤسسات التابعة للحركة، فثمة مقومّات كثيرة يمكن الإفادة منها لصالح تمتين عرى التواصل والامتداد، داخليا وخارجيا، وهاك ما يمكن البناء عليه، وهناك قبل هذا وذاك قدرات يحوزها أبناء فتح، لكنها متناثرة تتطلب وجود خيط ناظم بينها.
فتح التي انطلقت وراكمت منذ أكثر ما يزيد عن خمسة عقود من عمر الزمن، تبرم عهدا جديدا مع الوطن بالتجديد في هياكلها القيادية، وهي كلما واجهت أزمة قدمّت أنموذجا رائدا في إدارة الأزمات، وعادت لتواصل طريقها وترسل بريقها.
في خضم الآمال يبرز السؤال: كيف يمكن تحقيق الطموحات بتحقيق مزيد من الزخم والامتداد للحركة؟ وما الأولويات المطلوبة؟
فتح ما بين مؤتمرها وذكرى انطلاقتها تؤكد أن المؤتمر بنى على الانطلاقة ووظفها في سياق، لتعاود فتح الانطلاق، وبانتظار رؤية الإفرازات الإيجابية للمؤتمر السابع عمليا على أرض الواقع، والكرة الآن في ميدان القيادة وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري مباركين لهم جميعا ، متطلعين لأن تبدأ عجلة العمل بالدوران، فما بين الذكرى والمؤتمر علاقة يحكمها الحرص الدائم على الانطلاقة.
مبارك لفتح ذكرى انطلاقتها، ومبارك مؤتمرها اليسابع، ونحو مزيد من استشراف فضاء الغد الآتي بطموح تشكّل الثقة فيه زيتا يضيء قناديل المسيرة تتواصل الحكاية، فالذكرى والمؤتمر يحملان معهما مزيدا من بشائر الأمل، لكنهما يشكلّان أيضا فرصة للمراجعة والتأمل وصولا إلى تخطيط شامل.