نشر بتاريخ: 24/12/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الدبلوماسية السياسية ليست مجاملات شخصية رخيصة وطبطبة على الظهر ، وانما هي الطريقة اللائقة للتعبير عن مصالح شعب وكرامة امّة . الدبلوماسية هي الحرب من دون رصاص ، هي المعركة من دون دماء ، هي المواجهة على البساط المخملي ، هي التعبير الامثل عن قوة او ضعف القضية .
وقد ثبت في تاريخ القضية الفلسطينية ان من يريد ان ينتصر لنفسه ولشعبه ولكرامته ، وان من يريد أن ينتصر للمعذبين في الارض والفقراء والضحايا فان عليه ان ينتصر لشعب فلسطين وليس لفلسطين كشعار مفرغ واسم مجرد ، فما قيمة أن يهتف البعض لفلسطين وهم يكرهون الفلسطيني ويطاردونه من المطارات كما يطرد المنبوذ من الكنيسة !!
وكم يحزنني ان الفلسطيني يدخل دول العالم الصديقة بدون " فيزا " بينما هو يحتاج الى " فيزا" وكفيل لدخول العواصم العربية . هل يوجد مهانة أكثر من هذه المهانة للعرب ؟ هل يوجد عمى بصيرة عند الحكومات العربية أكثر من هذا ؟
أمريكا وأوروبا تسمح للاسرائيليين بدخول اراضيها دون " فيزا" ، بينما يجري التحقيق مع الفلسطيني وكأنه متهم بجريمة قتل لمجرد أنه يريد زيارة اقرباء او الدراسة او السياحة في بعض الدول العربية .
وأكثر مقطع استفزازي في المشهد ، ان بعض المسؤولين في مختلف الفصائل وصلوا في درجة النفاق والانحطاط أنهم مستعدون وجاهزون دائما لشتم الفلسطيني لكنهم لا يجرؤون على انتقاد أية حكومة مختلفة لمجرد انهم يخشون من مخابراتها على مصالحهم الشخصية والعائلية ، هم يخرجون على شاشات التلفزيون ويشتمون الرئيس ومسيرة الثورة والقوى الوطنية الاخرى بكل قسوة ولؤم وعدوان لفظي رخيص ، وحين يصل الامر الى دول اخرى تراهم مبتسمون متسامحون وطيبون منبطحون كالنعاج يطلبون الرحمة بذل وبخسة منقطعة النظير !!!
فلسطين قضية عربية وانسانية عادلة وليست ملكا شخصيا لنا نحن الفلسطينيين ، ولذلك من حق كل عربي وانسان حر أن يتحدث عنها ويعتبرها قضيته الشخصية . ولكن ليس ان تتشابك الخيوط لدرجة ان ننسى ان من يحب فلسطين لا يحارب الفلسطينيين ولا يصطادهم كطرائد .
نحن لسنا استثناء ، ولا نطالب ان نكون استثناء خاصا ، ومن يخطئ من الفلسطينيين فلا مانع أن ينفذ عليه القانون في أي عاصمة من العواصم ، ولكن لا نقبل ان تصبح فلسطين مجرد أداة من ادوات التكتيك .
من يريد أن يلهو فان بامكانه ان يلهو بقضيته ، ومن يريد ان يتكتك فليمارس تكتيكاته في قضاياه الخاصة ، ومن يريد ان يجامل احد او حكومة اخرى فليجامل في شؤونه الخاصة وليس باسم الشعب الفلسطيني .
فلسطين ليست للمجاملة ولا للتكتيك ولا للعب . فلسطين قضية امة وشعب وقضية انسانية .
والكلام موجه لبعض المسؤولين العرب ولبعض المسؤولين الفلسطينيين أيضا .